مقتل أربعين من قيادات فصائل جهادية جراء قصف صاروخي قرب مدينة إدلب

> إدلب «الأيام» عمر حاج قدور مع هاشم عسيران في بيروت:

> قتل أربعين على الأقل من قيادات فصائل جهادية متشددة جراء ضربات صاروخية استهدفت اجتماعاً لهم السبت قرب مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يسري وقف لإطلاق النار في المنطقة أعلنته موسكو ووافقت دمشق عليه.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "ضربات صاروخية استهدفت اجتماعاً لقياديين في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم" قرب مدينة إدلب، ما تسبّب بمقتل "أربعين منهم على الأقل".

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في مدينة إدلب أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المزارع الواقعة شمال المدينة، بعد دوي انفجارات متتالية تردد صداها في المنطقة.
وقال إنّ سيارات إسعاف هرعت إلى الموقع المستهدف، الذي لم يتمكن الصحافيون من الاقتراب منه.

ولم يتمكن المرصد من تحديد "ما إذا كانت طائرات قد نفّذت هذه الضربات أم أنها ناتجة عن قصف بصواريخ بعيدة المدى".
وينشط فصيلا حراس الدين، المرتبط بتنظيم القاعدة، وأنصار التوحيد الجهادي في شمال غرب سوريا، حيث ينضويان في إئتلاف مع مجموعات أخرى متشددة. وتقاتل هذه الفصائل إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في المنطقة.

وتأسّس فصيل حراس الدين في فبراير 2018، ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية، وفق المرصد. وسبق وتعرض لضربات عدة، تسبّب آخرها قبل شهرين بمقتل ثمانية عناصر، بينهم ستة قياديين من جنسيات عربية مختلفة.
وأكدت واشنطن مطلع تموز/يوليو شنّ غارة ضد "قيادة تنظيم القاعدة في سوريا"، استهدفت معسكر تدريب في محافظة حلب.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان حينها إن "العملية استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة في سوريا مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء".
واستهدفت القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية مراراً قياديين جهاديين في منطقة إدلب. إلا أن وتيرة ذلك تراجعت بشكل كبير منذ عام 2017، لتتركز ضرباتها على مناطق سيطرة التنظيم الجهادي.

توقف الغارات
وتزامنت هذه الضربات مع سريان وقف لإطلاق النار منذ السادسة (03,00 ت غ) في ادلب ومحيطها منذ صباح السبت، في هدنة هي الثانية من نوعها منذ بدء دمشق بدعم روسي في نهاية نيسان/أبريل تصعيد قصفها على المنطقة، ما تسبب بمقتل أكثر من 950 مدنياً وفق المرصد، وفرار أكثر من 400 ألف شخص وفق الأمم المتحدة.

وبحسب المرصد، توقفت الغارات وغابت الطائرات الحربية عن الأجواء منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. كما هدأت المواجهات بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمعارضة عند أطراف إدلب فيما يستمر القصف الصاروخي والمدفعي.
وأعلن الجيش الروسي الجمعة وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد في إدلب. وسارعت دمشق إلى اعلان موافقتها "مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري.

واستغل أحمد أبو إبراهيم اعلان وقف اطلاق النار ليعود إلى بلدته معرشورين في جنوب إدلب، بعد نزوحه منذ نحو أسبوعين.
ويقول أحمد وهو أب لستة أطفال، لفرانس برس، "عدت حتى أجمع أغراضي وسأتوكل على الله وأتابع حياتي في الشمال السوري"، متوقعاً أن "ينكث النظام كالعادة بعهده وألا يبقى عند كلامه" في ما يتعلق بالهدنة.

وكانت دمشق أعلنت موافقتها على وقف لاطلاق النار في الأول من أغسطس ثم قررت في الرابع منه استئناف عملياتها القتالية بعدما اتهمت الفصائل بانتهاك وقف اطلاق النار واستهداف قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها روسيا مقراً لقواتها في محافظة اللاذقية الساحلية غرباً.
وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات النظام في 8 آب/أغسطس هجوماً برياً تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية والتوسّع جنوبها، حيث سيطرت على بلدات عدة في ريف حماة الشمالي وطوقت نقطة المراقبة التركية في مورك.

"فرصة جديدة؟"
وتوؤي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقات إجلاء.
والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018 ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الجهادية. إلا انه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه.

ولا يستبعد الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر في تصريح لفرانس برس أنّ "تكون روسيا والحكومة السورية على استعداد لمنح تركيا فرصة جديدة من أجل تنفيذ بنود اتفاق" سوتشي.
ولكن في الوقت ذاته، "قد يكون هدف دمشق وموسكو من توقف العمليات هذا لفترة من الزمن، تعزيز مكاسبهما الميدانية والاستعداد للمرحلة المقبلة من الهجوم".

ولطالما كرر الرئيس السوري بشار الأسد عزمه استعادة كامل المناطق الخارجة عن سيطرته، بينها إدلب.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
أ.ف.ب​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى