مصرع سائق فورمولا 2 يذكّر بخطورة سباقات السرعة "تقرير"

> فرانكورشان-بلجيكا «الأيام» أ.ف.ب

> أعاد مصرع السائق الفرنسي أنطوان هوبير اثر حادث خلال سباق الفئة الثانية "فورمولا 2" على حلبة سبا-فرانكورشان البلجيكية، التذكير بخطورة رياضات السرعة على رغم خطوات متعددة حدت من الحوادث القاتلة التي شهدتها على مدى تاريخها.
تغيرت معالم سباقات السرعة بشكل كبير منذ العام 1994، يوم فقدت الفئة الأولى أحد أمهر السائقين في تاريخها، البرازيلي إيرتون سينا الذي قضى اثر حادث مروع على حلبة إيمولا في سان مارينو.

أدخل منظمو السباقات والاتحاد الدولي للسيارات، العديد من التعديلات لتعزيز السلامة، على السيارات والحلبات ومحيطها المباشر (إبعاد الجدران عن المسار، وضع حواجز من الاطارات المطاطية لامتصاص الصدمات، اعتماد نظام "هايلو" المخصص لحماية رأس السائق...).
لكن مشهد اصطدام سيارة الفرنسي بجدار على حلبة سبا الشهيرة، أعاد التذكير بترابط أزلي بين السرعة واحتمال الموت، على رغم التراجع الكبير في عدد الوفيات في الرياضة التي تستهوي الملايين حول العالم بما تقدمه من مزيج التنافس والأدرينالين والتسابق على حافة الخطر.

وتوفي هوبير (22 عاما) بعد حادث مروع على الحلبة التي تعد من الأشهر في عالم سباقات السرعة، شمل سيارة فريقه "بي دبليو تي أردن"، وسيارتي السائقين الأميركي خوان مانويل كوريا والياباني مارينو ساتو.
وأظهرت اللقطات أن هوبير اصطدم في مرحلة أولى بالجدار خارج المسار الاسفلتي، قبل أن يعود الى الحلبة فاقدا السيطرة على سيارته، ليصطدم به كوريا الآتي من الخلف بسرعة فائقة. وأدى الاحتكاك الى انشطار سيارة هوبير، بينما تعرض السائق الأميركي لكسور في الساق.

وقال الفرنسي ألان بروست، بطل العالم أربع مرات والذي عاصر سينا وتنافس معه على الحلبات، تعليقا على وفاة هوبير "لطالما قلت إنه وعلى رغم التحسينات الهائلة لتعزيز معايير السلامة في السيارات وعلى الحلبات، لا تزال هذه الرياضة رياضة خطرة ويجب ألا ننسى ذلك".
وجاء حادث هوبير بعد ساعات من حادث قوي تعرض له بطل العالم للفورمولا واحد سائق فريق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون وخرج منه سالما. وأدى حادث البريطاني، أيضا على حلبة سبا، الى تعليق الجولة الثالثة الأخيرة من التجارب الحرة لسباق جائزة بلجيكا الكبرى.

وكان هاميلتون، بطل العالم خمس مرات، يدلي بمقابلة صحافية عندما رأى حادث هوبير عبر شاشة التلفزيون. وعلق على الفور قائلا "آمل في أن يكون بخير. هذا مرعب"، وقد بدت عليه معالم الصدمة والتأثر.
وبعد انتظار لبعض الوقت، أكد المنظمون والاتحاد الدولي للسيارات (فيا) وفاة الفرنسي، ما انعكس صمتا وذهولا على امتداد الحلبة التي اعتادت على التبدلات الجذرية خلال السباقات بسبب الأمطار أو الحوادث.

حياة على المحك... والحلبة
وكتب هاميلتون السبت عبر مواقع التواصل بعد إعلان الوفاة "ارقد بسلام أنطوان. صلواتي وتفكيري معك ومع عائلتك اليوم".
وتابع متوجها الى المشجعين "اذا كان أحدكم يشاهد ويستمتع بهذه الرياضة ويفكر للحظة بأن ما نقوم به آمن، فهذا خطأ جسيم. كل السائقين يضعون حياتهم على المحك عندما يدخلون الحلبة، وعلى الناس أن يقدّروا ذلك بطريقة جدية لأن ذلك لا يحصل بما يكفي".

وتابع "أنطوان هو بطل في نظري، لأنه أقدم على مخاطرة اتباع أحلامه".
وانهالت رسائل التعزية بهوبير من السائقين والفرق المشاركة في بطولات العالم لسباقات السرعة، ومنها من سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن الذي كتب عبر حسابه على موقع "تويتر"، "أنا مصدوم من الحادث المأسوي الذي تعرض له أنطوان هوبير. رهيب".

وأفاد "فيا" الأحد أن دقيقة صمت ستعتمد قبل جائزة بلجيكا الكبرى، حدادا على السائق الفرنسي الذي انضم الى لائحة من الشبان الذين لقوا مصرعهم جراء الحوادث على الحلبات في مختلف رياضات السرعة.
فقد فقدت رياضة الفئة الأولى مواطنه جول بيانكي الذي تعرض لحادث في العام 2014 على حلبة سوزوكا اليابانية، أدخله في غيبوبة انتهت بإعلان وفاته في العام التالي. وكان الفرنسي الذي توفي عن عمر 25 عاما، أول سائق تخسره الفورمولا واحد بسبب حادث منذ رحيل سينا.

لكن منافسات أخرى شهدت أيضا حوادث قاتلة في الأعوام الماضية، أبرزها رياضة "إندي كار" الأميركية التي تعرف معدل سرعة أعلى، وتقام على حلبات بيضاوية الشكل ترفع من نسبة احتمال الاحتكاك بين السيارات أو الاصطدام بالجدران الملاصقة تقريبا لمسار الاسفلت.
ولقي السائقان البريطانيان دان ويلدون وجاستن ويلسون مصرعهما بسبب حوادث "إندي كار" عامي 2011 و2015 تواليا.

وتعرض البريطاني بيلي مونغر لحادث خطر في العام 2017 عن عمر 17 عاما، أثناء مشاركته في سباق "فورمولا 4"، ما أدى الى بتر ساقيه.
وكان هوبير ضمن برنامج للصانع الفرنسي رينو ضمن برنامج "رينو سبورت أكاديمي" (أكاديمية رينو الرياضية) لاكتشاف المواهب في عالم السيارات وتدرجهم وصولا الى الفئة الأولى. كما أنه يعكس توجها في عالم السرعة بدخول السائقين الشبان عالم المنافسة في سن مبكرة.

وستكون ذكرى هوبير في أذهان سائقي الفورمولا واحد عندما تمنح الأحد إشارة انطلاق سباق بلجيكا، كما في الأول من مايو 1994، يوم أعطيت إشارة انطلاق سباق جائزة سان مارينو (الذي قضى فيه سينا)، غداة وفاة السائق النمسوي رولاند راتزنبرغر جراء حادث على الحلبة ذاتها.
واختصر الحساب الرسمي لبطولة العالم على "تويتر" العودة الى الحلبة بنشر الآتي صباح الأحد "اليوم نتسابق. نقوم بذلك بقلوب مثقلة، ونحمل معنا ذكرى أنطوان. كما كان بالنسبة إلى أنطوان، التسابق هو شغفنا وحلمنا. لذا سنتسابق اليوم من أجل أنطوان. واليوم، وأبدا، سنكرمه".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى