حضرموت ولحظة المكاشفة الحقيقية

>
أكرم باشكيل
أكرم باشكيل
حضرموت ذهبت برجالها وقادتها وشخصياتها الاعتبارية في قافلة الصيف (القائض) إلى عدن حيث مستقر بعض من (الشرعية) السادرة في فيدها بمعاشيقها وقد توالت الأخبار عن القافلة بشي من التفاؤل وفق التغطيات المرافقة لإعلاميها، فاستبشرت حضرموت بتفاؤل يشوبه الحذر الشديد من أهل معاشيق وما أدراك ما هم.

وخلال فترة الأسبوعين الماضيين، كان على بوحضرم أن يرى شيئا قد تغير في واقعه حتى تكتمل صورة الإعلام مع صورة الأحلام، ويتم تصديق الرؤيا التي رسمها لنفسه من حلال ذلك النشاط الفارط في التفاؤل.

اليوم نقرأ أن حضرموت ليس لديها قطرة ما زلت في مخزون شركة النفط ساحل حضرموت، حسب تصريح مديرها والله أعلم بصحتها، لكن ما يصدق ذلك القول تعادل ساعات (الطفي) مع (اللصي)، وهو مؤشر ينذر بالأسوأ في ظل غياب الحلول المؤقتة فضلا عن الإستراتيجيات في وقت تشهد حضرموت أدنى انهيار في خدماتها.

أمام كل هذا على وفد حضرموت العائد من عدن أن يدعو لاجتماع عاجل لأبناء حضرموت مكونات وقيادات ومرجعيات ويكشف لهم حقيقة ما جرى من مباحثات مع "حكومة الشرعية" ومترتبات العمل عليها والخروج بمخارج فاصلة في إدارة حضرموت بمواردها وثرواتها، وأعتقد أن نفط حقول (الخشعة) وحدها، الذي يذهب يوميا للناهبين، كفيل بإدارة عجلة الحياة مع مصفاة المسيلة لتغطية حاجة حضرموت من الوقود والغاز ويكفينا مؤنة الإذلال وشحت الفتات من هؤلاء، ولعل التمكين على الأرض أولى من ذلك.. وخير ما فعل الوفد الذهاب إلى قيادة المجلس الانتقالي لزيارته ليعطي رسالة مهمة جداً في هذا الاتجاه.

إن قيادة حضرموت يجب أن تذهب بعيدا في المكاشفة والمفاصلة، والوقت لا يسعها في التمهل أو التمادي أكثر، وقد أوصلت الكاذب إلى باب داره، والشعب الحضرمي جاهز لإسنادها وما شوهد في 7 يوليو بسيئون إلا نموذج لذلك الاستعداد للإسناد، فقد طفح الكيل عنده، ولا حاجة له بـ "شرعية" تشرع له الموت السريع والبطيء معا، وليس أمامه خياراً إلا انتفاضة الأرض والعرض ودونهما الموت المذل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى