> نواكشوط «الأيام» حد امين ولد سعدي
رفض مرشحو المعارضة الاربعة للانتخابات الرئاسية في موريتانيا الإثنين النتائج المؤقتة التي منحت الفوز لمرشح السلطة محمد ولد الغزواني، لكنهم قرروا ارجاء تظاهرة كانت مقررة باتجاه مقر اللجنة الانتخابية.
وتعذر على ولد عبد العزيز الترشح مجددا بعد ولايتين تطبيقا لاحكام الدستور.
وكانت اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة أكدت الفوز الذي سبق وأعلنه قبيل فجر الاحد ولد الغزواني، بحصوله على 52,01 بالمئة من الاصوات حيث حل في الطليعة في 14 من ولايات البلاد ال 15 أي باستثناء ولاية نواذيبو (شمال غرب).
ولا تصبح هذه النتائج نهائية الا بعد تصديق المجلس الدستوري عليها بعد النظر في الطعون المحتملة، خصوصا وان مرشحي المعارضة الاربعة أعلنوا نيتهم استخدام كافة وسائل الطعن القانونية.
ونظمت مواكب للسيارات مساء الاحد في العاصمة الموريتانية وأطلقت العنان لمنبهاتها في الشوارع المزدحمة تعبيرا عن الفرح بفوز ولد الغزواني، وذلك بعد ساعات من حوادث بين متظاهرين وشرطيين في نواكشوط ونواذيبو.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في وقت متأخر ليل الاحد الاثنين، قال مرشحو المعارضة أنهم اوضحوا لوزير الداخلية ان ولد الغزواني هو الذي أثار الفوضى باعلانه فوزه بعد فرز 80 بالمئة فقط من الاصوات في ختام سهرة انتخابية حضرها الرئيس المنتهية ولايته.
ووصفت المعارضة التي كانت نبهت منذ أشهر من مخاطر السعي لادامة نظام "عسكري" ومن مخاطر التزوير، اعلان ولد الغزواني فوزه قبل الانتهاء من فرز الاصوات، بأنه "انقلاب جديد" لجنرالين سابقين انقلابيين.
وأوضح حاميدو بابا أن هذه التظاهرات ستبدأ بعد ظهر الاثنين بمسيرة للمرشحين المعارضين الاربعة الذين سيتوجهون الى اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة "للتعبير رسميا عن احتجاجهم ورفضهم النتائج".
لكن المرشحين الأربعة ألغوا المسيرة الاحتجاجية التي كانت مقررة الإثنين باتجاه مقر اللجنة الانتخابية.
وتسعى المعارضة ايضا الى الإفراج عن العشرات من مناصريها الذين اعتقلوا خلال مواجهات مع الشرطة الأحد.
يذكر ان الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز تمكن من بسط الاستقرار في موريتانيا التي كانت شهدت في سنوات الالفين اعتداءات لمجموعات اسلامية متطرفة وعمليات خطف أجانب، وذلك عبر سياسة ركزت على تعزيز قدرات الجيش ومراقبة اراضي البلاد وتنمية المناطق النائية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لا يزال النمو البالغ 3,6 % في 2018، على الرغم من التحسن، غير كاف مقارنة بالنمو الديمغرافي، وفقا لتقرير للبنك الدولي نشر في مايو ودعا الى دور أكبر للقطاع الخاص.
أ.ف.ب
واعتبرت انتخابات السبت مناسبة تاريخية شهدت أول عملية انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين في هذا البلد الصحراوي الذي كان شهد العديد من الانقلابات بين 1978 و2008، تاريخ الانقلاب الذي وصل اثره محمد ولد عبد العزيز الى السلطة قبل انتخابه رئيسا في 2009.
وأقبل الناخبون الموريتانيون بكثافة السبت على التصويت مع نسبة مشاركة بلغت 62,66 بالمئة، لانتخاب رئيس جديد سيجد نفسه في مواجهة تحديات بينها خصوصا الحفاظ على استقرار البلاد والعمل على تنميتها اقتصاديا اضافة الى تحقيق تقدم في مجال احترام حقوق الانسان.
وتلاه بيرام الداه اعبيدي (18,58 بالمئة) وسيدي محمد ولد بوبكر (17,87 بالمئة) وكان حاميدو بابا (8,71 بالمئة) ومحمد ولد مولود (2,44 بالمئة).
وهم يطالبون اللجنة الانتخابية بنشر نتائج كل مكتب اقتراع بغرض مقارنتها بحساباتهم الخاصة التي خلصت الى ضرورة ان تكون هناك جولة ثانية في 6 يوليو.
وبموازاة ذلك اجتمع وزير الداخلية احمدو ولد عبد الله مع مرشحي المعارضة الاربعة وطلب منهم دعوة أنصارهم الى الهدوء، بحسب المرشحين.
وقال كان حاميدو بابا "نحن ازاء مشعلي حرائق يطالبوننا بالقيام بدور الاطفائيين".-"التظاهر حق دستوري"-
وكان محمد ولد مولود قال خلال مؤتمر صحفي في وقت متأخر الأحد "سننظم تظاهرات احتجاج، هذا حقنا الدستوري" مشددا على طابعها "السلمي".
وكان ولد عبيدي دعا في مؤتمر صحافي مشترك الاحد الموريتانيين الى "المقاومة ضمن الأطر القانونية ضد هذا الانقلاب الاخير على ارادة الشعب".
وقال المرشح بابا حميدو كاني لفرانس برس "قررنا إرجاء المسيرة التي كانت مقررة اليوم ربما الى الخميس".
ودعت وزارة الداخلية ايضا الى ضبط النفس وحذَرت من أن اي تجمع غير مرخّص له قد يؤدي الى عقوبات جنائية.
وتتركز الانتقادات لنظامه على الحقوق الاساسية في مجتمع يتسم بفوارق اجتماعية وعرقية.
أ.ف.ب