حوار جدة «غير مباشر» والانتقالي يرفض التحول إلى حزب سياسي

> «الأيام» غرفة الأخبار

> الشرعية تماطل بالحوار في محاولة لفرض واقع عسكري في عدن
 ذكرت مصادر سياسية أن الحوار الذي من المقرر أن تحتضنه مدينة جدة السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية اليمنية سيكون حوارا غير مباشر، حيث ستتولى الحكومة السعودية نقل المقترحات بين الطرفين، حتى الوصول إلى نقاط مشتركة لجدول الأعمال تكون صالحة للحوار المباشر في حال تم التوافق عليها.
ووفقا لما نقلته جريدة العرب اللندينة عن مصادر سياسية، فإنه من المستبعد أن يفضي الحوار إلى صيغة اتفاق نهائي.

ورجحت المصادر ذاتها أن يتم التوصل إلى تفاهمات عامة حول خفض التوتر السياسي والعسكري والإعلامي قبل الدخول في أجندة الحوار التي تشير المعلومات إلى تحديد وزارة الخارجية السعودية لها في الأيام الماضية وعرضها على الحكومة والمجلس الانتقالي قبل وصولهما إلى جدة.
ووصل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، مساء أمس الأول الثلاثاء، إلى مدينة جدة تلبية لدعوة من الحكومة السعودية لحضور حوار مزمع مع الحكومة اليمنية التي وصل وفدها بحسب مصادر مطلعة إلى جدة قبل يومين ويرأسه نائب الرئيس علي محسن الأحمر.

وقال بيان صحافي صادر عن المجلس الانتقالي إن وفد المجلس توجه، ظهر أمس الأول، إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، برئاسة عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والوفد المرافق له من أعضاء هيئة رئاسة المجلس: ناصر الخبجي، علي عبدالله الكثيري، عبدالرحمن شيخ اليافعي، عدنان محمد الكاف، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية، وذلك لاستكمال المحادثات الثنائية بخصوص حوار جدة، الذي ترعاه المملكة العربية السعودية.

وتتكون أجندة الحوار، وفق المصدر ذاته، من ثلاثة محاور رئيسية تتفرع إلى قضايا أخرى أكثر تفصيلية، حيث يتركز المحور الأول حول الوضع العسكري والأمني في عدن وأبين وشبوة، إضافة إلى وجود محور خاص بعوامل التهدئة وفي مقدمة ذلك ترشيد الخطاب السياسي والإعلامي.
ويدور المحور الثالث حول إعادة التوازن لمؤسسات الشرعية وإشراك القوى والمكونات الأخرى وتشكيل حكومة شراكة تضم القوى الفاعلة في معسكر المناوئين للانقلاب الحوثي، وما يتبع ذلك من ترتيبات عسكرية وسياسية وإدارية في المحافظات المحررة.

ونفت مصادر  صحة التسريبات الإعلامية حول مسودة الاتفاق معتبرين أن ذلك يندرج في إطار التشويش والإرباك السياسي، واستباق بنود أي اتفاق قادم قد يغير من معادلة النفوذ داخل الحكومة التي تتهم قوى ومكونات سياسية حزب الإصلاح بالهيمنة عليها.
وتحدثت معلومات عن حالة مقاومة ورفض وُوجهت بها الدعوة السعودية إلى الحوار من قبل قيادات سياسية وعسكرية في الحكومة وحزب الإصلاح سعت لتفجير الموقف العسكري وفرض سياسة الأمر الواقع عسكريا في عدن بالرغم من توجيهات وزارة الدفاع وتفاهمات التحالف حول وقف التصعيد العسكري.

ويخشى إخوان اليمن من استلاب أي اتفاق سياسي لما يرونه استحقاقات حازوا عليها خلال الفترة الماضية في مؤسسات الحكومة. كما يعتبرون الجلوس مع الانتقالي في حوار برعاية التحالف بمثابة اعتراف ضمني بدخول المجلس كطرف جديد في معادلة القوة التي كانوا يحتكرونها في جبهة الشرعية.
وأكدت مصادر تصاعد الخلاف بين المكونات السياسية في الشرعية، على خلفية رفض بعض الأحزاب الفاعلة لصيغة بيان يذهب في اتجاه التصعيد ضد الإمارات والمجلس الانتقالي وهو ما حدا بأبرز حزبين، وهما الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري لرفض التوقيع على البيان الذي صدر حول الأحداث التي شهدتها عدن ووقع عليه حزب الإصلاح وعدد من الأحزاب الهامشية الأخرى التي لا تحظى بأي ثقل شعبي أو سياسي.

وحسم مؤتمر صحافي للمتحدث الرسمي باسم التحالف العربي تركي المالكي، الإثنين الماضي، الجدل حول وجود خلاف في وجهات النظر بين أطراف التحالف حيث أكدت الإفادة الصحافية للمالكي حول ثبات وتوحّد موقف التحالف الداعي إلى وقف التصعيد عبر اللجنة السعودية الإماراتية التي قال إنها عملت على تهدئة الوضع في أكثر من منطقة يمنية.

وأكد المالكي وصول قوات سعودية إلى شبوة، للعمل على خفض التصعيد ووقف النار، بالتزامن مع صدور تعليمات من وزارة الدفاع اليمني لقواتها في تعز وأبين وشبوة بوقف أي تحركات عسكرية، وفقا لوثائق حصلت عليها "العرب".
وأوضح المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي، نزار هيثم، أن وفد الانتقالي جاء إلى جدة للمرة الثانية ولديه استعداد تام ورغبة في لقاء وفد الحكومة الشرعية والجلوس على طاولة الحوار الذي دعت إليه السعودية.

وقال في تصريحات صحفية نشرتها جريدة الشرق الأوسط، أمس، «نحن بانتظار تحديد الموعد وأجندة الاجتماع، وفي حال عدم موافقة الحكومة الشرعية لعقد الحوار سنلتقي القيادات السعودية لطرح الرؤى ومناقشتها».
وبين هيثم أن وفد الانتقالي «سيناقش في حواره المرتقب مع الجانب الحكومي عدة أمور من بينها إنهاء التوترات والفوضى والاستفزازات التي يحدثها حزب الإصلاح الموالي للشرعية في المحافظات الجنوبية التي سيطر عليها المجلس»، وأضاف وفق حديثه ستتم مناقشة وإدارة المناطق الجنوبية من قِبل الجنوبيين بما يضمن توفير الخدمات للمواطنين وتأمينها من الخلايا الإرهابية.

وعن الأمور الأخرى التي حضّرها الوفد لمناقشتها، قال: «سنطالب الشرعية بإخراج كل المعسكرات غير الجنوبية الموالية، ومعرفة نوايا الشرعية والأحزاب الموالية لها حول جديتهم في محاربة الحوثيين وهل سيتقدمون في الجبهات أم سيبقون سنوات أخرى يجندون ويتواطؤون مع الحوثيين لاستنزاف التحالف؟».
وأضاف: «بقية التفاصيل سيناقشها الوفد في الحوار الذي سيعقد، ونحن نثق في حكمة قيادة السعودية وثقتها في أن تكون الأطراف عاملا مساعدا في تحقيق أهداف عاصفة الحزم».

وعن سؤال «الشرق الأوسط» حول مصير معركة الحديدة وتحريرها خاصة أن من قوات المقاومة المشاركة فيها قوات تتبع المجلس الانتقالي قال: «نؤكد أن الجنوبيين سيكونون صادقين مع التحالف العربي ولن يتوانوا في إيقاف المد الإيراني في المنطقة، وستبقى القوات الجنوبية سواء الموجودة في الساحل الغربي أو في الحدود الشمالية تجاه الضالع وكرش وفي الحد الجنوبي هي الحصن والدرع الواقي أولاً لحماية الحدود السعودية وثانياً لحماية ممرات المنطقة من هذا المد الفارسي».

ورفض نزار هيثم فكرة تحويل المجلس الانتقالي إلى حزب سياسي، قائلاً: «هذا أمر غير مقبول تماماً، فالجنوب قضية واضحة منذ عام 1994 تمثل شعبا، وما زالت قائمة حتى الآن».
وأكد أن المجلس الانتقالي لا يرغب ولن يطلب المشاركة في السلطة مبيناً أنهم ليسوا جزءا من منظومة صنعاء، وأنهم قبلوا بشرعية حكومة هادي لأنها تخدم الشعب ولكنهم لن يكونوا جزءا منها، وقال: «نحن لدينا رؤية واضحة لإدارة الجنوب ووفق هذه الرؤية سنتناقش في حوار جدة إلى أن يأتي الاتفاق الذي سترعاه الأمم المتحدة لحلحلة الوضع بشكل كامل».

وأعرب المجلس الانتقالي عن تطلعه إلى تحقيق السلام مع حكومة الشرعية اليمنية في المفاوضات التي من المقرر أن تجرى برعاية السعودية.
وذكر عضو هيئة الرئاسة في المجلس عدنان الكاف، على حسابه في "تويتر" مساء أمس الأول الثلاثاء، أن حضور وفد من "الانتقالي الجنوبي" لمشاورات جدة تأكيد جدي على التزام المجلس بدعوة الحوار الذي أطلقتها السعودية واحترامه لها.

وقال: "سيبذل الوفد كل ما من شأنه تحقيق السلام وتلبية تطلعات الشعب الجنوبي. الشكر والتقدير على حرص المملكة ودعوتها للحوار والشكر لدول التحالف العربي".
إلى ذلك، كشفت مصادر حكومية يمنية أن سلسلة لقاءات أجراها في الرياض نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي في اليومين الماضيين مع عدد من الدبلوماسيين والسفراء.

وتوصلت اللقاءات، وفق المصادر، إلى التشديد على دعم الدعوة السعودية للحوار بين الشرعية و «الانتقالي» لإنهاء التوتر العسكري والأمني.
المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفثس، أكد دعمه للدعوة التي وجهتها السعودية للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، لحضور حوار جدة.

جاء حديث جريفثس على حسابه بموقع "تويتر"، عقب لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمّان.
وقال المبعوث الأممي "أكّدتُ مجدّدًا دعمي لمبادرة السعودية لجنوبي اليمن"، واصفًا اجتماعه بالصفدي بـ "المثمر".

وأوضح جريفثس أنه "ممتن للغاية على الالتزام المثمر للأردن تجاه آفاق السلام في اليمن".
تصريح جريفثس تزامن مع وصول رئيس المجلس الانتقالي القائد عيدروس الزبيدي وأعضاء المجلس إلى مدينة جدة لحضور الاجتماعات التي دعت إليها المملكة، وهو تحرُّك محمود لطالما حاولت المليشيات الإخوانية إجهاضه بسبلٍ شتى من أجل تحقيق مصالحها.

ذهاب وفد المجلس الانتقالي إلى السعودية هو الثاني خلال فترة أسبوعين فقط، بعدما كان قد سافر في أغسطس الماضي لكنّه لم يتم الحوار مع حكومة الشرعية التي لم تحضر للاجتماعات إعلاناً منها لرفض هذه الخطوة.
ويمثّل تأييد المجتمع الدولي لحل الأزمة عبر الحوار تعبيراً عن إدراك حقوق الجنوب المشروعة في تأمين أرضه مع إرهاب المليشيات الإخوانية، التي حاولت تصوير الأمور على غير حقيقتها من أجل تحقيق أهدافها، وهو ما أحدث حالة نفور دولي من هذا الفصيل المخترِق لحكومة الشرعية.

وتجلّى هذا النفور أيضاً في الفترة الأخيرة، في تعاطي المجتمع الدولي مع ياسة العويل التي أدمنها الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، حيث اتضح هذا التغيير مثلاً في لهجة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ودعوته لحكومة الشرعية بأن تلجأ للحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي لحل الأزمة الراهن، ما يبرهن على أنّ الجنوب بات رقماً أساسياً في معادلة الحل المقبلة، وأنّه لا تنازل عن استعادة دولته وتحريرها من براثن الإرهاب المتلحف بغطاء الشرعية.

وقبل أيام، قال الخبير الأمريكي البارز تيودور كاراسيك كبير الباحثين في معهد "جولف ستيت أنالاتيكس" إنَّ التغيُّر اللافت في تصريحات بومبيو تعكس حالة سأم لدى المجتمع الدولي من استمرار التعويل على حكومة هادي، حيث يطول أمد الحرب دون أن يتغير الواقع.
وأضاف: "التغيير بتصريحات الوزير الأمريكي لافت، فضلًا عن أنّه جاء بعد تسليط الضوء على صلات حكومة هادي بجماعات متطرفة، لن يدعمها المجتمع الدولي بطبيعة الحال".

وتابع: "المجتمع الدولي رفض تنظيم الإخوان في أكثر من دولة بالمنطقة لأنّهم كانوا أداة لبث الفوضى وانتشار الإرهاب، وحين يفكر العالم بمعضلة سيطرة حزب الإصلاح الإخواني على حكومة الشرعية في اليمن وصعوبة إمكانية التخلُّص من سطوة الحزب مستقبلاً تتخوف الدول من المضي قدمًا بإعطاء الشرعية لهادي، وهكذا أدت الأحداث الأخيرة إلى تصريحات بومبيو غير المسبوقة".

إلى ذلك أعلن نائب رئيس الحكومة اليمنية، وزير الداخلية الفار أحمد الميسري، أمس، أن حكومته لن تقبل بالجلوس للتحاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى طاولة واحدة.
وأوضح الميسري في تسجيل صوتي نشرته وزارة الداخلية، على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أن قرار الشرعية بمختلف مؤسساتها "محسوم"، برفض الجلوس مع "الانتقالي"، إلى طاولة حوار. وقال الوزير اليمني الذي هزم وقواته في أحداث عدن وغادر إلى الرياض إنّه إذا كان لابد من حوار، فسيكون مع الإمارات، باعتبارها الطرف الأساسي في الصراع، في حين أنّ "الانتقالي" والتشكيلات العسكرية المدعومة منها، مجرد أدوات لأبوظبي.
وقال: "الشرعية ستعود إلى عدن بالحرب أو السلام".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى