خنفر تغرق بمياه الصرف والمواطنون يناشدون

> تقرير/ ماجد أحمد مهدي

> وصل سكان مديرية خنفر بمحافظة أبين إلى حالة من الاستياء جراء استمرار انفجار مياه الصرف الصحي بكثرة في الشوارع الرئيسية والفرعية وأمام المحال التجارية لاسيما في مدينة جعار، والتي تسببت بانتقال العديد من الأمراض في أوساط المواطنين.
واستغرب سكان محليون، في أحاديث لـ "الأيام"، من صمت وعدم تحرك السلطة المحلية في المديرية والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي تجاه هذه الظاهرة الخطيرة.

بؤر للأمراض
وقال المواطن فهيم السنيدي: "انفجرت مؤخراً مياه المجاري في كل مكان بمدينة جعار، وبات من الصعب السيطرة عليها بأسرع وقت كما كان في الماضي، حتى لا تشكل بؤراً لنقل الأمراض الخطيرة على المواطنين، فضلاً عن حالة التذمر التي تخلقها لدى المواطنين المحليين والمتسوقين، والذين باتوا يواجهون صعوبة أثناء التنقل والمرور في الشارع بغرض الشراء والبيع".

وأضاف المواطن جلال الرهوي: "تضرر الناس من تدفق مياه الصرف الصحي المستمر في حارات المدينة وجميع الشوارع الرئيسية والفرعية، وفي المقابل لا يوجد أي دور لمدير عام المديرية وكذا لمدير عام المؤسسة العامة والصرف الصحي في المديرية والمحافظة تجاه هذه المشكلة المستفحلة".
وأوضح الرهوي أن عمل المنظمات في مجال الصرف ليس بالمستوى المطلوب والمعول عليه.

الأسوأ من حيث النظافة
ومن جانبه قال صالح ماطر: "منذ خمسة عشرة عاما وأنا أسكن في مدينة جعار، ولكن لم أشاهد طفحا لمياه المجاري بهذا الشكل المريب والعجيب، وبدلاً أن تكون هذه المدينة أكثر نظافة من أي مدينة أو منطقة أخرى، لكونها عاصمة المديرية، أصبحت هي الأسوأ في هذا المجال على الرغم مما تمثله من ثقل اقتصادي في المديرية والمحافظة".

وأكد ماطر في حديثه لـ "الأيام" أن هذه "العملية مفتعلة ومقصودة بفعل فاعل، فيما السلطة المحلية في خنفر تقف موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها".
فيما قال منير النخعي: "هذه المشكلة يُعاني منها الجميع، وكان هناك مشروع سيحل هذه القضية إلى الأبد ولكن لم يكتب له النجاح نتيجة للحلول الترقيعية للشبكة القديمة والمتهالكة"، لافتاً في السياق إلى ضرورة "إعادة تأهيل المشروع من جديد حتى تنتهي معاناة أبناء المديرية مع المجاري".

وأوضح أن شارع جمال في جعار كان من أبرز الشوارع على مستوى المديرية جمالاً ونظافة قبل أن يؤول الوضع اليوم إلى سيئ للغاية ولا تغادره المياه الآسنة، دون أي تحرك من السلطة المحلية في المديرية واللجنة المجتمعية بشفط الصرف الصحي من الشوارع، ولو بشكل جزئي حتى يتم إيجاد حلول ومعالجات للمشكلة، مطالباً من المنظمات الدولية والإقليمية والصندوق الاجتماعي للتنمية بضرورة إعادة تأهيل بعض المواقع من شبكة المجاري بدلاً من رصف الشوارع والذي لا يجدي نفعاً.

وأعاد المواطن عماد راشد اليزيدي تزايد معاناه أبناء جعار من طفح المجاري إلى غياب دور السلطة المحلية والجهات المسؤولة الأخرى، وكذا لغياب البنية التحتية ومنها مشاريع مياه الصرف الصحي لمواجهة أي طارئ.
وأوضح اليزيدي بأن تقارب المياه الجوفية من أنابيب الصرف الصحي والبيارات يشكل تهديداً خطيراً على حياة وسلامة المواطنين.

توسع عمراني
فيما لفت المواطن علي عسكر إلى أن مشاريع الصرف الصحي تُعد من أهم مشاريع البنية التحتية والركيزة الهامة والضرورية لأي مدينة حضارية، إذ تشكل هذه المشاريع والمنفذة بطريقة حديثة أهمية بالغة في حماية أفراد المجتمع من الأمراض القاتلة التي تسببها مياه الصرف الصحي.

وأضاف في حديثه لـ "الأيام": "لقد أصبحت شبكة المجاري في معظم مناطق محافظة أبين في حالة يرثى لها بفعل قدمها وعدم صيانتها من القائمين على الصرف الصحي بين فترة وأخرى، ومما ساعد على تفاقم المشكلة أيضاً عملية التوسع العمراني وإنشاء الكثير من الوحدات السكنية الجديدة، ومنها ما تم ربطها في شبكة المجاري القديمة والمهترئة.. فيما نجد أن بعض المخططات السكنية الحديثة لا توجد فيها مشاريع صرف صحي، الأمر الذي جعل الكثيرين يضطرون لعمل بيارات خلف منازلهم بعضها مكشوفة، وهنا تكمن خطورتها حيث تصبح بيئة خصبة وحاضنة للحشرات الضارة التي تنقل الكثير من الأمراض، ناهيك عن خطورتها في حالة السقوط فيها وبالذات للأطفال الذين يلعبون بجانبها أو المرور بمحاذاتها".

وتابع قائلاً: "من مخاطر عدم وجود شبكة صرف صحي جديدة هو احتمالية تلوث مياه الشرب الجوفية بمياه الصرف الصحي لتقارب الأنابيب من بعضهما".
واستغرب عسكر أن يتم رصف الكثير من الشوارع والأزقة بالأحجار، في الوقت الذي يتم فيه مشاهدة مياه المجاري تسيل في الشوارع وتشكل مستنقعات آسنة تعيق حركة المواطنين، وأضاف متسائلاً: "أليس من الأفضل تسخير مبالغ الرصف في عملية تأهيل وصيانة شبكة المجاري؟!".

وأوضح عبد السلام اليزيدي أن انتشار مياه المجاري بشكل غير عادي في أسواق المدينة وأمام سوق الأسماك (المركزي) وفرزة زنجبار بجعار أعاق المواطنين من المرور إلا بالقفز على الأحجار على الرغم من أنها متعبة للنساء ولمن يحملون أشياء وحاجيات ثقيلة".

مشاكل متعددة
من جهته أكد مدير مجاري خنفر، والمعين حديثاً، علي عبده أن مشاكل المجاري كثيرة ومتعددة في المديرية، أبرزها ربط الخط القديم بالخط الجديد، وارتفاع الخط الجديد عن الخط القديم بمعدل نص متر، مما يؤدي إلى انفجار المجاري في شارع جمال.
وأضاف في تصريحه لـ "الأيام": "نطالب من الصندوق الاجتماعي للتنمية والسلطة المحلية في المديرية بتكملة الخط بطول 400 متر إلى عمارة المهاجر بجانب محطة البترول القديم ليحل جزءا من المشكلة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى