ما الذي يجري في بلادنا؟!

> أحمد عبدربه علوي

> لا أعتقد أن بلادنا اليمن في شماله وجنوبه بحاجة إلى وقوف السماء بجانبها مثلما هي الآن، بلادنا وصلت إلى مرحلة دقيقة جداً بعد أن فقد الكثير من أصحاب الكلمة والموقف أي قدرة على إزاحة مصائب الحروب والفوضى والفساد والنهب والفقر والأمراض المنتشرة في طول البلاد وعرضها.

ما يحدث الآن أمرٌ شاق على النفس، أمر جديد علينا، أتمنى أن تأتي النجدة من السماء وتخلصنا مما نعيش فيه الآن، فطبيعة شعبنا وأهلنا هي التسامح والحياة في هدوء. نحن في أمسّ الحاجة إلى من هم أكثر صدقاً ومصداقية ليعبروا بنا المرحلة التي نعيشها حالياً.

الأمر يبدو وكأنه لم يكفهم ما كنا نعيشه أكثر من 50 عاماً من الاقتتال والفوضى والبؤس والضياع وطمس هويتنا وسرقة أحلامنا قبل نهب ثرواتنا، لنبدأ مرحلة جديدة. جعلوا كل المسارات التي يمكن أن نتوجّه إليها كلها خوف ورعب من القادم، أياً كانت توجهاته، وكان هناك من يستكثر على هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره، منذ حركة الفوضى المسماة (التصحيحية) في 1969/ 6/ 22م، وحتى يومنا هذا، ذلك الشعب المقهور الذي صبر وامتحن كثيراً، أن يبدأ حياة جديدة يستحقها أكثر من غيره، لأنه أكثر الشعوب الذي قدم كل شيء من أجل أن يحيا الآخرون. هذا الشعب يستحق أن يحيا أبناؤه في كرامة وأمن وأمان واستقرار، لا بد أن يستعيد مكانته التي تتشبث بأطرافها عدة جهات أو جماعات يريدون القفز عليها.

فهل يعي أهل الواقع ضرورة أن نحافظ على بلدنا ونسترد مكانتها قبل أن نندم جميعاً وليتنا نستيقظ قبل فوات الأوان.. ليفهم من لا يفهم أننا نعيش في عالم اندثرت معاييره وموازينه وقيوده وقوانينه، لم يعد هناك من مقياس لتقنين العلاقات بين الدول. غابت القواعد عن اللعبة الدولية، نحن نعيش في عصر تهميش خطير لدور الأمم المتحدة، وانفلات في طغيان لغة القوة العسكرية على الإرادة السياسية. لا جدال أبداً في أن ظروفنا اليوم صعبة وحساسة، وهي مفتوحة على احتمالات شتى، فسواد الناس في ضائقة، والبلاد عموماً تجتاز مخاضاً صعباً. لقد قلبت الأزمات المتواصلة التي نعاني منها البلاد راساً على عقب، وجعلت البلاد في حالة إرباكات واختلالات مرعبة على الآخر.

للأسف الشديد، لا حديث للناس إلا عن الحرب الدائرة منذ خمسة أعوام، وما ترتب عليها من خراب ودمار وتشريد وضياع والناس يتساءلون إلى متى هذه الحرب.

إننا نتألم لما يحدث الآن من حرب ونهب وفساد.. أين الأمن والأمان؟ أين الحياة الهادئة؟ هل ضاعت بلادنا وضاع أبناؤها معها ؟! لا أحد يستطيع أن ينكر أن بلادنا تنجرف للمجهول.. هل غابت الأصوات العاقلة نهائياً؟! أين الحكمة والعقل في مواجهة الوضع أو الموقف الراهن في بلادنا يا أبناء اليمن في شماله وجنوبه؟!.. لا تضيعوا اليمن - الجنوب والشمال - التي نحبها جميعاً.. لا تتركوها تضيع أمامنا رويداً رويداً.. فهل من منقذ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى