ماذا يخبئ العام القادم الجديد 2020م

> عام يكاد يمضي، وعام يكاد يجيء، والعام الذي يمضي والعام الذي يجيء ليس هما وحدهما ما مضى وما هو آتٍ؛ بل عشرات الآلاف ومئات الآلاف جاءت وذهبت دون أن يبلى الزمان أو يذوب، ولكن بلى الناس وذهبوا بالعشرات والآلاف والملايين..

أيام وتتخطى عقارب الساعة حاجز عام 2019 لتغلق ملف عام مضى، وتفتح ملف عام جديد، وعام 2019 الذي أوشك على الرحيل شهد أحداثا مهمة وفارقة في تاريخ الحياة السياسية في بلادنا تشكلت معها خريطة جديدة للحياة السياسية، ولقد وضعت هذه الأحداث عام 2019 على منصة التتويج العالمية، ولعل أبرز ما يجدر الإشارة إليه هي الحروب الدائرة في بلادنا والبعض من الدول العربية التي دمرت وهدمت البيوت، وخرّبت الشوارع ومقومات حياة المواطنين. إننا نحس عند منتصف الليل أن عاماً جديداً يهل على العالم، فما هو العام؟ وما هو الزمن؟ تلك مقاييس ابتدعها الإنسان، وليس لها عند الطبيعة حساب، فإن الظواهر الطبيعية لا تقاس بالشهور والأيام والسنوات، إنها تتابع في نظام آخر وتتفاعل، وليس بينها ما نحسبها به من شهور أو سنوات أو أيام، فهناك بقاع من الأرض لا تغرب عنها الشمس ستة أشهر كاملة وبقاع أخرى تظل في الظلام ستة أشهر طوال حتى النهار والليل ليس لهما حساب موقوت، ولكننا ابتدعنا مقاييس الزمن كي ننظم شؤون معاشنا وحياتنا، ونقيس أبعاد أعمالنا وأعمارنا، فتسمي منها الطويل والقصير في حين أن الطبيعة لا تعرف طولاً ولا قصراً لا رحمة ولا عذاب.. إنها تجري لمستقر لها لا يعلمه إلا علام الغيوب.

ليس العام الذي نحتفل به سواء كان عاماً هجرياً أو ميلاديا إلا رمزاً تعارفنا عليه ونحن أجهل ما نكون بما يحيط بنا من كواكب وعوالم وما يستكين في ضمير الظواهر من قوى خيّرة أو شريرة؛ بل إن الخير والشر ابتداع إنساني، ومقاييسه نسبية تختلف من فرد إلى فرد ومن بلد إلى بلد ومن قارة إلى قارة ومن جيل إلى جيل.

وقد نزلت الأديان بما يتفق وعقل الإنسان القاصر وقربت جهد ما استطاعت عظمة الله إلى عقول البشر، ولكن بقى - وسيبقى إلى الأبد - سر الكون وصانعه آية عظمى على قدرته وعجز الإنسان على جبروته وضعف البشر، وهو ما يجعل الإيمان ضرورة تكتمل هذا الضعف وتستر من هذا العجز، وبهذا الإيمان نسأل غيب العام الجديد ماذا يخبئ؟ وبهذا الإيمان نرجع إلى العام الذي انقضى بما فيه من نعمة ونقمة، والأصح (النقمة)؛ لأن النعمة غير موجودة حالياً، إنما نسأل الله أن يكون عامنا القادم الجديد 2020م خيراً وأهدى سبيلاً بعد عدة أيام قلائل، سوف نخطو مع العالم خطواتنا الأولى في العام الجديد الذي نأمل أن يكون عامنا هذا أكثر إشراقاً لبلادنا وأهلها من سابقه الذي يلملم أوراقه وسيرحل عنا بعد فترة وجيزة.

ونتمنى أن يحمل في طياته التي ما زالت خافية علينا الخير لكل الناس على أرض اليمن في الشمال والجنوب وفي غيرها من أرض الله الواسعة، ونحن في تطلعنا لما ستأتي به المقادير في عامنا القادم الجديد 2020م نسأل الله العلي القدير أن يشمل بلادنا برعايته، وأن يكون 2020 عاماً يعم فيه السلام، ويسود فيه الأمن والأمان والاستقرار، وانطلاقاً من هذا الإيمان نطالب الكل ونقول للكافة من أبناء هذا الوطن الغالي وفي كل مكان على أرضها إن الدعاء وحده لا يكفي؛ بل لابد أن يسبقه ويتواكب معه عمل جاد وجهد مكثف وسعي مخلص لتحقيق الأهداف والطموحات والآمال والأمنيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى