جنوب آمن !!

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
يقول المثل اليمني “دار معمور ولا قرية خراب” وهذا ما تؤكده الحقائق على الأرض بعد سنوات من المعاناة والألم والأخطاء السياسية والحروب، كل ذلك لاشك أفرز واقعاً جديداً ووضعاً لا يمكن البناء عليه وفق ما يراه البعض ممن يتجاوزون حقائق الواقع ومصالح كافة الأطراف. معطيات الحرب لسنوات مضت لم تكشف عن أي تجانس داخلي يمكن البناء عليه لوضع دولة يسودها العدل الاجتماعي وتحمي الحقوق لكافة الأطراف، ما يعني أنه لا خيار وفق مصالح بعض الأحزاب السياسية التي لا يمكن قياس مكانتها من ثقلها الاجتماعي إلا تكرار نمط تجارب الماضي التي خابت تماماً وأدت إلى ما هو عليه الحال من حروب ومعاناة.

ومثل هذه الرؤية لا شك أنها لا تعبر عن وعي سياسي يحاكي طبيعة الواقع ويعكس تطلعات الأطراف التي يشكل الجنوب محورها الأساسي من منظور أهمية قضيته بالنسبة للجنوبيين عموماً وارتباط ذلك بمصالح المحيط الإقليمي والدولي. ما يعني وفق كافة المعطيات أن فكرة جنوب آمن هي الحل عوضاً عن البقاء في حالة الخلط القائمة التي تعذر معها خلق ولو حد أدنى من التوافق أو المؤشرات التي تمكن من البناء عليه في حل المشكلات القائمة. والثابت أن الجنوبيين أبلو بلاءً حسناً في معارك السنوات الماضية، وهو عطاء مقترن بحجم تضحيات جسيمة وآمال مشروعة يجسد أحلام وتطلعات الجنوب وجماهيره الطامحة للحرية.

فالنظر إلى ما تكشّف على مدى العقود الماضية يوحي بلا ريب بتعقيدات واسعة النطاق في طبيعة المشهد السياسي اليمني المركب وفق معادلات شديدة الاختلال وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى الحرب القائمة بكل ما ولدت من تداعيات على صعيد الواقع لا يمكن تجاوزها والذهاب إلى حلول وهمية لا يمكنها إلا أن تؤسس لأوضاع غير مستقرة وحالات احتراب داخلي وأوضاع خارج نطاق السيطرة، ما يعني أن منطق العقل لابد أن يأخذ بجملة الأسباب التي كان نتاجها هذا الوضع القائم والمؤسس للفوضى على نطاق واسع، ناهيك عن البؤس الاجتماعي الذي تشير مؤشراته إلى ما هو أشد وطأة باستمرار الحرب في الجنوب الذي تسعى قواه السياسية وشرائحه الاجتماعية إلى الخروج من عمق المعاناة وحالة اللا دولة الممتدة منذ زمن بعيد.. مساعيه مشروعة لاشك، وفكرة البقاء في وضع اللا حل هو ما يجعل هذا الجزء المهم من العالم في وضع اللا استقرار، ويتيح لأطراف أخرى اللعب على هذه الورقة الهامة التي يرى فيها هؤلاء وسيلة وساحة يمكنها أن تكون ساحة صراع دولية، وهو ما يدعو القوى الجنوبية كافة إلى استشعار عمق الخطر الذي يمكنه أن يضع الجنوب عموماً في ردهة تلك الصراعات الإقليمية والدولية الحادة.

ما يعني، بالنسبة لنا، أن فكرة البناء على العواطف والآمال لا يلبي طموحات شعبنا وتطلعاته، وأن فكرة الجنوب الآمن هي السبيل إلى الحل، وهو الحل الذي ينبغي الأخذ به وعدم إعطاء مزيد من الوقت لأن ذلك لا يأتي بخيارات أخرى، وهذا ما تبين على مدى سنوات مضت.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى