> برلين «الأيام» دافني روسو:
من عمليات تخريب للمحلات التجارية الى هجمات بالسكاكين وتبادل للشتائم، تخشى المانيا حيث تعيش اكبر جاليتين من الشتات التركي والكردي من انتقال النزاع في ِشمال شرق سوريا الى اراضيها.
والسبت، من المتوقع وصول ما لا يقل عن 14 الف متظاهر مؤيد للأكراد بعد الظهر الى كولونيا، ضمن يوم من التعبئة في عدة مدن أوروبية. في حين تعرب الشرطة عن خشيتها من وقوع اعمال عنف.
يمضي محمد يومه في المركز الثقافي الكردي في نوكولن، احد الاحياء الشعبية في برلين، حيث يشاهد قناة تلفزيون كردية تبث لقطات عن تقدم القوات التركية في شمال سوريا حيث تعيش ثلاث من شقيقاته قال انه لم يتلق منهن اي اتصال منذ أسبوع.
وسرعان ما اندلع شجار اصيب خلاله خمسة اشخاص بجروح طفيفة.
وفي برلين في اليوم ذاته، تعرض شاب يرتدي سترة مطرزة بالعلم التركي لهجوم بالسكين من قبل مجموعة من 15 شخصا.
يقول خبير الشؤون التركية بوراك كوبور لقناة زي دي اف "نجلس على برميل من البارود".
وتضيف "زميلي هناك كردي ولا اشعر بالضيق حيال ذلك، لكن حزب العمال الكردستاني شيء آخر".
لكن الأكراد الألمان يتهمون شبكة المساجد التي تمولها أنقرة بتشجيع الكراهية ضد الأكراد على هامش الصلوات.
ويعرب سيزيل ويدات (43 عاما) مدير مكتب سفريات إلى تركيا في برلين عن الامل في حل النزاع في شمال سوريا قريبا.
أ.ف.ب
يواظب محمد زيديك، الكردي السوري البالغ من العمر 76 عاما، على شراء الخبز والحلويات من جاره التركي في برلين يوميا، لكنه يدرك أن من الأفضل عدم الخوض في الاحاديث السياسية.
يقول زيديك، وهو مهندس متقاعد "أعرف أنه مع هذا الرئيس (أردوغان)، سيحكم عليك بالسجن اذا تفوهت بشيء لا يحظى باعجابه".
وفي المقر، يتم شحن أجهزة اتصال لاسلكي سيتم استخدامها السبت من قبل الجالية الكردية في يوم التعبئة.
تحية الذئب
من جهته، يقول محمد خليل، وهو طالب كردي (23 عاما) وصل إلى برلين في عام 2015 عبر طريق البلقان إن "التظاهر هو كل ما تبقى لنا في الوقت الحالي".ومساء الاثنين في هيرن، في غرب البلاد، ولدى مرور متظاهرين من الأكراد، أدى أتراك "تحية الذئب"، في بادرة تعني الانتماء للقوميين اليمينيين المتطرفين التي يعتبرها خصومهم استفزازا.
يشار الى ان هذه الإيماءة التي تحاكي رأس الذئب، تتساهل حيالها السلطات في ألمانيا لكنها محظورة في النمسا منذ عام 2018.
وغالبا ما تلاقي الاوضاع في تركيا، من محاولة الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الهجمات ضد الأكراد، اصداء في ألمانيا حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين تركي أو كردي.
ويضيف "لا يمكن اعتبار الانفعالات هنا بعيدا عما يجري في تركيا، وهو ما ينعكس في ألمانيا".
ويظهر جزء كبير من الأتراك في ألمانيا تعاطفا مع النظام في أنقرة.
"إرهابيون"
تقول ميلاهارت ياواش، الموظفة في مدرسة لتعليم قيادة السيارات في برلين، "نرسل جنودنا لتحرير الأطفال والأسر السورية" من قبضة "حزب العمال الكردستاني الإرهابي".وتابعت "نحن الأتراك والأكراد نعيش ونعمل وأحيانا نتزوج هناك او كما هي الحال في ألمانيا".
وقد وصل التوتر الى ملاعب كرة القدم حيث قلد خمسة لاعبين من الفرق الإقليمية الألمانية اللاعبين الأتراك وقدموا تحية عسكرية بعد تسجيل هدف. الا ان هذه البادرة خاضعة لعقوبات.
الا ان أن هذه الشبكة الدينية التركية القوية تنفي في اتصال مع وكالة فرانس برس "التخطيط بأي شكل من الأشكال" لحملة في هذا الاتجاه.
وقال في هذا الصدد "أعود إلى البلاد مرة واحدة في العام، اما أصدقائي الأكراد فلا يعودون بالوتيرة ذاتها. نحن هنا في حال جيدة. فليجلسوا على طاولة واحدة ليجدوا حلا ويتركونا وحدنا نعيش بهدوء في ألمانيا".