أنظار واشنطن ليست بعيدة عن حضرموت

> قد قالها كريستوفر هنزل كلمة عند مقابلته البحسني في أكتوبر الماضي بالرياض واختزلها بقوله "أنظارنا ليست بعيدة عن حضرموت"، وما تحمل تلك من معانٍ سياسية وعسكرية إستراتيجية عميقة بالاهتمام الأمريكي بحضرموت بعد الحرب الباردة كثروةٍ وعمق إستراتيجي ودور تلعبه في كل منعطف سياسي في جنوب الجزيرة لإعادة التوازن وخلق الاستقرار في المنطقة.

كان لقاء السفير أمس الأول مع المحافظ بمعية قيادات مدنية وعسكرية في مطار الريان الذي تتخذ منه البحرية الأمريكية نقطة عسكرية لها لتأمين خطوط الملاحة العالمية في المحيط الهندي وتقديم الدعم اللوجيستي لعملياتها، كان اللقاء ليس بجديد فهو بمثابة دعوة تمت على قطعة أرض أمريكية في الديار الحضرمية، لاسيما وأن تدريب قوات من خفر السواحل ومكافحة الإرهاب تتصدر أجندة كل الاجتماعات الأمريكية الحضرمية، وإن جاء لقاء مختلفا عن اللقاءات السابقة بمناقشة الملف التنموي الذي طرح بقوة فمثل نجاح حضرموت باعتبارها شريكا في التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب..

فكان على واشنطن أن تقوم برفع الحظر على الموانئ باعتبارها تمثل خطرا برفع كلفة التأمين لوصول البواخر لميناء المكلا والتعجيل بافتتاح مطار الريان، وكذلك حرمان حضرموت من مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ عام 1990م، وحتى في زمن الحرب في مناطق الصراع وحضرموت آمنة ومستقرة ومحررة لكن أنظارها بعيدة عن هذا المضمار، فواشنطن أنظارها ليست قريبة عن حضرموت بل أقدامها مغروسة أيضا فيها، وأيضا عينها على حضرموت في عودة المصالح الأمريكية المتمثلة في الشركات النفطية في قطاعات واعدة تحت مظلة تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في بلد يرزح في الدرك الأسفل من الفصل السابع.

كافة الروايات التي تصدر عقب أي لقاء حضرمي مع الجانب الأمريكي تكاد تكون مشابهة في إطار الخبر الرسمي بقواعده التقليدية الذي لا يأتي بتفاصيل يمكن البناء عليه إلا بالخوض بتكهنات وتحليلات، لكن أظن أن كل التحركات الأمريكية تصب في النهاية لمراجعة الجهود الرامية مع شركائها لخططها في مكافحة الإرهاب على ضوء المستجدات الأخيرة في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى