برلماني تركي سابق: سياسات أردوغان في سوريا تتجه لخسارة شاملة

>

رأى محللون أن سقوط ”خان شيخون“ يعد الهزيمة الثانية الأكبر للميليشيات المقاتلة لدمشق بعد سقوط حلب ؛ مرجعين ذلك إلى أن سقوط ”خان شيخون“ يعني سيطرة روسية – سورية نهائية على الشريط الساحلي السوري وتأمين المصالح العسكرية الروسية في الساحل السوري ومحافظة حماة.

وعلى الرغم من أن تشكيل مجموعة ”استانة“ التي تضم تركيا وروسيا وإيران كان الهدف منها حماية ”الضامن التركي“ لبعض ما تبقى من مصالح المعارضة السورية، ومنع الحملات العسكرية التي تشنها دمشق، إلا أن الحملة أخذت أخيرًا حيزًا في ”خان شيخون“ الإستراتيجية، لتخرج الجماعات المسلحة المرتبطة بتركيا، دون أن يتمكن رتل عسكري أرسلته تركيا من إنقاذ الموقف أو تغيير الواقع على الأرض.

ويقول إيكان أردمير، وهو برلماني تركي سابق، وباحث في معهد ”الدفاع عن الديمقراطيات“ في واشنطن، إن ما قاد المعارضة السورية إلى خسارة معظم مناطق النفوذ التي سيطرت عليها خلال ثماني سنوات من الحرب هو اعتماد تركيا لكسب النفوذ في سوريا على جماعات متطرفة يرفضها المجتمع الدولي لارتباطها المباشر بتنظيم القاعدة الإرهابي.

وتابع أردمير، في تصريحات لـ“إرم نيوز“، أن الاتفاقات التركية – الروسية للحفاظ على مكاسب المعارضة السورية ومناطق النفوذ التركي، كانت مشروطة بطرد تنظيم القاعدة الإرهابي من الشمال، إلا أن تركيا فشلت باستمرار في تشكيل منظومة سورية معتدلة تدير المناطق، فكان انتشار القاعدة وسيطرتها على ما تبقى من إدلب سببًا كافيًا لروسيا ودمشق لشن الحملة على خان شيخون.

ويرى أن ما يقود تركيا إلى خسارة شاملة في سوريا بعد ثماني سنوات من التدخل في ”الحرب السورية“ هو اتفاق جميع اللاعبين على الأرض، رغم تناقض توجهاتهم على رفض الجماعات المدعومة تركيًّا وضرورة تصفيتها، لافتًا الى أن كل من واشنطن وموسكو لن تقبل بجماعات ترتبط بالقاعدة في مناطق نفوذ مشتركة مع تركيا وهذا ما يعرقل إنشاء ”المنطقة الآمنة“ بالشكل التي تطلبه تركيا من الولايات المتحدة، حيث وافقت واشنطن أخيرًا على منطقة ”آمنة ضيقة“، لكنها لا تلبي طموحات تركيا، حيث تشكل نصف مساحة المنطقة التي تطلبها تركيا، كما تضع واشنطن خطًا أحمر يتعلق بإدارة المنطقة المزمع اقامتها وهو رفض دخول الميليشيات المتطرفة والمدعومة تركيًّا إليها.

ويشيرالبرلماني السابق إلى فشل سياسات حكومة أردوغان في سوريا فشلًا ذريعًا، ما قاد أيضًا إلى خسارة سياسية للحزب التركي الحاكم داخل تركيا، حيث يرى الشعب التركي برمته في الجماعات التي دربتها تركيا ودعمتها ومولتها على الحدود الجنوبية لتركيا، خطرًا محدقًا بالأمن التركي، سيدفع ثمنه الأتراك عاجلًا أم آجلًا.

وقال أردمير إن ”أردوغان وعد وتعهد لبوتين بتقليل أثر الجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة في إدلب، ولكن للأسف مع الوقت هذا لم يتحقق، وعلى العكس فإن جماعات القاعدة المتطرفة سيطرت على إدلب، وأعتقد في المحصلة أن خطة تركيا للعمل مع جماعات معتدلة لتسيطر على مناطق نفوذ لم تعمل بشكل جيد“.

وبين أردمير أن ”الشعب التركي بمجمله تزداد شكوكه بالجماعات المتطرفة التي تدعمها تركيا وتمولها، والتي بالنهاية ستشكل خطرًا أيضًا على تركيا واعتقد أنه مع الوقت يجب أن تراجع الحكومة التركية سياستها سيئة التقدير في سوريا“.

​إرم نيوز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى