كيف تبدو معالم تضعضع الشرعية في اليمن؟

> د. باسم المذحجي

>
د. باسم المذحجي
د. باسم المذحجي
ذاكرة العقل الإستراتيجي اليمني ليست مغيبة ولا بعيدة، وخصوصا عندما يتحدث رئيس الجمهورية بخطاب، والواقع يثبت خلاف ذلك ليعد باكورة تضعضع الشرعية.
بالرجوع لخطاب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي في 22 أغسطس 2013 أمام طلاب كلية الشرطة في العاصمة صنعاء فمازال لدينا الجنرال علي محسن صالح الأحمر من سنحان وأذرعه في رأس سلطة القرار، وماتزال القبيلة الشمالية للإخوان المسلمين التي يرأسها الشيخ حميد بن عبد الله بن حسين الأحمر تتحكم بكل مفاصل السلطة الشرعية.

الاضطهاد في الجغرافيا هو لب المشكلة اليمنية، وهذا ما غفل عنه رئيس الوزراء اليمني الأسبق الدكتور أحمد عبيد بن دغر عن أسباب الفوضى، وموجات العنف، والتي لم تكن يوما شعورا وطنيا للوصول مجددا لكرسي السلطة بعد الإطاحة به، وتنصيب الدكتور معين عبدالملك خلفا له.
اليمن بلد تضعضعت فيها الدولة بفعل تحولات الأدوار، والمصالح، وتضعضعت الحدود الوطنية المشتركة ما بين اليمن الأعلى، والأسفل من جهة، وما بين الشمال اليمني، والجنوب العربي من جهة أخرى.

هناك ترتيب غير وطني للمصلحة الوطنية، والواقع أثبتها بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك ترتيب للأولويات، والأجندات، وتضعضع للعلاقة الإستراتيجية الأوسع لليمنيين، فعندما يختلط المشهد على ثوار ثورة 11 فبراير 2011 التي كتب ناشطوها ذات يوم على رغيف الخبز كلمة «ارحل»، فرحل رغيف العيش مع ازدياد رقعة الفقر، والجوع، والحديث للنظام الحاكم حتى اليوم، ليكون الثابت بأن هذا النظام جاثم على صدورنا، وما الجنرال علي محسن صالح الأحمر وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إلا قطرة من فيض.

يعزو سبب انهيار الشرعية الحالية وخطرها الاستراتيجي الذي يهدد اليمن نظرا لتمترسها خلف قديم جديد يثير الاشمئزاز عبر إستراتيجية تحالف كلي لقوى 7/7، والذي هو سبب تضعضع الشرعية وسط فراغ ملئ المواقع الوطنية.
يفسر العقل الإستراتيجي اليمني بأن اليمن محكومة بلون علمها، وما بين سندان اللون الأسود للقبيلة الطائفية السلالية في كهوف وجبال صعدة، ومطرقة اللون الأحمر للقبيلة الإخوانية لآل الأحمر في سنحان وخمر، وبات ملحا على اليمنيين البحث عن ألوان جديدة لهويتنا الوطنية كخيار إستراتيجي بديل لبلد يمتلك 2500كم ساحلي على شواطئ البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب.

أين نحن من المشروع الوطني الإستراتيجي؟
نهج التطرف ضد الحوثية يبدو هو المحدد لشغل المناصب، فلماذا لا تلون الشرعية بالألوان المختلفة للشرعية بما فيها التطرف ضد الشمال القبلي الاستبدادي، وضد الاضطهاد الجغرافي للحجرية وتهامة، أم أن اللون الأحمر لا تنازل عنه؟! ولا يمكن تصحيح استراتيجية السلطة الشرعية التي هي فعليا لم تعد إلا غطاء شرعيا لمن المفترض به جزء لا يتجزأ من النظام الحاكم، ولا يمتلكون حقا أو بعض حكم في التحكم بقرار اليمنيين في اليمن الأسفل، أو الجنوب العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى