> * عندما يكون الحديث عن رمز غير عادي من رموز الرياضة ، ممن أثروا مسيرتنا الكروية بالشيء الكثير ، يكون الأمر مختلفاً حيث تبقى حذراً من أن تنقصه بعضاً من حقه ، فقد كان عادل اسماعيل (رحمه الله) أحد أساطير لعبة كرة القدم في بلادنا، إن لم يكن من الأوائل الذين نفتخر بهم وبما قدموه خلال مشوارهم.

* ولا يختلف إثنان أن الفقيد عادل اسماعيل كحارس مرمى لا يقل شأناً ، عن رفقائه الحراس في بلاد العرب المتقدمة كروياً ، بل ويتقدم على كثير منهم ، إنه بحق أخطبوط الحراسة العملاق ، ثقته بنفسه عالية جداً مكنته من السيطرة وتملك المنطقة الخلفية ، ولديه من الصفات القيادية ما يكفيه لقيادة الفريق في المنطقة الخطرة وبناء اللعبة .. إنه حارس استثنائي رائع.

* وفي الجانب الفني يتميز الكابتن عادل اسماعيل في حراسة المرمى، بالثبات والثقة والشجاعة والتركيز الدائم والتعامل الجيد مع الكرات أيا كانت ، كما كانت لديه ردود فعل سريعة في الملاعب ، إضافة إلى أنه كان يمتاز بمرونة ورشاقة عاليتين ، ساعدتاه على ذلك تركيبة جسمه المتناسق والقوي.

* ولقد تشرفت باللعب مع هذا العملاق خلال مشوار طويل مع المنتخبات تقاسمنا معاً كل الحلو وكل المر استمر قرابة الخمسة عشر عاماً كممثلين لهذا الوطن (72 - 1988م) في كل المحافل العربية والقارية والدولية، حيث كانت لنا من الذكريات الشيء الكثير كما قدما الكثير من التضحيات الجسام ، حيث كنا نتغلب على كل الظروف من أجل بلادنا ، وكان عادل فارساً مغواراً تملأه الثقة العالية التي كان يوزعها على زملائه ، كما يوزع الدوافع والقناعات لهم فكان بحق هامة وقامة كروية كبيرة جديرة بالاعتزاز والفخر.

* لكنها حكمة الله وقضائه فلقد رحلت عنا هذه الهامة الكروية بعد رحلة شقاء ، طلباً لعيش كريم في بلاد الانجليز ، بعد معاناة طويلة مع المرض ، فلا يسعنا هنا إلا أن ندعو له الرحمن أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وأصدقائه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون.