44 عاماً على مذبحة أندية عدن

> عوض بامدهف

>
عوض بامدهف
عوض بامدهف
* أندية عدن في سياق مسيرتها التاريخية المليئة بالعطاء والزاخرة بالإنجازات منذ انطلاقتها الأولى في العام 1905م واجهت منعطفات حادة و متعددة ، ومن أبرزها معاناتها في زمن ما قبل الاستقلال من (مسلسل الانفتاح العشوائي) ، والذي أفرز أعداداً هائلة من الكيانات الرياضية التي افتقدت لأبسط مقومات إقامة وتأسيس وتشكيل الأندية الرياضية ، حيث بلغت رقماً قياسياً وصل إلى 60 نادياً وأكثر ، وذلك نظراً لسهولة الحصول على الاعتراف بها من قبل (الجمعية الرياضية العدنية) حينذاك ، والتي قامت بتوزيعها إلى درجات مختلفة ، وهذا أفرز عشوائية التواجد في المجال الرياضي ، مما أحرج الجمعية الرياضية العدنية كثيراً ، مما دفعها في العام 1960م إلى القيام بتقليصها من 61 نادياً إلى 40 نادياً ، ولم يسعف الزمن الجمعية الرياضية العدنية في مواصلة عملية التقليص هذه حيث اصطدمت بحلول الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر من العام 1967م.

* وقد استبشر رياضيو عدن خيراً بالعهد الجديد وعقدوا عليه آمالاً عريضة ، ولكن وعلى مرمى حجر من الاستقلال ، ففي يناير من العام 1968 كان الرياضيون على موعد مع مفاجأة غير سارة لهم ، جاءت كنتيجة قرارات الاجتماع الأول للرياضيين في عدن ، الذي دعا إليه الأخ عبد الملك اسماعيل وزيرالعمل والشؤون الاجتماعية ، والذي أسفر عن اللجنة المؤقتة لأول اتحاد كرة قدم في المحافظة الاولى والتي قامت بالدور التي كانت تقوم به الجمعية الرياضية العدنية ، لتقوم هذه اللجنة بممارسة التطهير لأندية عدن ، تماشياً مع نهج الجبهة القومية (الحاكمة) بتطهير وإقصاء وإبعاد كل من كان على غير وفاق معها ، وهكذا تمت عملية تقليص أندية عدن إلى 12 نادياً فقط ، ولم يدم هذا الحال طويلاً ، فبعد مرور خمسة أعوام وجدت أندية عدن نفسها أمام (مقصلة الدمج القسري للأندية) ، ففي يوليو من العام 1973م ، وفي أعقاب قيام (المجلس الأعلى للرياضة) تم تقليص أندية عدن من 12 نادياً إلى 7 أندية.

ختام المسلسل الدامي
* وبعد مرور عامين ، وبالتحديد في 18 يوليو من العام 1975م ، بلغ مسلسل الدمج القسري ذروته ، وذلك بتدشين (مراسم مذبحة أندية عدن) التي جاءت ضمن القرار الجائر الذي أصدرته اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للرياضة في محافظة عدن ، والذي قضى بدمج أندية عدن الأخير ، بإقامة (أندية الأحياء) ، وهكذا وجدت أندية عدن نفسها على موعد مع تكرار التقليص والإقصاء والتطهير، حيث أصبح عدد الأندية 5 أندية فقط.

* حقاً انها مذبحة رياضية تم ارتكابها بدم بارد ومع سبق الإصرار والترصد كما أن هذا الفعل الظالم يعد مقبرة للمواهب الواعدة بالعطاء ، مما أفقد أندية عدن الكثير من مقومات تواصلها واستمرارها في ميادين التنافس الرياضي ، وما زالت آثار هذه المذبحة الرياضية البشعة تلاحق أندية عدن وماثلة في السياق العام لمشوارها الرياضي ، لينعكس ذلك سلباً على إجمالي أداء وعطاء أندية عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى