هل الوحدة اليمنية في الاتحاد الكونفدرالي؟

> د.باسم المذحجي

>
باسم المذحجي
باسم المذحجي
رؤية استراتيجية يمنية صرف.. المجتمع السياسي في اليمن هو مجتمع بدائي، شأنه شأن الكتلة القبلية الشمالية لليمن الأعلى، والتي مهما تحضرت وتمدنت إلا أنها غارقة حتى الثمالة في ثقافة الموت والسلاح وعدم الانقياد، ناهيك عن عدم رغبتها في التداول والتعاقب السلمي على السلطة.
من هذا المنطلق، فإن الجمهورية والدولة بالنسبة للكتلة القبلية الشمالية -أي اليمن الأعلى- هي في حقيقة الأمر ملكية خاصة، وإن كانت تدار بحكومة ظاهريا، لكنها في حقيقة الأمر تدار من مراكز قوى قبلية تختلف في الأهداف المعلنة، لكنها من وراء الكواليس تتفق من حيث الأهداف الاستراتيجية غير المعلنة.

اليمن الاتحادي التعاهدي الكونفدرالي.. يجب الحديث عن الرابطة الاستراتيجية التي لابد وتجمع اليمنيين مستقبلا وكفيلة بعودة الأمن والاستقرار، نظرا لأن الوحدة المركزية أو الاتحادية الفيدرالية هي رابطة هشة ومعرضة للانحلال، وعندما نكون روابط هشة ومنحلة فذلك يقصد به عودة مكتملة لكل ظواهر ومظاهر الاستبداد والفشل الاستراتيجي في إدارة الدولة خلال خمسة عقود مضت، وتختصر باستراتيجية جباية الأموال وتبوّء المناصب العليا، وملء الكروش، ومضغ أفضل أنواع ورقة القات بدون فكر استراتيجي تنموي استثماري.

- كيف تفسر استراتيجية تطوير البلدان ذلك؟:
1 - استمرار التخلف وغياب التنمية رغم الموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي.
2 - غياب الأمن والاستقرار واستمرار الحرب الأهلية رغم أنف غالبية الشعب.

3 - الامتياز الذي تتمتع به الدولة بدلا من أن يجعلها مستقلة نجدها بلدا خانعا وخاضعا لتنظيمات دولية ودول أخرى في مفارقة استراتيجية مريرة.
4 - لا توجد ضمانات استراتيجية للحرية الاقتصادية والاستثمارية في سواحل باب المندب وكل الشريط الساحلي الاستثماري لـ2500 كم.

- ما هو النموذج الاستراتيجي المتاح؟
عودة اليمن الجنوبي إلى ما قبل 1990 هو أول ضمانات عودة الأمن والاستقرار في كل المحافظات الجنوبية، نظرا لأنها هكذا قالب استراتيجي سيوقف تغول الكتلة الشمالية لليمن الأعلى ويزجرها ويشتت أجندتها غير المعلنة.
الوضع الاستراتيجي الجديد لليمن الجنوبي هو الضامن لحماية الشريط الساحلي المجاور الذي يمتد من باب المندب حتى المخا والحديدة وما يعرف بسواحل وريف اليمن الأسفل نظرا لأن اليمن الأسفل وخصوصا الحجرية وذوباب والوازعية وتهامة تعد كتلة استراتيجية استثمارية متكاملة.

بالفعل نحن في اليمن نحتاج إلى وضع تأسيسي جديد لكي يُفرض واقع استراتيجي جديد، ويكون هدفة غير المعلن استراتيجيا هو تحمل مسئولية التربية الوطنية والصحة العمومية وتشجيع الاستثمارات والتصنيع ومراقبة شروط الشغل وإعداد التراب الوطني وتنشيط الثقافة والسياحة والترفيه المجتمعي، بينما الهدف المعلن الاستراتيجي هو التصدي للكتلة القبلية الشمالية لليمن الأعلى بكل صورها السياسية والعسكرية والمجتمعية والدينية والميليشاوية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى