لعنة الجغرافيا السياسية!

> أحمد عمر حسين

> لا تزال الأراضي المسماة يمناً رهينة للعنة الجغرافيّة السياسيّة، منذ فجر التاريخ.

ففي الماضي البعيد وأيام الدول التي نشأت في هذه المساحة الجغرافيّة ظل التنافس والصراع الداخلي محتدما بين تلك الدول القديمة (أوسان، معين، قتبان، حضرموت، وسبأ)، فتغلبت سبأ على جيرانها من الممالك وخاصة أوسان ومعين، بسبب النشاط التجاري البحري لأوسان والبري لشريكتها مملكة معين.

ثم لما ظهرت دولتان عظميتان على مسمى العالم القديم (القارات الثلاث) آسيا وأوروبا وأفريقيا، دخل صراع الجغرافيا السياسي والاقتصادي لهاتين الدولتين، مؤدياً إلى حربين واحتلالين حبشي مسيحي يتبع دولة الرومان، ومن ثم احتلال فارسي.

اليمن حينها كانت تمتلك سر تجارة اللبان والطيوب والبهارات استجلابا وزراعة.

وبعصرنا الحالي تقع الأراضي المسماة يمنا رهينة مرة أخرى بسبب وجود مضيق باب المندب (ممر خطير وهام لتجارة النفط)، وكذلك لاحتضانها ومعانقتها للبحر العربي المفتوح على المحيط الهندي (بحار مفتوحة).. هاتان الميزتان جعلتا اليمن تقع رهينة صراع الدول العظمى (الخمس الدائمة بمجلس الأمن) ووكلائها من دول الشرق الأوسط. فوقعت اليمن التي استشرى فيها الفساد لأكثر من ثلث القرن (والذي دشنه المقتول عفاش ورعاه طيلة فترة حكمه)، ولا تزال تحت خطر وتحكم قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع (2140) عام 2014م وبمساعدة وطلب الرئيس هادي والمبعوث جمال بن عمر.

وها نحن في العام الخامس لهذه الحرب التي تعيث فسادا وخرابا في اليمن من قِبل وكلاء الوكلاء ووكلاء الدول العظمى.

اليمن رهينة وساحة صراع لتلك القوى إلى أن يصلوا إلى تسوية صراعهم حول النفوذ، وقد تطول فترة الرهن والحرب حتى 2022م كما هو متوقع، وحينها سيختفي الرهن الساخن والناري ليحل محله الرهن الناعم للشركات العابرة للقارات والحدود، ولا يعلم إلا الله إلى متى ستظل تلك اللعنة الجغرافية الاقتصادية والسياسية تلاحق هذه الأرض الطيبة "بلدة طيبة ورب غفور".

إنها اللعنة، لعنة التاريخ والجغرافيا السياسية الاقتصادية تصيبنا اليوم وبمساعدة من حكام مغامرين، مثلما أصابت من كانوا قبلنا وبمغامرة ذات الحكام (مغامرة الإخدود) شماعة ذلك الزمان.

اليمن بلد رهين صراع الكبار وشعبه رهين حكام وأحزاب مفلسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى