إسرائيل متهمة بزرع أجهزة في واشنطن للتجسس على البيت الأبيض

> واشنطن «الأيام» الإندبندنت/ أ.ف.ب:

>
يبدو أن «الصداقة» التي تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم تمنع أجهزة استخبارات هذا الأخير من التجسّس على البيت الأبيض. فقد نشرت مجلة «بوليتيكو» الأميركية، أمس الأول، 12 سبتمبر، تقريراً تحدّث عن تحقيق أمني أميركي رجّح وقوف إسرائيل وراء زرع أجهزة تجسّس على الهواتف الجوالة بالقرب من البيت الأبيض وفي مواقع حسّاسة من مدينة واشنطن.

وأوضحت المجلة أن أجهزة المراقبة الصغيرة المضبوطة تشبه أبراج الهواتف الجوالة العادية، لكنها تعمل على خداع أجهزة «الموبايل» المستهدفة، لتتلقى معلومات عن مواقعها وهويتها، إضافةً إلى التقاطها بياناتها والتنصّت على محتوى الاتصالات عبرها.

البيت الأبيض تجاهل المسألة
ونفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس معلومات تحدّثت عن إمكان أن تكون إسرائيل «تجسّست» على البيت الأبيض، مؤكّداً من جديد أنّ علاقته بالدولة العبرية «ممتازة».
وقال ترامب: «لا أصدّق ذلك. لا أعتقد أنّ الإسرائيليّين يتجسّسون علينا. يصعب عليّ تصديق ذلك». وأضاف «كلّ شيء ممكن، لكنني لا أصدّق هذا».

وكان موقع بوليتيكو ذكر أنّ مسؤولين أميركيّين يعتقدون أنّ إسرائيليين زرعوا على الأرجح أجهزةً عدّة تُسمّى «ستينغ راي» اكتُشفت في واشنطن عام 2017، وهي أجهزة تقلد إشارات بثّ الأبراج الخلويّة لاعتراض مكالمات ورسائل نصّية.
وكتب الموقع «من المرجّح أنّ الأجهزة معدّة للتجسّس على الرئيس دونالد ترامب وفق (رواية) أحد المسؤولين السابقين إضافةً الى مساعديه الكبار والمقرّبين منه. ومع ذلك ليس واضحاً إن كانت الجهود الإسرائيليّة قد نجحت».
وكانت إسرائيل حليفة واشنطن أصدرت في وقت سابق نفياً قاطعاً.

كما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأول الخميس حصول ذلك، مندّداً برواية مُلفّقة. وقال «لديّ مبدأ توجيهي: لا تجسّس على الولايات المتّحدة»، مشيراً إلى أنّ هذا المبدأ محترم «من دون استثناءات».
وقال الملياردير الجمهوري أمس الأول الخميس إنّ «علاقتي بإسرائيل ممتازة»، مُذكّراً بالانسحاب الأميركي من الاتّفاق النووي الموقّع بين إيران والدول العظمى في خطوةٍ لاقت ترحيباً واسعاً من الحكومة الإسرائيليّة.

وفيما رجّح مسؤول أميركي سابق أن تكون أجهزة المراقبة زُرعت للتنصّت على ترمب وكبار معاونيه والمقرّبين منه، من دون أن يؤكّد إذا ما كانت الجهود الإسرائيلية نجحت في تحقيق هدفها، نقلت «بوليتيكو» عن مسؤول سابق آخر قوله إن البيت الأبيض لم يأتِ بأي ردّ فعل تجاه المسألة وحتى لم يوبّخ الحكومة الإسرائيلية، ولو بشكل خفي، خلافاً للإجراءات المتخذة في حالات تجسّس أجنبية اكتُشفت سابقاً داخل الولايات المتحدة.

ووفق تقرير المجلة الأميركية، اكتشفت وزارة الأمن الداخلي، منذ نحو عام ونصف، «أدلة» على وجود أجهزة مراقبة في أنحاء العاصمة، من دون أن تتمكّن من تحديد الجهة التي تقف وراءها. وأوضحت رسالة وجّهها أحد كبار المسؤولين في الوزارة كريستوفر كريبس، إلى السيناتور رون وايدن، في مايو 2018، أن وزارة الأمن الداخلي شاركت ما توصّلت إليه مع الوكالات الفيدرالية المتخصصة.

كما لفت تقرير المجلة إلى أن تركيب هذه الأجهزة يتطلب قدرات محدّدة وميزانية كافية، إذ تصل كلفة تركيب جهاز واحد إلى أكثر من 150 ألف دولار، ما يعزّز بالتالي فرضية وقوف إسرائيل وراء زرعها في واشنطن.
لاحقاً، رجّح تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) وأجهزة أخرى، وقوف عملاء إسرائيليين وراء تركيب أجهزة التنصّت في العاصمة، مستبعدين نظرية التجسّس الصيني بعد التدقيق في الأجهزة والقطع المستخدمة فيها وكيفية عملها والجهات التي لها حق الولوج إليها، ما ساعد في تحديد مصدرها.

وبينما رفض البيت الأبيض التعليق على المسألة، وكذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي، نفى المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة العاد ستروماير وقوف بلاده وراء زرع أجهزة التجسّس في واشنطن، قائلاً في ردّ على تقرير «بوليتيكو» إن «هذه الادّعاءات مجّرد هراء. إسرائيل لا تجري عمليات تجسّس في الولايات المتحدة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى