الوحدة الوطنية فوق الجميع

> أحمد عبدربه علوي

>
فهموا من لا يفهم أن الوحدة الوطنية الجنوبية هي الأساس المتين لهذا الوطن وأي مساس به، سواء كان بقصد أو بدون قصد، أمر يجب التوقف أمامه ومحاسبة مرتكبي هذا الجرم بكل حسم ودون أية رأفة، وحتى نكون واضحين مع أنفسنا نستطيع أن نقول إن هناك أفراداً يعملون بدون كلل أو ملل على زرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن والشعب الواحد، وهذا للأسف ما هو حاصل ويجري في بلادنا منذ أكثر من (50) عاماً، ونحن في مشاكل ومماطلة ومراوغة، هناك ناس يختبئون تحت شعارات ومسميات تبدو بريئة وهي في واقع الأمر عكس ذلك، ففي دول أخرى في المنطقة بما فيها بلادنا في المقدمة تجري بها أنهار الدم يعيش أهلها في جحيم مستمر ومستعر وتحتل أخبارها المسيئة أجزاءً كبيرة من نشرات الأنباء..

نحن نعرف مشاكلنا وعيوبنا وأزماتنا وجميع وجه النقص فينا ولكنا لا نرضى بها ولا نقرها، لا نستسلم للواقع السيء الذي يعبث فيه كل واحد منا عامل من نفسه أمير الأمراء ولا أحد يعرف إلا هو فقط، وهو المناضل الوحيد، وهو العالم والمطلع وغيره لا يفهم، وهذا التصرف الهمجي هو الذي أوقعنا وجعلنا نتحارب ونتقاتل على (كرسي الحكم) الملعون.

لا يدرك هؤلاء الفطاحل أن هذه هي بلادنا وأن هذه قدرنا، وأننا لن ننزح إلى بلد آخر، ولن نستورد هذا البلد شعباً آخر أنظف وألطف وأذكى وأحسن أخلاقاً.. جذورنا ممتدة في أعماق ساحل البحر الطويل والجبال وهذه الوديان وما حولها من صحاري، ولهذا فنحن نحب هذا لوطن ونغار عليه مهما تكن عيوبه بادية للعيان.

وعاصمتنا (عدن الباسلة) وأهلها الشجعان الطيبون، عدن الحبيبة المليئة بما لا يسر العين ولا يريح الأذن ولا يرضي حاسة الشم، فالشوارع مزدحمة والمرور مرتبك والشوارع مليئة بالمطبات والحفر والضجيج والذي يصم الآذان ولعلعة الرصاص والقوارح في أكثر من مكان، ومع ذلك فنحن نحب عاصمتنا عدن وكل المدن الجنوبية، نشعر بالشوق والحنين إليها إذا غبنا عنها فترة من الزمان.

وليس في التاريخ شعب تعلق بأرضه كما تعلق شعب بلادنا الأبي واحتفظ بشخصيته عبر آلاف السنين كما احتفظ بها شعب بلادنا رغم الغزوات ورغم المحن والأزمات المستمرة التي تعرضت لها البلاد في الزمن القديم والوسط والحديث.
وليفهم من لا يفهم أن التاريخ يؤكد أن شعب الجنوب يزداد صلابة وتمسكاً في مواجهة الأزمات، وهو ما ظهر له في هذه الفترة العصيبة والخطرة التي تمر بها البلاد حالياً يجعلنا نقول في نهاية موضوعنا هذا إن الجميع مدعوون في هذه الفترة الحاسمة الدقيقة إلى وقفة يكبرون بها أمام شعبهم، أن يهبوا للحفاظ على وطنهم مهما كانت الإغراءات والمزايا المادية تجعلهم كباراً في نظر الآخرين.. وفهّموا من لا يفهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى