أطفال مدينة سيئون يستقبلون العام الهجري الجديد بالبخور والأهازيج

> سيئون «الأيام» جمعان دويل:

>
شهد العالم العربي والإسلامي، أمس، مطلع العام الهجري الجديد الموافق 1/1 /1441هـ، ولما لهذا اليوم من حدث والذي يعتبر يوم فرح وبهجة في حياة المسلمين في أصقاع العالم للاحتفال بالهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وما تمثله من محطة وقوف في حياة البشرية، والتي غيرت الهجرة النبوية مسارها، ويعتبر حدث الهجرة النبوية فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية، ولقد كان لهذه الحادثة آثار جليلة على حياة المسلمين، ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل إن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما شملت الإنسانية جمعاء، لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية، قدمت ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القيم الروحية والمبادئ التشريعية الشاملة، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته. حيث تقام بهذه المناسبة الندوات والمحاضرات وجلسات الذكر والمواعظ التي تتحدث عن الهجرة النبوية وتتكاثر الدعوات إلى العلي القدير أن يجعله عاماً جديداً حافلاً بالخير والبركة والصحة والعافية والتطور والنماء لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة.

ففي مدينة سيئون تتجلى فرحة رأس السنة الهجرية، حيث ينطلق الأطفال من بيوتهم من الصباح الباكر في هذا اليوم وهو أول أيام العام الهجري الجديد 1441هـ الموافق 31 أغسطس 2019م منتشرين في الشوارع والأزقة ووسط السوق العام وهم يحملون المباخر التي تتطاير منها الروائح الزكية فرحين مستبشرين بقدوم العام الهجري الجديد، مرددين الأهازيج المتعارف عليها مثل: "مدخل السنة بركة والسيل فوق الدكة"، و "يا لبان يا كوكبان أبعد إبليس والشيطان"، ومنهم من يقول: "يا الله يا رحمن أبعد إبليس والشيطان"، فيما يستقبلهم الأهالي وأصحاب المحلات التجارية بالابتسامة ويعطونهم هدية العام، سواء كانت نقدية أو عينية أو تزويدهم بالبخور بعد أن يقوم الأطفال بتبخير المحل أو مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر (المقاطر) مع ترديد تلك الأهازيج في موروث شعبي تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل بشكل طفولي مليء بالفرحة والبهجة باحتفالية هذا اليوم، متمنيين أن يكون هذا العام الهجري الجديد 1441هـ عام خير وبركات وأن يسود على البلاد والعباد الأمن والاستقرار، وأن يفرج الله الكربة ويكشف الغمة، ويقدم الأطفال الأهازيج بدون خجل أو خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل، والذي تعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة عليهم، والتي ما زال يحتفظ بها الأطفال ويرددونها إما جماعات أو فرادى، سواء كانوا من أسرة واحدة أو من الجيران أو من الحافة والأقارب، وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتدوها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور (اللبان والعلك).

خلال تجوالنا ومصاحبة الأطفال ومشاهدتهم والبسمة على شفاههم والفرحة ترتسم في وجوههم، ناهيك عن استعداد أرباب المحلات والبيوت لهذه المناسبة، حيث تجدهم يستقبلونهم بحفاوة بعد أن يسمعوا منهم تلك الأهازيج بكل براءة، ويعيشون لحظات جميلة برفقتهم والكل يلتقط صوراً معهم بدون خجل أو استحياء.
أصحاب المحلات التجارية عبروا عن فرحتهم لمشاركتهم براءة الطفولة، وأخذ أصحاب المحلات التجارية توزع على الأطفال البسكويت والبفك بأنواعه والشكولاتة لعدم توفر الفئات النقدية الصغيرة حتى توزع عليهم، لذلك تجد الأطفال يحملون الأكياس المليئة بالهدايا.

وقد عبر العديد من المواطنين عن ابتهاجهم بهذه المناسبة، وإعجابهم بتلك الأهازيج من التراث الذي بقي بمدينة سيئون، حيث يتذكرون أيام الطفولة التي كانوا يمارسون فيها هذا الأعمال المليئة بالبهجة والفرح، مع فارق الزمن وظروفه والحياة المعيشية بين اليوم والماضي.
هكذا كان يوماً مليئاً بالفرح، والذي يبدأ منذ الساعات الأولى من صباح أول يوم من العام الهجري الجديد وتكون ذروته بين الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية عشر ظهراً في مختلف أحياء مدينة سيئون، ثم يتلاشى تدريجياً حتى ينتهي بوقت العصر إلا في بعض الأحيان يستمر بعدد من الأطفال الذين لم يحالفهم الحظ في كسب عدد من الريالات والحلويات والشكولاتة من فترة الصباح، وعندما يعودوا إلى بيوتهم يقومون بحصر ما جنوه من هذه السنة المباركة، حسب اعتقادهم بأنها سنة خير وبركة، ويتم توزيع المبالغ فيما بينهم بالتساوي وسط فرحة غامرة، متمنين أن تكون كل الأيام عيداً. ندعو الله العلي القدير أن تكون سنة خير وبركة ورحمة وأن يفرج عن المسلمين الأزمات ويبعد الفتن ما ظهر منها وما بطن أنه على كل شيء قدير.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى