البحث عن السلام في زمن الحرب

> مناسبة يومه العالمي.. ما هو السلام الذي ينشده أبناء عدن؟

> في وقت يعلو فيها صوت السلاح، أبت عدن مدينة السلام وأهلها إلا أن يحتفوا باليوم العالمي للسلام، بعيدا عن تلك المنغصات والسلوكيات الفوضوية التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في عدن والجنوب عموما، وبهذه المناسبة العالمية التقت «الأيام» عددا من أبناء وشخصيات هذه المدينة، وذلك لمعرفة انطباعاتهم عن اليوم العالمي للسلام، فماذا يقول أبناء عدن عن السلام المفقود؟ وما هو مفهومهم للسلام؟ وكيف يرون السلام؟ والسلام هو تحية الإسلام التي ينبغي علينا نشرها في كل الأرجاء ونقول للجميع السلام عليكم.

د. عبد الله الشعيبي
د. عبد الله الشعيبي
الكاتب د. عبد الله الشعيبي قال "إن بناء السلام رغم ما يحمله من معانٍ إنسانية عالية إلا أن تحقيقه صعب ومعقد، وبالذات حينما يفتقر المجتمع للإرادة القوية والمستقلة والشجاعة، لذا فنسيان حوالي خمس سنوات سيكون مكلفا ومؤلما للمجتمع، فقرارات السلام ليست بالسهولة كما هي قرارات الحرب... ومن خلال سنوات الحرب لا زال الرأي العام يجهل مسببات ودواعي الحرب، وإذا ما تم فرض السلام فعلى أطراف الحرب التوافق على الاعتذار للشعب ومعالجة وبحث القضايا المسببة للحرب مثل القضية الجنوبية والتي تعتبر أس السلام والحرب، وهذا يعني أن عدم منح الحق للجنوب في تقرير مصيره هو لب المشكلة اليمنية، ومن دون ذلك فمن الصعب الحديث عن السلام".

صلاح محمد
صلاح محمد
صلاح محمد حسين، مدير وحدة الطب الشرعي نيابة م/عدن، قال "السلام هو الأمن الذي تحدث الله عنه بقوله "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، وهو أن يأمن الإنسان على سلامته وسكينة مجتمعه، السلام هو محطة الزاما التوقف عندها لتحقيق تقدم ورخاء المجتمعات، فهو أساس الاستقرار وتحريك عجلة التنمية وبناء الإنسان، فليس هناك مِن تقدّم إن كان بديل السلام الحروب والقتل وإهدار الطاقات".

المدرب وليد الحميري قال عن السلام "هو أن يعيش الفرد في المجتمع بأمان لا يخشى شيئا على نفسه أو أهله أو ماله أو سكنه أو عمله ومصدر دخله أو دينه ومعتقده أو توجهه ورأيه، فلا يعتدي على أحد، وفي الوقت نفسه لا يعتدي أحد عليه أو ينتقص من حقوقه".

م. وليد الحمري
م. وليد الحمري
وأضاف "يتحقق السلام من خلال وعي الناس بأهمية احترام الآخرين وعدم التعدي عليهم، وأن يكون هناك نظام حكم رشيد وقانون يحتكم إليه الناس عند الخلاف يكون مطبقا على الجميع بدون استثناء، حيث إن القضاء على الفساد يساهم في تعزيز السلم، كما أن الوازع الديني إضافة إلى التمسك بالقيم والعادات الأصيلة والنبيلة القائمة على الاحترام والتقدير المتبادل بين الناس كل ذلك يعد من الركائز الأساسية لتحقيق السلام".

فاطمة يسلم مديرة إدارة تنمية المرأة العاملة بمكتب الشؤون الاجتماعية عضو الجمهورية اليمنية بلجنة حماية النساء والفتيات في النزاعات المسلحة جامعة الدول العربية قالت "السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى، وهذا يدلّ على عظمة معناه وعمق ما يحمله من سمو ورفعة، وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، فالله تعالى يدعو إلى السلام، ويُحرم العدوان والتجنّي بلا سبب، والحرب تكون لردّ المظالم واسترداد الحقوق وإعلاء كلمة الحق، فإن تحققت هذه الأمور فلا يوجد أي مبرر لوقوع الحرب، كما أنّ السلام صورة من صور النصر، لما فيه من حقنٍ للدماء وإيقاف للقتل والتشريد، ودعوة إلى الأمن والأمان والاستقرار".

وقالت "السلام مرتبطٌ بالسكينة والراحة، ولهذا فإنّ دول العالم أجمع تتخذ من غصن الزيتون والحمامة البيضاء رمزًا للسلام، لأنه دليلٌ على الرقي الإنساني وفرصة للنمو والتطور والازدهار، كما أنّه يضمن حق الأطفال والأجيال القادمة والموجودة في حياة أفضل ملؤها الرخاء بعيدًا عن ويلات الحروب وتبعاتها، لهذا يجب أن يتبنى العالم أجمع فكرة التعايش السلمي معًا، ونبذ الطائفية والعنف والحرب بكافة أشكالها، وترك جميع الأسباب التي تكون ضدّ السلام، ومن حسن الحظ أن الكثير من دول العالم اليوم تميل إلى علاقات السلام مع بعضها البعض، وتتبنى قانون حفظ السلام، كما أن العديد من الدول تتبنى قيادة نشر السلام في العالم لإيقاف النزاعات بين الدول المتناحرة، ويوجد أيضًا قوات لحفظ السلام في مختلف أنحاء العالم، وتنتشر هذه القوات في أماكن الحروب والصراعات للحدّ منها.

السلام بمفهومِه العامّ يجب أن يكون شاملًا وكاملًا، وقائمًا على أساس العدل والمساواة وردّ الحقوق لأصحابها، أما السلام المبنيّ على قواعد وهميّة فلا يمكن أن يستمرّ، لهذا فإن الأساس السليم الذي يقوم عليه السلام هو الأصل في بقائه وانتشاره، أمّا بالنسبة للجهود الدولية في تحقيق السلام، فقد أقيمت العديد من مؤتمرات السلام العالمية التي تدعو للوئام والمحبّة، بالإضافة إلى تخصيص جائزة لمن يُسهم في نشره، وهي جائزة نوبل للسلام. ونتمنى بحق الطفولة وبحق كل اليمنيين أن يتم السلام والوئام في بلادنا وأن تسعى كل الفئات المتناحرة للجنوح للسلام".

نبيلة دعدع
نبيلة دعدع
نبيلة دعدع، رئيسة دائرة المرأة في جهاز محو الأمية، اكتفت بالقول بأن السلام، وحسب مفهومها، هو "الحالة المثالية للسعادة والحرية والحب والخير، نعبر عنه بنشر الحب وعدم العنف والتعاون وممكن أن ننشره من خلال حقوق الإنسان".

عدن «الأيام» فردوس العلمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى