هل الوضع سيبقى هكذا؟!

> نصر عبد الله زيد

>
 أعدت بشريط ذاكرتي قليلاً إلى الوراء وتحديداً لمنتصف العام 2016م حينها كنت قد كتبت مقالاً نشرته بعدد من المواقع الإلكترونية وتناولته جميع منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك واتساب وتويتر)، وكان بعنوان: "سيبقى الوضع على ما هو عليه"، حينها ظهر فريقان لتحليل ما نشرته، الفريق الأول المتفائل ووجه نقداً بحجة أن الوضع سيصلح خصوصاً بعد خروج واندحار الحوثيين من المدن، والفريق الآخر وكان واقعياً وتوقع كما توقعت أن الوضع لن يصلح في العاصمة عدن وكل المحافظات المحررة. 

واليوم وبعد ثلاث سنوات ونصف عاد المتفائلون الذين قالوا حينها إن الوضع سيصلح وقالوا لي: "لقد كنت محقاً في تنبؤاتك بأن الوضع سيظل سيئاً على ما كان عليه ونحن لم نصب".. بالمناسبة التاريخ يعيد نفسه، اليوم وبعد أكثر من أربع سنوات من تحرير عدن الوضع ما زال "عكارة"، ولا يجد المواطن بصيص من الأمل لإصلاحه. انقسامات وانشقاقات من أعلى الهرم السياسي والعسكري والأمني وحتى أدناه، والذي بدوره انعكس سلبياً على حياة المواطنين الذين أنهكتهم الحرب وصراع إخطبوطات الفساد ومسؤولي السلطات المحلية والأمنية والعسكرية التي حولت المناطق المحررة إلى ساحة صراع وسلب ونهب على حساب المستوى المعيشي للناس البسطاء الذين أصبحوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة في مواجهة تلك "الحيوانات البشرية" التي قضت على الأخضر واليابس، وحولت حياة المواطنين إلى شقاء وجحيم بما تسببت به من انعدام للخدمات الضرورية التي تمثل عصب الحياة كالكهرباء والمياه والصحة، والتي يذهب ضحيتها الإنسان، وهو أغلى رأس مال في الوجود.

خمس سنوات حرب ودمار وشفط للمعونات الغذائية والإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان مقابل ثراء فاحش لبعض من الوزراء والمحافظين ووكلائهم ومدراء العموم وبعض من القيادات العسكرية والأمنية، وذلك في ظل صمت من قِبل التحالف العربي، خمس سنوات من تحرير عدن والمحافظات الجنوبية ولم يلمس المواطن أي تحسن يذكر في الخدمات الضرورية، ولم تكن هنالك سوى مشاريع ترقيعية في مجال الكهرباء "مولدات 50 ميجا - 100 ميجا"، في الوقت الذي كان يفترض أن يتم تنفيذ مشاريع إستراتيجية وحيوية كمشروع شبكة كهرباء تغطي العاصمة عدن وكل المحافظات الجنوبية المحررة المحاذية للعاصمة عدن بدلا من تبديد المليارات من العملات الصعبة في مجالات لا تسمن ولا تغني من جوع.   

نأمل من الأشقاء في المملكة العربية السعودية بعد تسلمهم ملف إدارة المناطق المحررة وفي مقدمتها العاصمة عدن بعد خروج الإمارات العربية المتحدة من المشهد وتسليمها للسعودية "إدارة العاصمة عدن والمحافظات المحررة"، أن يضعوا نصب أعينهم ملف الخدمات (الكهرباء والمياه والصرف الصحي والصحة والاتصالات) لبناء مشاريع إستراتيجية وإعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس صحيحة بما يخدم مصلحة المواطن والتحالف العربي، ويحقق الأهداف المنشودة في عدن والمناطق المحررة.  

ولا ننسى التذكير بأن الفترة الأخيرة قد شهدت توافد لبعض من القيادات في السلطة المحلية من وكلاء ومدراء عموم إلى أعمالهم وبقوة في ظل الصمت الشعبي بعد أن أصبح المواطن ضعيفاً لا يستطيع وقف عبث هذه القيادات الصنمية القديمة والتي عاشت فساداً في العاصمة عدن، وهنا يجب على التحالف العربي وضع حد وفرملة لتلك القيادات الهشة الفاشلة ومنعها من ممارسة أعمالها بعد أن أصبحت غير مقبولة، ولا تستطيع القيام بواجباتها، وهذا المطلب لابد أن يكون في مهام المملكة العربية السعودية التي ستقوم بحماية المرافق العامة للدولة والمؤسسات في العاصمة عدن في الوقت الراهن.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى