القبيلة والقنبلة !

> عبّود الشعبي

>
عبّود الشعبي
عبّود الشعبي
* دهف علي عبد الله صالح زميله سلطان.. في المنصة أيام ثورة الشباب في صنعاء.. هو يحبه ويُحب لسانه القوية.. لكن يحيى الراعي كان يحبه صالح أكثر ويداعبه في جلسات القات.. ربما لأن ذمار أقرب إلى صنعاء من تعز..
* ويروى عن صالح المزح برمي عود القات بعد الانتهاء من قطفه على زملائه من حزبه وبعض الشخصيات الأليفة من المعارضة المستأنسة!

* لمّا دهف سلطان، لم يدهفه لأنه يبغضه، بل عن حُب وإحساس جديد بالطريقة القَبَلية التي تولدت بسبب ما يحصل في جولة الجامعة الجديدة التي سمّاها الثوّار الجُدد “ساحة التغيير”.. ولم تقدر على مقاومته وصدّه لسان سلطان!
* إن الذي حدث في 11 فبراير كان في المنطق أرحم بصالح ألف مرة من الذي حصل له في 4 ديسمبر على يد الحوثي، وإن كان الربيع العربي، بحسب بعض المحللين، لا منطق له.. لكن حُب الرئاسة أعمى القلوب والأبصار!

* كان يكفي علي عبد الله صالح ثلاث وثلاثون سنة من الحكم على الأقل “تمّت المسبحة”.. وهي أيضاً بعمر شاب عاش الطفولة ودرس في المدرسة ثم ذهب الجامعة وتخرّج وحصل على فرصة عمل وتزوّج.. يكفي الرئيس الراحل أن يرفع هذا الشاب كفّهُ الى السماء ويقول الحمد لله كثيراً، ثم شكراً للرئيس علي عبد الله صالح!
* لكن الذين كانوا حول الرئيس لم ينصحوه وعزّزوا في نفسه حُب المُلك والرئاسة، وأنهم سيضيعوا من بعده، والوطن سوف يطيح، وربما تقوم الساعة..!

* أما علي محسن الذي يطمح في رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام لا أحد يعلم بالضبط أين كان يلتقي بزميله صالح.. في ديوانه أو ديوان الرئيس، كان الرجل لديه حس أمني طاغٍ، خاصة في الأيام الأخيرة.. لكن في مرحلة طويلة من زمالته بالرئيس كان صالح يُحبه وبينهما علاقة مصحوبة بحذَر..
* أما الشيخ عبد الله الأحمر، رئيس حزب الإصلاح، كان يعلن بصراحة في الدورات الرئاسية أن مرشحه ومرشح حزبه هو علي عبد الله صالح “الجنّي الذي يعرفه بزعمه..”!

وكان الرئيس الراحل يقول عن الشيخ عبد الله إنه القاسم المشترك بين الأحزاب اليمنية.. ثم لمّا كبُر الأولاد بدأ الصراع على السلطة والتنافس على كرسي الرئاسة، حتى عزا البعض حادث السنغال الذي تعرّض له الشيخ عبد الله إلى تداعيات الصراع على السلطة بين أحمد وحميد.. وحضر بقوة شعار “لا للتوريث”.. وخرج حميد لأول مرة يلعلع من قناة الجزيرة يقدح في نظام صالح الذي كان أبوه جزءا هاما فيه، وقيل عنه أيضاً شيخ الرئيس.. وبذل حميد ماله لشباب الساحات وربما بتمويل قطري أيضاً..

* اليوم يقف الراعي على المنصة مع المشير مهدي المشاط وفي قلبه حُب “علي” الرئيس، لا “علي” الصحابي الذي كرّم الله وجهه من السجود لصنم.. وسجدت قيادات ومشيخات ظلت “تنخط” على الجنوب والجنوبيين ردحاً من الزمن.. سجدت لإرادة السيد!
* هذا حال الوطن اليوم الذي أودى به الصراع على الكرسي إلى هذا المسلك.. ويحز في النفس أن يُهان اليمنيون على أيدي بعضهم بهذه الصورة المُحزنة والمؤلمة.. حتى أعجزوا مجلس الأمن وهيئة الأُمم.. والغريب أن في كل جولات الصراع الماضية ظلت كل الأطراف الشمالية المتصارعة تنظر إلى الجنوب كغنيمة بعين واحدة!

* إن هذا الذي حدث في الشمال كان سببه غياب الدولة وطغيان القبيلة.. فقد مضت أكثر من خمسين عاماً على الثورة المزعومة ظلت فيه القبيلة تحكم الدولة، حتى صارت هي القُنبلة الموقوتة التي تفجّرت الآن وأصابت الوطن كله بمقتل..!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى