من قتل مدير البحث الجنائي بشرطة البريقة

> الملازم جمال محمد سيف الصبيحي - رحمة الله - مدير إدارة البحث الجنائي بشرطة مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن هو أحد منتسبي المؤسسة الأمنية الجنوبية المثاليين والأكفاء منذ عقود طويلة أبلى بلاء حسناً في خدمة الوطن والمواطن في هذا المجال وبكل تفانٍ ووطنية وإخلاص وطول تاريخ عمله في سلك الشرطة لم يكن عليه أي مخالفات قانونية أو سلوكيات شاذة مؤذية للناس حتى أنه كان في نظر الجميع مثالاً رائعا وقدوة حسنة لرجل الأمن المحبوب الذي همه في كل الأحوال والظروف هو حفظ أمن واستقرار البلد وحياة وحرية وكرامة وحقوق ودماء جميع أبناء الوطن وبموجب الدستور والأنظمة والقوانين السائدة، ولذلك تم ترقيته وتكليفه منذ أشهر بسيطة بمنصب مدير إدارة البحث الجنائي بقيادة شرطة مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن.

عمل الملازم جمال الصبيحي في شرطة مدينة بئر أحمد، التابعة لمديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن، وبقيادة شرطة مديرية البريقة منذ السبعينات، وعاصر كل مدراء الأمن الذين تعاقبوا على قيادة شرطة مديرية البريقة وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود كاملة، ولم يختلف مع أحد، بل أنه كان بشهادة الجميع يحظى في أي زمان ومكان وبين أي أقوام بمحبة وإجلال وتقدير قيادته وجميع زملائه وكافة أبناء البريقة لأخلاقه الحسنة ولحسن إدارته لعملة بعيداً عن البلطجة والرشوة والمحسوبية والوساطة وتعذيب الناس أو السطو على حقوق الغير من الأموال والممتلكات والمحلات والأراضي، وكان يتميز دائماً رغم ظروفه الصعبة بحل كثير من قضايا الناس المتعلقة بمبالغ بسيطة من الألف للثلاثين الألف من جيبه وعلى حساب قوت أسرته الكريمة تقديراً منه لظروف الناس، وحرصاً منه في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين.

المأساة والمشكلة التي تطير النوم من العين أن الملازم جمال الصبيحي تم اغتياله مساء السبت بتاريخ 2 نوفمبر 2019م أمام منزله بمدينة الفارسي التابعة لمديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن من قِبل مسلحين مجهولين في ملابسات غامضة وبطرق غير واضحة، وتلك حادثة لم يصدقها أي مخلوق؛ لأن الرجل ليس عليه أي سوابق ولا معه أي مشاكل أو عداوات مع أي إنسان حتى أن هناك من يظن أن قضية اغتياله سياسية وراءها جهات نافذة كبيرة وتتعلق بمثالية الرجل وأصالته، وبمدى التزامه بالدستور وبسيادة النظام والقانون خصوصا بعد تعيينه منذ نحو ستة أشهر بمنصب مدير البحث الجنائي لشرطة مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن، فمن قتل هذا الضابط المثالي والأصيل؟!

السؤال المحير للعقل هو هل ستتمكن الأجهزة الأمنية بقيادة العاصمة المؤقتة عدن عامة، وبقيادة مديرية البريقة خاصة من الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع بموجب القانون؟ أم أن القضية ستذهب أدراج الرياح ويتم تقييدها ضد مجهول ويبقى باب الثأر والصراع الأهلي المسلح مفتوحاً على مصراعيه وبحسب الشكوك والتخمينات الشيطانية والظنون الفارغة بعيداً عن القرائن والأدلة الدامغة عن حقيقة هذه القضايا الجسيمة وعن هوية منفذي هذه الجرائم الحقيقيين وأهدافهم الخبيثة وإلى متى يستمر هذا الانفلات الأمني الكارثي بعاصمتنا الحبيبة عدن وببقية مدن الجنوب المحررة للحد الذي وصل إلى درجة إزهاق أرواح الأبرياء أفراداً وجماعات من قِبل عصابات الإرهاب والإجرام دون تمكن الأجهزة الأمنية من الكشف عن الجناة والقصاص منهم عبر كل أطر ومؤسسات القضاء والعدالة.

أخيراً لا يسعنا إلا أن نقول رحمك الله رحمه الأبرار أخانا وقائدنا جمال الصبيحي، ونم قرير العين وإلى جنة الخلد بإذن الله، وعزاؤنا الوحيد لأشبالك مبعث الفخر والاعتزاز برجولتهم واستقامتهم مازن وبشار، ولكل أفراد أسرتك الكريمة، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن ينزل بقلوبهم الصبر والقناعة بقدر ما أنزل الأجل، ونعاهدك عهد الرجال الأوفياء نحن أبناء جلدتك الصبيحة وإلى جانبنا جميع زملائك الشرفاء وكافة أبناء الجنوب على أن لا يهدأ لنا بال إلا بعد الكشف عن من سفك دمك الطاهر، وبعد القصاص منه عبر القانون أو على أيدينا الشجاعة فنحن أولو قوة وأولو بأس شديد ومعركتنا هي وضع حد لهذه الجرائم وتثبيت الأمن والاستقرار..

كما لا ننسى أن نشير إلى الجهود الجبارة التي تبذلها إدارة البحث الجنائي بشرطة مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن برئاسة زملائك الأوفياء ورفاق دربك رئيس تحريات البحث الجنائي بشرطة البريقة الملازم مختار علي الزغير الصبيحي، وحسن السيد مدير التحقيق في اتجاه الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، ونقدر تقديراً عالياً العراقيل والصعاب والتحديات التي تواجههم خصوصاً في مثل هذه الظروف غير الطبيعية التي تعيشها البلاد، وأننا نخشى عليهم من الاستهداف الممنهج من قِبل الأعداء ونطالبهم ببذل المزيد من الجهود حتى الوصول للجناة وكشف الحقيقة كاملة وذلك ضرورة وطنية ملحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى