احذروا الكلمات المطاطية

> لطالما كانت الحكومات المنافقة وعديمة الإحساس من أكثر الحكومات لؤماً وكذباً، وعندما تعد بحل مشكلة ما تستخدم كلاما سياسيا يحتمل عدة معانٍ متضادة وتتهرب من الوضوح والدقة ولا تقوم بإصدار قرار إداري قانوني.

مقدمتي تلك كانت ضرورية نرسلها لقيادة هيئتنا العسكرية والتي قابلت ممثلي الحكومة عشرات المرات منذ عام 2017م وحتى مقابلة اقتحام بوابة معاشق الأسبوع المنصرم.

استخدم للهيئة في جوابه، وأعني رئيس الحكومة د.معين عبدالملك، كلمات سياسية وليست إدارية قانونية، وهذا يجعلها قابلة للمماطلة وسحب الوقت تدريجيا.

نورد هنا للاستفادة لأن الجايات أكثر من الرايحات، كما يقول المثل.

من هذا الكلام السياسي والمنافق والمطاطي:

- سيتم الصرف للأشهر المتأخرة بأسرع وقت.

- سنأمر بصرف الرواتب المتأخرة في أقرب فرصة سانحة.

- سنقوم بصرف المرتبات المتعثر دفعها في الأيام القريبة القادمة.

- سيتم صرف الرواتب المتعثرة الأسبوع القادم.

وهكذا.. هذه كلمات ووعود غير دقيقة ومنضبطة. بينما الحكومات الصادقة والتي لديها الإحساس بأحوال الموظفين والمواطنين عموما لا تستخدم مثل تلك الألفاظ المطاطية والتي تترك فرصة للتلاعب بالوقت وبالموظفين.. الحكومات المحترمة والمنضبطة تستخدم عبارات إدارية قانونية مثل:

- سيتم صرف الرواتب المتأخرة وهي شهر (وتسميه) بتاريخ وتحدده.

- تحدد المتأخرات، مثلا متأخرات عام 2019م سيتم صرفها حسب الجدول التالي وتحدد التواريخ، والمتأخرات من الأعوام السابقة، وتحدد عدد الشهور والسنة، مثلا 2016م ثلاثة أشهر متأخرة لدى بعض الوحدات، وشهرين لدى بقية الوحدات.. أما 2017م فالجميع متساوون حيث المتأخرات ستة أشهر، وتحدد جدولة الصرف.

ما يلفت نظري أن قيادة الهيئة دائماً تحسن النوايا وتقبل بالكلام السياسي في قضايا حقوقية، والحقوق تحتاج كلاما وأوامر إدارية قانونية صارمة، ولا يجب التعاطي معها بالكلام المستخدم في المباحثات السياسية أو التشاور السياسي.

هذا غيض من فيض حول مأساة العسكريين بسبب حكومات الشرعية، ولذلك عقّبنا على مقابلة اللجنة الأخيرة نهاية هذا الشهر، نوفمبر 2019م، وطريقة وطبيعة الحلول التي وعد بها رئيس الحكومة.

إياكِ أيتها الهيئة العسكرية، وكذلك الكلام موصول لمن لديه قضايا شبيهة بقضيتنا، أياكم والركون والقبول بمثل هذه الكلمات المطاطية المستخدمة في أوامر وقرارات الحلول.

فبهكذا قبول تكونون قد سمحتم للتلاعب والمماطلة برغبتكم وبحسن نواياكم، وحسن النوايا معروفة نهاياتها الأليمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى