شبام وألمانيان

> أرتبط الألمان بحضرموت وشبام على وجه الخصوص قبل أي جنسية أوربية، من حيث إن أول من وصل إلى شبام من الباحثين والرحالة والمستشرقين هو ألماني، في نهاية القرن التاسع عشر والثاني أعتنق الإسلام في شبام وهما محور عنواننا كما إن هناك ألمان كُثر وصلوا شبام بعدهما وارتبطوا بشبام أيضاً وأشهرهم الطبيبة الألمانية (أيفا هويك) التي استقرت بالمدينة كطبيبة لأكثر من ست سنوات، من نهاية الأربعينات متخذة لحصن الدويل (الشمالي) في البداية مستشفى لمعالجة أبناء شبام ولواء شبام (محافظة) عموماً وفي عهدها بني مستشفى شبام خلف القصرين على السور الشرقي ومجاور للمدرسة الابتدائية (حاليا المستشفى غير موجود)، واتخذت من مساحته صفوفاً دراسية جراء التوسع التعليمي بالمدينة القديمة وخلدت ووصفت عملها وحياتها في شبام بإصدارها كتاب الصادر بالطبعة العربية (سنوات في اليمن وحضرموت) كما أصدرت عدة طبعات بالإنجليزية واللغات الأخرى، كما عمل ألمان منذ نهاية 99م إذ تولت إيرسولا إيجل، مديرة مشروع التنمية الحضرية الألماني بشبام واتخذت الطابق العلوي من القصر الجنوبي مكاتباً لإدارتها كما وصل إلى شبام زوجين ألمانيين على دراجتيهما الهوائية انطلاقاً من برلين في سبتمبر 2000م ناهيك عن السياح أو الباحثين من 1990م حتى 2008م وزار رئيس ألمانيا الاتحادية شبام في التسعينات لكن من هما الألمانيان المقصودان: الأول أدولف فون ريدا، وهو أول أوربي يصل شبام حضرموت في 1843م أي قبل 176 عاماً مضى، هو أول أجنبي يدخل شبام بل وحضرموت عموماً قادماً من المكلا، حيث وصلها بحراً أي أن (فون ريدا) وصل شبام قبل الباحثين والمستشرقين الإنجليز والهولنديين والنمساويين والروس وغيرهما.

ونشر أدولف ما شاهده في مؤلفات له عن حضرموت وشبام إلا أن بعض من مواطنيه شكك ولم يصدق ذلك، كما إنه أول أجنبي يطلق على مدينة شبام (شيكاغو الصحراء) ومع هذا فأن الرحالة أرنو والقبطان هينس الإنجليزي نشرا عام 1870م خرائط أدولف فون ريدا والتي ثبتت صحتها وصحة كل ما ذكره عن رحلته إلى حضرموت، وزار شبام بعده بنصف قرن 1893م ليوهرش وهو ألماني والثاني كأجنبي يصل شبام.. أما، فان دار مولين، الرحالة والمستكشف (هولندي) الذي وصل حضرموت قبل منتصف القرن العشرين فقد أثنى على أدولف ريدا وقال عنه: "إنه المستكشف الأعظم لحضرموت".

أما الثاني والذي بصدده فهو م. توم لايرمان الذي وصل إلى شبام وهو ألماني شاب ليلتحق فيما بعد 2000م بمكتب التنمية الحضرية بمدينة شبام التابع لمؤسسة التعاون الفني الألماني G.T.Z حالياً المسماة Giz، وأعجب بالمدينة وتعامل مع عمليات الترميم، وخصوصاً النقوش والقلاع وتولد عنده في بداية الأمر حب التحدث باللغة العربية واكتسب ذلك بواسطة أصدقاؤه من شباب المدينة وسكن بداية وصوله في منزل يطل على السوق القديم بشبام، ثم في آخر بساحة براهم ومع تعلمه العربية تدريجياً بدأ يسأل بعمق عن الإسلام وفي عام 2005م أعتنق الإسلام وأشهر إسلامه في جمع من الأهالي بجامع شبام وبحضور سالم عفيف، رحمه الله، والشيخ إبراهيم الخطيب (مصري يسكن بشبام)، وهما كانا خير معين لدخوله الإسلام، وأصبح اسمه يحيى لايرمان بعد إسلامه وأصدر أثناء وجوده وعمله في شبام كتاباً عن المدينة التاريخية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى