التعامل بإحسان والأخلاق فيما بيننا

> نعيم الشعيبي

> يؤسفنا أن نكون في عالم الحداثـة في زمـــن المعرفة والتواصل، زمن القـراء والاطلاع، وما يؤلم أكثر من ذلك أن شخص حاملاً مشــروعاً تـظـنه جواهر لا ريب فيه،  وأنت تتعامل مع الآخرين بعضهم مـُخـِل بالآداب وألفاظه غير حسنه، ألفاظ بذيئة جداً.
وإن المتصفح لمنشور بإحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفعالة، منشور لا يـَحـمـِل رأياً سياسياً، فتراه مكتظاً بالتفاعل بتعليقات وردود كثيرة، وبمجرد دخولك لطرح رأيك  تجد دخان القذارة والنجاسة متصاعداً من جميع الأطراف "شمالية والأخرى جنوبية" حتى تمقت المشاركة وطرح الرأي في ذلك.

السؤال الذي يطرح نفسه لي ولك وله: لماذا كل هذا؟ ومن المستفيد؟، وهل تحقق أهدافك من هذه الأبواب؟ أبواب السب والشتم والقذف.

حتى لا يـُخفى عليك، فأنا جنوبي بامتياز أحمــل قضية عادلة مؤمن بها موقن بقيامها من تحت ركام السنين العـجـاف التي مَـرَّت أتمُ اليقين، عليَّ معرفة طرحها وحمل مسؤوليتها بكل أدب وأخلاق، وعليَّ إدراك كيف أعمل بها حتى أقنع الآخرين. فيجب علينا الحرص عن المبادئ التي نحملها لبناء الدول فكرياً قبل كل شي آخر.

هناك شيء ما يجمعنا ألا وهي الأخلاق المنبثقة من ديننا الحنيف.
هذه المظلة التي يستظل بها الجميع، وإن اختلفت أفكارهم و أهدافهم، حتى لا نتخلى عنها، علينا حفظ ما تقول ألسنتنا.
لقد وصلنا إلى ذلك الدرك المـُخـزي جداً في بلدنا هذا عبر تفوه تلك الألسن لبعضها البعض.

فالجنوب لن يأتي بقذف أعراض من يعارضونا، ولا يأتي بسقوط أخلاقك في تعليق أو منشور أو حتى تفريطك بأخلاقك على الواقع، وبالأخص المتبرئين من السياسة.
علينا أن نتعامل كأحد شعوب العالم أو أي مجتمع آخر، بل وأرقى بكثير حتى يحترمك من يخالفك قبل من يوافقك، وبهذا تثبت للعالم بأنك رجل دولة وقادر على بناء دولة ذات طموح شامل.

وعلى الجميع أن يدرك أن هناك جهات تعمدت زرع الأحقاد، حتى نجعل من بعضنا أعداء لبعض، ما يجعلك تقتل أخاك مبتسماً، ويجعلك تفقد بوصلة الحياة لتبحث عن الموت بشتى أشكاله.
وليس في من ينتفض بوجه هذا النظام القمعي إلا من يعشق العزة والإباء ويحمـل بين ضلوعه قوانين الحرية ونظرياتها، فلقد عانى منه الكثير القسوة بكل أنواعها وأحجامها المتغطرسة.

ليرفق لنا ولكم السلام، وحتى ننال ذلك يجب التعامل بإحسان، وحتى نؤمن بذلك وتبقى الأخلاق فيما بيننا، وبذلك نعرف أنه لا وحدة بالقوة ولا انفصال بالقوة وبمعنى آخر "ليس الوحدة فرضاً ولا المطالبة بالانفصال كفراً".
علينا أن نستوعب الحياة وفروض الواقع والحداثة وأن نكون أكثر عقلانية من سابق وإن حدث ما حدث.
أتمنى أن تصل رسالتي إلى الكل، وسأكون فخوراً إذا عمل بها ولو شخص واحد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى