في الذكرى الـ«56» لثورة 14 أكتوبر.. مناضلون بردفان: الثورة مثلت منعطفاً تاريخياً لأبناء الجنوب

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

> تحتفل بلادنا بالذكرى الـ56 لثورة الرابع عشر من أكتوبر، التي اندلعت شرارتها الأولى من جبال ردفان بمحافظة لحج عام 1963م، بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة، ضد الاستعمار البريطاني.
وبات هذا الحدث العظيم يمثل يوماً تاريخياً وطنياً عظيماً بين أبناء الشعب، حيث توجت تضحيات هذه الثورة بالنصر المُبين في 30 نوفمبر 1967م، بإعلان قيام دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وعاصمتها عدن.

«الأيام» رصدت أحاديث لعدد من مناضلي الثورة والنخب في ردفان للتعبير عن شعورهم بحلول هذه الذكرى، وآمالهم المستقبلية.

تاريخ نفتخر به
هادي مساعد
هادي مساعد
المناضل هادي مساعد، أحد مناضلي ثورتي سبتمبر وأكتوبر، عبّر عن سعادته بأن يشهد هذه المناسبات الوطنية العظيمة مع أبنائه وأحفاده.
وقال: «ما قمنا به ضد المستعمر كان واجباً وطنياً علينا أن نؤديه بكل عزيمة وفداء، رغم الظروف الصعبة التي كنا نعانيها، وكان وقتها يحذونا الأمل والنصر منذ ذهابنا إلى شمال اليمن للقضاء على نظام الإمامة، قبل عودتنا إلى أرضنا لدحر المستعمر البريطاني، وبتوفيق من الله انتصرنا على نظام الإمامة في الشمال، وطردنا المحتل من الجنوب وأقمنا فيه دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وسيبقى التاريخ الذي صنعناه بأيدينا تاريخاً وطنياً إلى الأبد، وسنموت ونحن فخورون به على الرغم من الحالة الصعبة التي نعيشها حالياً».
دار الشهيد لبوزة
دار الشهيد لبوزة

كما تمنى مساعد والذي يناضل في الوقت الحاضر دفاعاً عن قضية الجنوب، ومازال يرابط في جبهات القتال الجنوبية لحفظ الأمن والاستقرار فيه، تمنى أن تستعاد الدولة الجنوبية قبل أن يفارق الحياة، كما تمنى من الشباب وطلاب المدارس أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة لمواجهة الظروف الصعبة وتجاوزها انتصاراً للقضية، كما طالب من القيادات والمسؤولين بأن يقوموا بواجباتهم تجاه المواطنين.

مفتاح النصر
علي المزاحمي
علي المزاحمي
من جهته أكد رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي بمحافظة لحج، علي هيثم المزاحمي، أن ثورة 14 أكتوبر 1963م  كانت مفتاح النصر المبين في الـ 30 من نوفمبر عام 1967م.
وقال في حديثه لـ «الأيام»: «تاريخ هذه الثورة انطلق من ردفان واكتمل في العاصمة عدن، بطرد آخر جندي بريطاني منها»، مؤكداً بأن «مثل هذه المناسبة الوطنية تمثل أمراً مهماً للأجيال الصاعدة، وملهماً لهم لمواصلة المسير النضالي اقتفاء بأثار آبائهم وأجدادهم لتحقيق أهداف القضية الجنوبية، بعيداً عن سياسات الإقصاء والانفرادية في القرارات المصيرية».

ودعا المزاحمي جميع قيادات ونشطاء ونخب وكوادر ومثقفي الجنوب إلى العمل بروح الفريق الواحد والشعور الوطني، من منطلق الوفاء لشهداء القضية ومقاومتها واستلاهما من الثورة الأكتوبرية العظيمة التي تحققت بفضل تكاتف وتماسك آبائنا الأبطال.

دروس وعبر
حيدرة الهلالي
حيدرة الهلالي
ولفت القيادي بالمجلس الانتقالي في مديرية ردفان الشيخ حيدرة الهلالي إلى أن هذه المناسبة تكتسي أهمية كبيرة لدى أبناء الجنوب بكل فئاتهم وفي كل زمان ومكان لما لها من وقع تحرري خاص في نفوسهم.
ودعا الهلالي أبناء الشعب إلى التفاعل بهذه المناسبة الأكتوبرية، في عيدها الـ56، بالمشاركة في الحفل الخطابي والكرنفالي الذي سيقام في ملعب الفقيد جابر بنادي ردفان مدينة الحبيلين في ردفان، صباح الغد.

عبدالباري الضحاك
عبدالباري الضحاك
ووفقا للناشط في القضية الجنوبية عبدالباري مساعد الضحاك، فإن المرء يستلهم من هذه الثورة الأكتوبرية الكثير من الدروس والعبر في الوطنية والشجاعة والتضحية والإخلاص للوطن، فضلاً عن كون هذه المناسبة محطة فارقة في تاريخ الجنوب ونضالات أبنائه الأماجد.
وأكد الضحاك في حديثه لـ «الأيام» أن هذا اليوم الأكتوبري المجيد مثل الإشراقة الأولى للثورة الجنوبية ضد المستعمر البريطاني، والتي انبلجت خيوط أنوارها من جبال ردفان الشامخة مهد الثورة وعرين الثوار. وقال «في الوقت الذي نهنئ فيه شعبنا وقيادتنا السياسية في الجنوب بهذه الذكرى الوطنية المباركة، ونؤكد لهم أن أسود ردفان والضالع وعدن وأبين وشبوة والصبيحة الذين دكوا عرش الإمبراطورية البريطانية، أبناؤهم اليوم يمرغون أنوف الغزاة الجدد من الحوثيين وحلفائهم، ويكسرون شوكة إيران في جنوب الجزيرة العربية ويجهضون أحلامها الكهنوتية البغيضة، فألف سلام الله على شهداء وأبطال أكتوبر الجنوبية، وألف تحية الأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية المرابطة في كافة جبهات القتال».

العزة والشموخ
إيهاب أحمد
إيهاب أحمد
فيما أوضح الناشط المجتمعي إيهاب أحمد عبدالله أن تاريخ ثورة الرابع عشر من أكتوبر سيظل يوماً وطنياً خالداً إلى الأبد، صنعه شهداء أماجد قضوا نحبهم خلالها وفي مقدمتهم القائد لبوزة والذي استشهد في جبل البدوي بوادي المصراح.
ولفت عبدالله إلى أن هناك أعمالا فدائية حدثت قبل انطلاق الثورة واستشهد وجرح العديد من الأبطال فيها.

وقال لـ «الأيام»: «أجدادنا رفضوا الذل والخضوع أو التفريط بتراب الوطن، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما طلبت سلطات الاحتلال البريطاني من الشهيد راجح لبوزة بأن يسلم نفسه ومن معه من الثوار، وعدم مقاومة القوات البريطانية، رفض ذلك ورد إليهم برسالة داخلها رصاصة، في إشارة إلى المقاومة وعدم الاستسلام، بل وكانت رسالة الانتفاضة الأكتوبرية التي بعدها بأربع سنوات غادرت بريطانيا الجنوب».

معين أحمد
معين أحمد
وأضاف الناشط معين أحمد مقبل، وهو نجل أحد مناضلي هذه الثورة، أن «ثورة 14 أكتوبر 1963 تمثل مصدر فخر واعتزاز لكل الأحرار في ربوع الوطن»، مطالباً من أبناء المجتمع «التحلي بصمود الأجداد في التضحية وعدم الانجرار خلف صغائر الأمور التي تؤثر على القضية الجنوبية أكثر مما تفيدها».
مطلق عبدالله
مطلق عبدالله
فيما دعا الناشط مطلق عبدالله شائف القيادات والجهات المسؤولة في ردفان إلى ضرورة الاهتمام بأسر شهداء وجرحى ومناضلي الثورة الأكتوبرية ومناضلي الحراك الجنوبي بشكل عام، وفي مقدمتهم المناضل وشاعر ردفان الأكتوبري، شايف قايد الصراني، والعمل على الاهتمام بتاريخهم النضالي.​


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى