التحالف العربي يكرم الطيّار الجنوبي خالد الهتاري صاحب الضربة الجوية الأولى

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
كرم قائد قوات التحالف العربي بالعاصمة عدن، أبو محمد راشد الغفلي، أحد نسور الجو الجنوبية العقيد الطيّار مقاتل/ خالد عمر الهتاري. وتم تكريم الشهيد، ورغم مرور 25 عاماً لم تكرم الحكومة هذا الطيار الذي لن يُمْحَى من ذاكرة التاريخ ليجد بعد هذه الأعوام اللفتة الكريمة من القائد الغفلي التي تقدر معدن الرجال والأبطال. أسرة الشهيد الطيار الهتاري بدورها شكرت القائد الغفلي للفتته الكريمة ومسحته الإنسانية التي يشهد لها القاصي والداني.

ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف
ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف

ويعد الهتاري من أمهر الطيارين الجنوبيين، فقد حمل شارة الدرجة الأولى، وهي شارة تعني أن حاملها يتميز بقدرات طيرانية وقتالية فائقة، وأنه قد اجتاز منظومة تمارين وتدريبات متكاملة تؤهله لهذه الدرجة، وصار مؤهلاً للاشتباكات الجويّة والتحليق في ظروف الجو الصعبة والتحليق والقصف ليلاً ونهاراً.

وفي اليوم الأول من حرب 94م، وقبل بزوغ الفجر أقلع العقيد طيار/ خالد الهتاري بطائرته ضمن أول طلعة طيران مستهدفاً مطار صنعاء، وانطلق البطل الطيّار ضمن تشكيل مكوّن من طائرتين، وكانت المهمة قصف مطار صنعاء لشل الحركة فيه حتى لا تقلع منه طائرات الغزو الشمالي للجنوب، ثم كُلف مع مجموعة من زملائه الطيارين الجنوبيين بسد جبهة دوفس وجبهة كرش قبل أن يتم تكليفه بمهام قتالية بجبهة الشريط الحدودي سناح/ الضالع، وكان معدل طلعات الشهيد طيار خالد الهتاري يفوق الأربع طلعات باليوم إلا أن ذلك لم يمنعه من تنفيذه لهذه الطلعات القتالية بكل اقتدار وكفاءة وشجاعة منقطعة النظير، وكما قال عنه زملاؤه من الطيارين بأنه كان ينفذ عمليات قصف فدائية بارتفاعات منخفضة تقل أحياناً عن 300 متر ليضمن إصابة محققة للأهداف المعادية غير مبالٍ بخطورة التحليق فوق العدو على هذه الارتفاعات المنخفضة، مضيفين: "إنه كان يطلب تجهيز طائرة التحليق التالي وهو لايزال في الجو عائداً من مهمته القتالية، بل إنه كان يحدد لهم نوعية الصواريخ والقنابل التي سيعلقونها على بطن طائرته وفقاً لما يتناسب مع طبيعة الهدف الذي سيستهدفه"، وكما قال عنه أركان اللواء 15 طيران العقيد طيار محسن علي أحمد، في أحد تحقيقات صحيفة "الأيام" التي نشرت في العدد (6049) بتاريخ 2017/10/12، قال عنه إنه ما من طائرة مقاتلة ضغط على زنادها الشهيد طيار خالد الهتاري إلا وأصابت قذائفها الهدف، وأضاف: أنه "كان قوي الشخصية ويتميز بالضبط والربط العسكري إلى أقصى حدوده، وشارك في العديد من المناورات الجوية مع سلاح الجو لعدد من الدول الصديقة حينها".

ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف
ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف
الطيار الهتاري الأول من اليسار وقوفاً في قاعدة بدر الجوية بعدن
الطيار الهتاري الأول من اليسار وقوفاً في قاعدة بدر الجوية بعدن
خالد في كابينة طائرته ببزة الطيران كاملة
خالد في كابينة طائرته ببزة الطيران كاملة

وكان الشهيد طيار خالد الهتاري متمسكاً بقواعد الاشتباك وتجنيب المدنيين إلى أقصى الحدود خلال فترة حرب 94، فبحسب رواية بعض الطيارين فإن الشهيد كُلف بقيادة تشكيل جوي لتدمير مدرجات وهناجر الطائرات الحربية في مطار تعز، وكان توقيت التنفيذ لحظات الفجر الأولى ولم يساعده الضباب والظلام الذي كان لازال سائداً على تحديد الهدف بدقة وهو ما جعل الشهيد يقود التشكيل نحو أحد المجمعات الصناعية الكبرى معتقداً بما تحتويه من هناجر بأنها مطار تعز، وفي الثواني الأخيرة وقبل إعطائه الأمر للتشكيل الذي يتبعه بإطلاق الصواريخ تبين له أن الهدف ليس مطار تعز فأمر التشكيل الجوي الذي يقوده على الفور بالخروج من وضعية الانقضاض، وبخبرته تمكن من تحديد موقع مطار تعز رغم الظلام والضباب بحسب موقعها من المجمع الصناعي الذي يتبع مجموعة شركات هائل سعيد، وقاد عمليه هجوم وانقضاض أخرى حققت هدفها في مطار تعز.

ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف
ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف
الطيار الهتاري الأول من اليسار وقوفاً في قاعدة بدر الجوية بعدن
الطيار الهتاري الأول من اليسار وقوفاً في قاعدة بدر الجوية بعدن

وقالوا عنه أيضاً: "إنه في إحدى طلعاته الجوية القتالية لم يتمكن من الوصول إلى مطار صنعاء لقصفه بسبب شدة المضادات الأرضية التي كانت تطلق نحوه، وحاول أكثر من مرة أن يغير من وضعية الانقضاض بتنفيذ عدة مناورات لتمويه مضادات العدو لكنه لم يتمكن من الدخول للهدف، فما كان منه إلا أن ألغي الهجوم بعد قرب نفاذ الوقود من طائرته، ورغم تلقيه التعليمات بأن يقذف بقنابله ليخفف من وزن الطائرة ويقلل من استهلاك الوقود، إلا أنه رفض أن يلقي بها لأنه كان يحلق على ارتفاع منخفض فوق القرى الشمالية ولا يريد أن يصيب المدنيين متمسكاً بقواعد الاشتباك، ولم يتمكن حينها الشهيد خالد من الوصول إلى قاعدة بدر الجوية وطلب الإذن بالهبوط في قاعدة العند التي وصل إليها بخزانات وقود فارغة تقريباً"، ويقول أصدقاؤه من الطيارين بأنهم كانوا رغم شجاعته وخبرته الكبيرة في الطيران إلا أنهم كانوا يتندرون على الطيار الهتاري ويتحدونه ممازحين بأن يقود سيارة، حيث إنه ولفترة طويلة كان يقود الطائرات المقاتلة لكنه لا يجيد قيادة السيارة إلى أن علمه والده قيادتها، بحسب إفادة شقيقه.

ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف
ابن الشهيد الهتاري و أبو محمد راشد الغفلي قائد قوات التحالف
الطيار الهتاري الأول من اليسار وقوفاً في قاعدة بدر الجوية بعدن
الطيار الهتاري الأول من اليسار وقوفاً في قاعدة بدر الجوية بعدن
خالد في كابينة طائرته ببزة الطيران كاملة
خالد في كابينة طائرته ببزة الطيران كاملة
في قاعة مراجعة وتحليل الطلعات الجوية
في قاعة مراجعة وتحليل الطلعات الجوية

وبحسب أقوال شقيقه د. ياسر الهتاري، فأن الشهيد أثناء فترة الحرب كان شديد التأثر لصورة طفلة صغيرة كانت تظهر بشكل دائم على قناة (mbc) حينها أثناء تغطيتها لأحداث الحرب، حيث كانت هذه الطفلة تظهر وهي تبكي بحرقة وألم والدماء يغطي وجهها وإحدى ساقيها مصابة بجروح غائرة نتيجة القصف العشوائي على قرى الضالع، وكان الشهيد يقول، بحسب إفادة شقيقة، بأنه كان يحلق ويدمر جحافل القوات الشمالية الغازية ويمعن في العبث بهم وهو يرى هذه الطفلة أمام عينيه انتقاماً لما أصابها.

واستمر الشهيد البطل في أداء مهامه القتالية بكل عنفوان إلى أن أسقطت طائرته في جبهة قعطبة/ سناح في الضالع، وبحسب إفادة زملائه الطيارين وقائد تحليقات العمليات الجوية في الضالع، فإن الشهيد كان قد تمكن من القفز بمظلته إلا أنه كان قد سقط في منطقة سيطرة القوات الشمالية وانقطعت أخباره منذ ذلك الوقت، ولم يتمكن أفراد أسرته من معرفة ما جرى له بعد ذلك لفترة طويلة من الزمن إلى أن تمكنوا من الوصول إلى شخص قال إنه قد عثر على جثته ببزة الطيران كاملة وطلقات الرصاص تملأ جسده، وأنه قد عثر على مسدسه الشخصي على مسافة منه، وأنه قد أدى صلاة الميت عليه ودعا له بالرحمة والمغفرة ودفنه في منطقة لم يعد يتذكرها جيداً بين الجبال، وبحسب إفادة شقيقة، د. ياسر الهتاري، فأن هذا الرجل كان قد قال بأنه لايزال يحتفظ بمسدس الشهيد وأنه عرض عليه أن يعطيه مسدسه، إلا أن شقيقه رفض أن يأخذه وطلب منه أن يحتفظ به وفاءً وشكراً لهذا الرجل الذي أكرم جثة شقيقه الشهيد ودفنها، وبذلك يكون قد أسدل الستار حينها عن واحد من أمهر وأشجع الطيارين الجنوبيين الذين لم يتأخروا عن تلبية نداء وطنهم الجنوبي، وترجل الشهيد العقيد طيار خالد عمر الهتاري حينها مخلفاً طفلين (هيام ومحمد)، وعرف عن الطيار خالد الهتاري بأنه صاحب الضربة الجوية الأولى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى