الذكرى والأمل

> حتفل بلادنا وشعبنا اليوم بالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة 1963م، وقُبيل ذلك استقبلنا ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962م.

14 أكتوبر ذكراه تعود على أجنحة التواصل إشراقة للدهر تدوم.. أسئلة تبحث عن إجابات.. أجيال تخنقها أسئلة العدم عن قوى الانتصار.. لم يعد بعد شيء يقول "بالانتصار صار التراكض للخلف يطمس الآثار و المعاني عمداً من على خارطة الواقع، وإن بقيت في الشكل معلقة كشرائط مجردة خالية من شرائط حقائق الذكريات عدا ما تبقى لدى أولئك الذين يحفظون للتاريخ صفحاته بعيداً عن الزيف والتزييف، ولن نبالغ.. فكل شيء مسجل بحقيبة التاريخ إيجاباً وسلباً.

14 أكتوبر.. الثورة المعني ومكانة الإنسان وكيان والدولة، كان يحسب لها ألف حساب، حتى وإن حاصرتها خلال المسيرة أخطاء، حتى وإن كانت في بعض تفاصيلها من الحجوم الثقال لكن جوهر الفعل في قلب أحداث المسار كان خياراً في إطار البحث عن خيارات تخدم الناس حتى تباينات وجهات النظر والمواقف فقد ظل وهج أكتوبر معلماً تنصاع أمام عظمته رؤوس، حتى حاولت بعضها التطاول على جوهر أكتوبر بمعدنه المنصف للكادحين..

استقبلنا سبتمبر ونستقبل أكتوبر، وبين فتحات أقدامنا تجري برك من دماء الحرب ولعنات التقاتل والاحتراب لقوى لا يربطها بسبتمبر أي رابط، بل قل إن البعض منها يحاول اجتثاثها من الجذور وأكتوبر المشرق دوماً سنظل نستقبله هلالاً مشرقاً وبدراً مضيئاً.. أهداف وثورة في الهدف والمعنى، وعن ذلك لن نحيد.

أكتوبر.. نعم. نقول وهو عائد يقول كنت تاريخاً وكنت فيه فصلٌ مجيدٌ، ولن تقوى بعض المساحيق أن تلوّن أو تزيّف كل خيارات البناء والانتماء.

سنرفع اليوم القبعات للرابع عشر من أكتوبر الثورة والمعنى، واستمرار التواجد والوجود، ليس كذباً ولا هياماًُ معلقاً بخيوط الخواء والفراغ، ولكن من تجربة الوجود وما يحكيه واقع عشناه تجربةً وحياةً، حتى وإن كانت بعض لحظاتها لا تخلو من المنغصات.

ستظل يا أكتوبر نبراساً يضئ، وشعلة تنير الطريق الصعب، فكما كنت فتحاً في دفتر الحداثة والثورات، تأتي إلينا اليوم إشراقة لعلك تضئ أجواء غطت سدتها السدوم السود والغيوم الحاملة لفيروس للوراء، وأنت كنت ولاتزال مشروعاً للتجدد والبناء.

ستظل مثل سبتمبر الأمل حاملاً مشعلاً للنور، للحرف كي نعيد الكتابة من جديد. هنا ذات يوم بأرض اليمن في عدن في صنعاء انتصر الإنسان.. وانتصر لأن أكتوبر الميمون، من حين انطلقت جذوته يوم 14 أكتوبر 63م من جبال ردفان رحلة أمل في صياغة أشياء ستظل في معجم الأيام وعقول الأجيال معاني نبيلة وسيلاً لا ينقطع من جميل الذكريات..

ستظل يا 14 أكتوبر معنى وذكرى، وستظل مهما كانت أو تكون الظروف تحمل معنى وأملاً لسبب بسيط كما يقول المثل: "الأمل آخر شيء يموت"، ستظل يا أكتوبر لنا أمل لأنك مشروع حياه تماماً كما كان وسيظل سبتمبر أيضاً أملاً مهما حاولوا شطبه من جدول نضالات أناس بسطاء في اليمن، فالتاريخ لا يسقطه مخبول ولا قلم مزور الحبر وحروف القضم والكسر.

لنا بقدوم ذكراك يا أكتوبر أمل.. ولنا من حياضك انتصار وأمل.. وسنقطف من مزاهرك آمال وآمال..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى