راكبة دراجة تُعيّن مسئولة مقاطعة بفرجينيا

> فرجينيا «الأيام» سي إن إن

> كانت قد انتشرت صورة في 2017 لسيدة أمريكية اسمها (جولي بريكسمان) وهي تركب دراجة هوائية، وعندما مر موكب الرئيس ترامب بالقرب منها رفعت له إصبعها الأوسط، في علامة مسيئة تدل على اعتراضها عليه وعلى سياساته.. ووقتها تداول الملايين موقف المرأة كدليل على الشجاعة والحرية التي مكنت مواطنة عادية من توجيه إهانة معنوية لرئيس الدولة وهي على بعد خطوات منه..

ولكن إدارة شركة المقاولات الخاصة التي كانت تعمل بها هذه السيدة كمسؤولة تسويق أخذت رد فعل عنيف وفوري وطردتها بعد أن أخبرتها أن ما فعلته سيسبب ضررا بالغا لسير عمل الشركة مع الحكومة.

المدهش هنا وغاية الأمر هو رد الفعل الشعبي الذي كان سريعا وعملاقا وحاسما، فقد بدأوا بالتضامن معها وأطلقوا عليها اسم "She-ro" على وزن "Hero" في إشارة إلى كونها بطلة بما فعلته، وتوافد المواطنين على منزلها على مدار أسابيع وشهور ليعلنوا تضامنهم معها ومناصرتها، ثم بعد ذلك تم تدشين حملة تطالبها بالترشح في الانتخابات القادمة لمدينتها والتي كانت وقتها تنتخب الجمهوريين فقط، وتم إطلاق هاشتاج خصيصا لها لمطالبتها بفعل ذلك.. وفي خلال أيام تم عرض العديد من الوظائف عليها من مديري شركات كبرى متعاطفين معها، وتطوع العديد من المحامين والجمعيات الحقوقية برفع دعوى قضائية ضد شركتها السابقة التي فصلتها بدون وجه حق، وأطلق أحد المتضامنين حملة لجمع مبلغ مالي كإعانة لها، وانهالت التبرعات ليصل المبلغ الذي تم تسليمه لها إلى 142 ألف دولار.

أما النهاية السعيدة فقد حدثت قبل أيام فقط، حيث فازت بالفعل السيدة (جولي بريسكمان) بسباق الانتخابات وحصلت على مقعد في مجلس مقاطعة لوودون في ولاية فرجينيا وهزمت الجمهورية (سوزان فولب) التي استولت على المقعد لمدة ثماني سنوات كاملة.

طوال أكثر من سنتين لم ينساها الشعب ولم ينشغل عنها، لم يتخلى عنها وعن حقها، بقوا معها حتى النهاية، حتى فازت واستردت كرامتها.

المجتمعات التي لا تقبل أن يمس أحد بحرية التعبير لديها، ولا تترك هيئة ترهبها وتفرض عليها عيشتها وتخيرها بين الذل أو الفوضى، والشعوب التي لا ترضى بالظلم ولا بظالم وتتكاتف معا بدون تعصب ولا عواطف، تجني دائما حياة كريمة ورضا كبيرا بداخلها عن قيامها بواجبها الإنساني تجاه نفسها وتجاه الغير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى