تعرض مواقع أثرية بأبين للعبث ومطالبات مجتمعية بالتدخل لإيقافه

> مواطنون: العبث يطال مواقع مهمة والجهات المعنية لم تحرك ساكنا

> تقرير/ سالم حيدرة صالح
تحتل محافظة أبين موقعاً جغرافياً متميزاً على خارطة البلاد السياسية والجغرافية والتاريخية، ولذلك لجمعها بين البحر والسهل والجبل، الأمر الذي جعل سبل العيش فيها مُمكناً منذ القدم، وهو ما يعكسه واقعها التاريخي والأثري وما يحمله هذا التاريخ القديم من المآثر والشواهد المعبرة عمّا صنعه الإنسان في هذه البقعة الأثرية من حضارة وتقدم في غابر الأزمان، غير أن الكثير من هذه المعالم بات يتعرض للكثير من العبث من قِبل المواطنين والنازحين لاسيما منطقة "القرو" الأثرية في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة.

مطالبات بإيقاف العبث
وأقدم خلال الفترة الماضية العدد من المواطنين على البناء في هذه المواقع الأثرية بهذه المنطقة، وهو ما أثار حفيظة الكثير من السكان المحليين، خصوصاً أنها تطال معلماً بارزاً يمثل واجهة أبين التاريخية، في ظل غياب تام للسلطة المحلية بالمحافظة.

تعرض مواقع أثرية بأبين للعبث ومطالبات مجتمعية بالتدخل لإيقافه
تعرض مواقع أثرية بأبين للعبث ومطالبات مجتمعية بالتدخل لإيقافه

وطالب المواطنون في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» المحافظ اللواء الركن أبو بكر، بالقيام بمسؤوليته تجاه حماية المواقع الأثرية من العابثين الذين يحاولون البسط عليها وتحويلها إلى سكن والعمل على تسويرها، وكذا إبعاد المواطنين والنازحين من الحديدة وتعز منها الذين شرعوا في البناء فيها دون حسيب أو رقيب.
"يتوجب على الجميع حمايتها"
وقال رئيس القيادة المحلية في المجلس الانتقالي بأبين العميد عبدالله الحوتري: "منطقة القرو بمدينة زنجبار تُعد أهم ثروة تاريخية في المحافظة، وما زالت تخفي في باطنها كنوزاً كثيرة نظراً لخصوبة موروثها الحضاري العريق، ولهذا يتوجب علينا جميعاً الحفاظ على هذه المواقع الأثرية وحمايتها من العابثين والمتاجرين، وكذا المواطنين والنازحين من المحافظات الشمالية الذين حولوها إلى سكن لهم"، مضيفاً: "طالبناً مراراً وتكراراً بالحفاظ عليها ولكن لا حياة لمن تنادي".


وتابع حديثه لـ«الأيام» بالقول: "منطقة القرو بزنجبار واحدة من المناطق الأثرية التي تحكي عن تاريخ أبين العريق، لكن العابثين يحاولون البسط عليها والعبث بآثارها دون أن تتدخل الجهات ذات العلاقة بوقفه، ونحن في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لن نسكت تجاه هذا العبث وسيتم توقيف العابثين للحفاظ على هذه المواقع لما لها من أهمية كبيرة".
بناء عشوائي
بدوره، قال مستشار المحافظ للشؤون الزراعية، الشيخ حيدرة دحة: "هذا الموقع يعد من أهم المواقع الأثرية في أبين، والحفاظ عليها من البسط والبناء فيها بطرق عشوائية مسؤولية الجميع".

وحمّل دحة السلطة المحلية في المديرية مسئولية ما طال هذه المواقع المهمة من عبث لعدم قيامها بواجبها بحماية ومنع البناء العشوائي فيها.

من جهته، طالب علي محسن عوض، وهو أحد الشخصيات الاجتماعية في المديرية، بعدم السكوت عن العبث الذي تتعرض له منطقة "القرو" الأثرية، والعمل الجاد على وقف أعمال البناء الذي طالها من قِبل العابثين، والذي قال: "إنهم لا يقدرون تاريخيها العريق كواجهة أثرية لأبين".


وأضاف: "نلاحظ الزحف العمراني تجاه هذه المنطقة والعبث الذي طالها أيضاً من قِبل النازحين من المحافظات الشمالية، ومن خلال «الأيام» نطالب السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم بوقف هذه الاعتداءات والحفاظ على المنطقة الأثرية من العابثين".

فيما قال التربوي أبوبكر أحمد عبدالله الحاكم: "هذه المنطقة الأثرية في زنجبار تحاكي عبق التاريخ والعراقة في أبين، ولكن مع الأسف الشديد بتنا نشاهد استحداثات وبناء عشوائياً يطالها من قِبل مَن لا يقدرون التاريخ الأثري في ظل صمت مريب من الجهات ذات العلاقة".
واجهة المحافظة
وأكدت التربوية أ. بونة الحاج أن مدينة زنجبار أصبحت اليوم كالقرية بسبب انتشار العشوائي وعدم الامتثال إلى التخطيط الحضري من قِبل المهندسين، مضيفة: "اليوم بتنا نشاهد البعض وهم يعمدون بالبناء العشوائي في هذه المنطقة الأثرية دون أي اكتراث لأهميتها وقيمتها التاريخية والتي تحكي عراقة التراث الأبيني، والمؤسف أننا لم نجد من يوقف هؤلاء العابثين للحفاظ عليها".


وقال رئيس دائرة الشباب والطلاب عبدالرقيب السنيدي: "تعد هذه المنطقة واجهة المحافظة، كما أنها تمثل تاريخاً عريقاً يجب الحفاظ عليه من العبث، وكذا حماية مساحتها من خلال التسوير، وما يحز في النفس ما نشاهده من قِبل بعض المواطنين والنازحين من الحديدة وتعز والذين عمدوا إلى تحويلها إلى مساكن دون أي مراعاة لما تكتنزه من آثار وتاريخ"، مطالباً مكتب الآثار بضرورة تسويرها والحفاظ عليها.
انتهاك للمعالم التاريخية
وأوضح مدير مكتب الإعلام في زنجبار، محمد صالح عبدالرحمن، أن عملية البسط على المناطق الأثرية في المديرية تُعد انتهاكاً للمعالم التاريخية.

وقال: "تمثل هذه المناطق الأثرية تاريخاً لحقب وحضارات ماضية وشعوب عاشت في هذه المناطق قبل آلاف السنين، لذلك من الواجب على المحافظة عليها وعدم تركها عرضة للبسط من قِبل أناس لا يقدرون معنى الآثار والتاريخ، فمنطقة (القرو) أو ما يسمى بكود الخافسين بزنجبار منطقة أثرية تحمل في أتربتها المتراكمة الكثير من الدلالات التاريخية التي تشير إلى وجود حضارة كانت قائمة في هذه المنطقة قبل أزمنة مديدة، والعبث بها أو البسط عليها قد يؤدي إلى اندثار هذه الحضارة ومحو التاريخ وعدم معرفة ما تحمله من معالم تدل على حقبة تاريخية معينة"، مؤكداً أن العبث في المناطق الأثرية هو عبث بالتاريخ والحضارة ومقدرات الدولة السياحية التي إذا تم المحافظة عليها واستغلالها الاستغلال الأمثل من خلال الترويج السياحي قد تستفيد منها المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى