موجة غلاء جديدة في أسعار الأسماك والخضار بالعاصمة عدن

> تقرير/ وئام نجيب

> مواطنون: مدينتنا ساحلية ونحن محرومون من الأسماك
بدأت الحياة في العاصمة عدن تعود إلى طبيعتها منذ أيام بعد أن شهدت أحداث دامية، وباشر موظفو المرافق الحكومية مزاولة الدوام في جميع المرافق الحكومية بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، غير أن حركة البيع والشراء في الأسواق على غير عادتها إذ شهدت ارتفاعاً كبيراً ومضاعفاً.
وأعرب مواطنون لـ "لأيام" عن استنكارهم لِما وصلت إليه قيمة الخضروات والفواكه وكذا الأسماك، والذي بات ثمنها يفوق القدرة الشرائية لدى السواد الأعظم من سكان المدينة.

ويتراوح سعر الكيلو الواحد من الأسماك بين 6 و8 آلاف ريال، الأمر الذي وقف أمامه العديد من الأهالي عاجزين عن شرائه.
وقال المواطن محمد ناصر: "من المؤسف وغير المصدق أننا نعيش في مدينة ساحلية مليئة بالأسماك ومحرومون منها على الرغم من أنها كانت تُعد وجبتنا الأساسية لاسيما في الغداء".

وأضاف ساخراً: "بتنا نكتفي بمتابعة أسعارها بشكل يومي في الأسواق فقط، ونأمل بأن ينخفض سعره لكي نتمكن من توفيره لأسرنا التي اعتادت على تناوله بشكل مستمر".
ولجأت الكثير من الأسر العدنية إلى تناول (الصانونة) في وجبة الغداء كبديل عن السمك الذي لم تتمكن من توفيره لارتفاع قيمته.
حراج السمك في صيرة
حراج السمك في صيرة

تضاعف للمعاناة
الخضروات هي الأخرى شهدت ارتفاعاً في أسعارها؛ حيث بلغ سعر الكيلو الواحد من البطاط 600 ريال، و700 ريال للطماطم، فيما وصل سعر الكيلو البصل إلى 500 ريال، وباتت هذه الأسعار في تفاوت مستمر.
وأعاد البعض الغلاء غير المسبوق في هذا المجال وغيره من متطلبات الحياة كمواد غذائية واستهلاكية وفواكه إلى تدهور العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية مع غياب المعالجات والتحرك الجاد من قِبل الجهات المعنية.

ويتعمد الغالبية العظمى من أبناء العاصمة عدن على المرتب الشهري كمصدر أساسي للمعيشة وهو ما ضاعف من معاناتهم أكثر فأكثر، في حين يلجأ الكثير منهم إلى البحث عن وظائف بالقطاع الخاص لمجابهة غلاء الأسعار التي قصمت ظهورهم.
وحمّل المواطن علي ناجي فضل الحكومة والسلطة المحلية في العاصمة ما وصلت إليه الأوضاع المعيشية والتردي الاقتصادي.

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "الجهات المسؤولة أثبتت فشلها الذريع فضلاً عن تخليها عن المواطنين في أشد الظروف حرجاً، إذ تركتنا فريسة سهلة للاستغلال من قِبل تجار الخضروات والفواكه وكذا الأسماك ولم تحرك تجاههم أي ساكن".
فيما أوضح الحاج محسن عثمان أن تراكم أكوام القمامة ومخلفات البسطات في الشوارع والطرقات الرئيسية تُعد شاهد عيان على الفساد المستشري في السلطة المحلية بالمدينة، مؤكداً في السياق إلى أن المنظر العام لها يوحي بأن الأوبئة سوف تعاود بالظهور وبالتالي سيزيد أعداد المصابين بالمرضى والوفيات في المستشفيات الحكومية التي هي الأخرى تشهد تدهوراً عاماً ونقصاً في الأدوية والمستلزمات الأساسية".

صعوبات متعددة
وأعاد أحد بائعي الأسماك في المدينة الارتفاع في أسعار الأسماك مؤخراً وبشكل غير مألوف، إلى شحة المشتقات النفطية في السوق المحلية والتي يجبر على إثرها الصيادون لشرائها من السوق السوداء بسعر مضاعف، بالإضافة إلى الرياح المستمرة التي تعد أكبر عائق للصيادين أثناء الاصطياد.
وخلال الفترة القليلة الماضية، اختفى نوع الثمد، والذي يعد النوع المفضل لدى أغلبية المواطنين بمدينة عدن، الأمر الذي أثر على إقبال الناس وترددهم على الأسواق الخاصة.

فيما أشار العديد من بائعي الخضروات إلى أن الخضروات شهدت خلال الفترة الأخيرة ارتفاعاً بشكل كبير جداً وصل إلى 100 % مقارنة بالسابق، وهو ما قوبل برفض واستياء سكان المدينة، والذين عزف بعضهم عن شرائها.
وأرجعوا ذلك الارتفاع إلى شحة عملية استيراد الخضروات، ودخول المدينة كميات قليلة منها، وارتفاع قيمتها من الموردين الأساسيين إلى أسواق العاصمة من المحافظات الأخرى.

كما أفاد «الأيام» مالكو بقالات بأن المواد الغذائية والاستهلاكية شهدت هي الأخرى ارتفاعاً نسبياً في قيمتها قابله ضعف في حركة البيع والشراء وكذا استغناء الكثير من المواطنين عن معظم الأساسيات والاكتفاء بالأشياء الضرورية منها، مضيفين: "لا ذنب لنا في هذا الارتفاع فجميعنا يجابه عاصفة الغلاء التي ستأكل الأخضر واليابس".
وتسببت الحرب التي دخلت عامها الخامس بخلق مزيد من الأزمات على الشعب الذي بات يكافح من أجل البقاء لاسيما بعد انهيار العملة المحلية وما نتج عنها من غلاء فاحش طال جميع المستلزمات الحياة الأساسية، تخلت بسببه الكثير من الأسر على متطلبات ضرورية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى