هل ستلتزم الشرعية بالحيادية بين الأطراف المتنازعة؟

> أحمد عمر حسين

> من المعلوم إن الشرعية اليمنية خرجت عن الحيادية وتبنت وجهة نظر طرف معلوم للجميع وحتى أن مشروع الأقاليم الستة تم بدون توافق المتحاورين واللوائح، واستقالة د. ياسين سعيد نعمان ورسالته التي عاتب ونصح فيها الرئيس عبدربه منصور هادي. وكذلك انسحاب مكون مؤتمر شعب الجنوب برئاسة المناضل محمد علي أحمد لذات السبب الذي جاء برسالة وعتاب د. ياسين سفير اليمن في لندن شهادة لا تقبل الدحض.

اليوم وبعد خمس سنوات انحياز واضح لمؤسسة الشرعية والحكومة للطرف المعلوم للجميع (حزب الإصلاح أو إخوان اليمن)، والذي تسبب في ارتكاب جرائم تعذيب وتنكيل بالمناطق المحررة، ومن صور التنكيل نهب الرواتب وقطعها لفترات طويلة، وافتعال أزمات في توريد المشتقات النفطية وتعكير صفو الحياة من خلال إدارة ملف الكهرباء والمصافي..

هل الشرعية والتي يفترض منها الاعتراف بالتنازع كما هو موجود على أرض الواقع، دون أن تتبنى مشروعاً في خيال الإصلاح وقد تسبب بالحرب المحلية والتي استجلبت الحرب الإقليمية الدولية..

هل الشرعية اليوم وبعد سعي المملكة العربية السعودية والإمارات لرعاية اتفاق جِدّة، ستلتزم بالنظر إلى قضايا النزاع كما هي وكما يتكلم عنها القوى المؤثرة والحقيقية على الواقع وهم الحوثيون في الشمال، والانتقالي في الجنوب؟ هل عندها الاستعداد للتكيف وقبول نتائج الحرب والتي لم تكن غائبة قبل الحرب؛ بل كانت تعبر عن نفسها بصور شتى منذ سنوات طويلة، ولم تكن العاصفة سوى حملة تنظيف مسحت الغبار المتراكم على اللوحتين المختبئتين تحت غبار الإنكار السلطوي العفاشي المحسني؟

القول بإن الحرب لابد وأن تستمر لاقتلاع الحوثي قول غير واقعي ويتعارض مع توجه المجتمع الدولي ومع سياسة المملكة والتحالف، والتي عبروا عنها ما بعد استهداف أرامكو بأن الأولوية للسلام وإنهاء الحرب.
الشمال تعود على الإخلال بكل تعهد وتاريخه معلوم من الانقلاب على اتفاقية الوحدة إلى الانقلاب على اتفاقية الأردن (وثيقة العهد والاتفاق).

الإصلاح المهيمن على قرارات الشرعية بمؤسسة الرئاسة والحكومة لا يريد أن يحرر حتى إقليماً واحداً شمالاً، ولقد مرت خمس سنوات وهي كافية لمعرفة الحقيقة. الإخوان (الإصلاح) يسعون للبقاء جنوباً لتحقيق الرغبة الإخوانية لتركيا وقطر وجعل الجنوب الوطن البديل. ولقد سبق لي في فبراير 2014م أن ذكرت مسألة الوطن البديل (فلسطين الجنوبية) في مقال بعد انسحاب محمد علي أحمد ومكونه. والمقال نشر في فبراير بالصفحة الأخيرة لصحيفة الطريق 7 فبراير 2014م.

خلاصة القول إن لا ثقة مطلقاً في مكونات الشمال، وأهمها وأكبرها الإصلاح (إخوان اليمن) وطالما وهم مرتهنون لأجندتهم الخاصة فإنهم لن يوقعون على شيء يحرمهم الوطن البديل وذلك خدمة للمشروع التركي القطري بالحصول على الأرض التي تضمن لهم التماس مع باب المندب وبحر العرب وخليج عدن المتداخل مع القرن الأفريقي. وهذه هي مطامعهم وهي أصلاً موجودة فقط في الجنوب.

هل ستقوم المملكة بزحلقتهم من خلال اتفاق جِدّة، أم تمكينهم رويداً رويداً وفي ذلك إنهاء لكل الجهود التي أتت من أجلها عاصفة الحزم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى