الجفري: انتصار عدن أثبت قدرة الانتقالي على تأمين الجنوب

> «الأيام» خاص

>
اعتبر رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر، عبدالرحمن الجفري، أن أمام المجلس الانتقالي الجنوبي مصاعبَ و(مطبات) خلال المرحلة القادمة التي سيخوض فيها الانتقالي حوارا مع الشرعية الجنوبية بشأن مستقبل الجنوب والواقع الجديد الذي فرضته القوات المسلحة الجنوبية في العاصمة عدن.

وقال الجفري في مقال صحفي تحت عنوان "تفكير بصوت الكتابة" إن "التفاوض أو التحادث بشأن قضية وطنية ينجح إن كان من يقومون به لهم صفات الحديد الصلب من صلابة ومرونة.. فلا يُكسَر ولا يُعصَر، وأثق أن إخواننا في قيادة الانتقالي مثل الصلب، لا يُكسَرُون ولا يُعصَرُون".

وأكد أن "الإقدام بلا حكمة تهور، والحكمة بلا إقدام ضعف وجبن"، مستدركا بأن قيادة الانتقالي أثبتت في مواقف كثيرة أنها تتمتع بالإقدام الحكيم والحكمة المقدامة.

نص المقال
"تفكير بصوت الكتابة
لا أريد أن أعلّق على انتصار المجلس الانتقالي الخاطف في عدن.. ولا على إثبات قدرته على تأمينها من كل النواحي.. ولا على الحشد الجماهيري غير المسبوق تأييداً له.. ولا على الدور الإيجابي الفاعل والحصيف لتهدئة الأوضاع الذي قام، ويقوم، به التحالف العربي بقيادة مملكة الحزم والدور الملموس للإمارات العربية المتحدة.. فتلك أمور قد تناولها كثيرون. ولكن سأتحدث باختصار عن بعض المحاذير والقواعد التي لا أشك مطلقاً أن الإخوة في قيادة الانتقالي يدركونها.
1 - أنتم تمثلون قضية وطن بتبنّيكم مطالب وأهداف وهوية شعبه الذي فوّضكم بناءً عليها ووفّيتم بذلك عندما أوردتموها في وثائقكم.. ولا أشك لحظة أنكم ستوفّون بها.

2 - ندرك، وكل عاقل يدرك، أن أمامكم مصاعب و "مطبات" ولكنكم أهل لتجاوزها بالإقدام والحكمة معاً، فالإقدام بلا حكمة تهور، والحكمة بلا إقدام ضعف وجبن.. ولقد أثبتم في مواقف كثيرة أنكم تتمتعون بالإقدام الحكيم والحكمة المقدامة.
3 - يتداول البعض مقولة "إن السياسة فن الممكن".. والبعض أضاف لها وقال: "إن السياسة فن الممكن المتاح".. فما جدوى تضحيات شعبنا وتضحياتكم إن قَبِلَ أحد بـ "الممكن المتاح"؟!

إن المعنى والتفسير لمقولة "فن الممكن" ليس ما يتداوله البعض في بلادنا.. والذي لم يطبقه من قالوا هذه المقولة وإلا لما تحققت أهداف أي قضية وطنية في أي بلد في العالم. إن هذا المفهوم لا يطبق إلا على قضايا سياسية داخلية أو على مصالح متبادلة محدودة.. لكن التعريف الذي نعتقده لمقولة "فن الممكن" في القضايا الوطنية هو: "فن صناعة الظروف ليصبح غير الممكن ممكناً".

4 - إن قضية الجنوب العربي، كما أسلفت هي قضية وطنية وليست قضية سياسية، فهي قضية استقلال وهوية وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة، فالقضايا السياسية يتم حلها بالتسويات السياسية التي تقوم على التنازلات المتبادلة.. أما القضايا الوطنية فلا تنازلات فيها لا عن استقلال ولا عن هوية ولا عن بناء الدولة.. ولكن تتم التسويات السياسية والتنازلات المتبادلة في المصالح المتبادلة بين الدولتين، وفي بعض الإجراءات والخطوات التي لا تمس أسس وأهداف القضية. وذلك بغرض تسهيل الأمور وحقن الدماء والتمهيد لعلاقات متميزة بين الدولتين الشقيقتين الجارتين وتبادل المصالح بينهما.. وأيضاً أهمية مراعاة ظروف إقليمية ودولية وفي المقدمة الدول الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى التي تشكل العمق الإستراتيجي ونشكل سياجاً لأمن الجزيرة، وكذلك الإمارات العربية التي ساندت مع المملكة شعبنا في تحرير أرضه من الاحتلال الحوثي، وكل محيطنا العربي وعمقه مصر الشقيقة..
5 - يقولون إن الحديد ثلاثة أنواع:
أ. حديد الزهر: وهو حديد قاسٍ جداً.. فلا مرونة ولا ليونة فيه، ولكن رغم قساوته يُكسَر.
ب. الحديد المطاوع: لا قساوة ولا صلابة ولا مرونة فيه؛ بل ليونة ورخاوة ويتشكل في كل اتجاه ولا يصلح أن يكون سيفاً لقتال ولا أداة طبيب للجراحة.
ج. الحديد الصلب: فهو صلب بلا قساوة فلا ينكسر ومرن بلا ليونة فلا يكون رخواً.. وتصنع منه أهم أدوات السلم والحرب.
التفاوض أو التحادث بشأن قضية وطنية ينجح إن كان من يقومون به لهم صفات الحديد الصلب من صلابة ومرونة، فلا يُكسَر ولا يُعصَر، وأثق أن إخواننا في قيادة الانتقالي مثل الصلب، لا يُكسَرُون ولا يُعصَرُون.

6 - وندائي لفخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ تعلم فخامتكم أننا لم نكن في تاريخنا طرفاً في أي صراع جنوبي - جنوبي لا على أساس سلطة ولا مناطقي، ونعلم أنك لن تكون كذلك في صراع كهذا، ولا أحد من شعب الجنوب العربي سيسمح بصراع كهذا، فالجنوب يتسع لكل أبنائه، وعلى كل أبنائه أن تتسع صدورهم لبعضهم بعضاً، وأنا على ثقة أن فخامتكم ومن معكم، حقيقةً، من أهلنا الجنوبيين لن تكونوا إلا لجنوبكم وشعبه العظيم، ولن تتأخروا عليه أكثر من ذلك، وستحسمون أمركم في الوفاء للإخوة في اليمن الشقيق، وهذا لا يلغي واجبكم نحو وطنكم "جنوب الأمة العربية وبوابتها الجنوبية". وأنت يا فخامة الرئيس من دار "المعقلة" في قبيلتكم، وخير من يدرك أين دوره الحقيقي، وقد اقترب أوانه إن لم يكن قد آن، فشعب الجنوب العربي بكل مناطقه قد أثبت عظمته وثباته وقدّم التضحيات الجسام من دماء أبنائه ومعاناته، مما أكسبه صلابة موقفه وثبات توجهه، ويتطلع إلى أن يرى كل أبنائه معه عندما يفتح قلبه لهم، وأن يحضروا أعراسه مشاركين باذلين لا ضيوفاً مهنئين. وسيضعهم في قلبه ويسجلهم في تاريخه المجيد.

7 - وفي ختام هذا "التفكير بصوت الكتابة" أود أن أوضح أنني لا أدعي فهماً لا يملكه غيري، ولست أستاذاً لغيري، فأنا رغم تجاربي إلا أنني لا زلت تلميذاً في مدرسة عظيمة أستاذها شعب الجنوب العربي وخصوصاً شباب الجنوب العربي.
ونثق بأن الله لن يخذل شعبنا.
عبد الرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
الإثنين 18 ذو الحجة 1440هـ
الموافق 19 أغسطس 2019م".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى