نريد عقولاً تساهم في بناء البلاد المخربة

> ما بالنا في بلادنا وكأننا مكتوب علينا أن نعيش دولة وشعباً في دوامة وضياع لا ينتهي من الأزمات والمحن والفتن في أن نقول "الحمد لله" انتهت أزمة أو محنة حتى تواجهنا أخرى، وما أن نتنفس الصعداء أن هذه المحنة أزيلت حتى نبدأ بقضايا جديدة أكثر صعوبة وأشد انعكاساً على مجريات الأمور في حياتنا؟! وما بالنا وقد بتنا أسرى خلافات تخفت حيناً وترتفع أحياناً بين فئات وجماعات وتيارات وتوجهات تكاد تنسينا ما نشأنا عليه من قيم وتقاليد، وتكاد تهدد وحدتنا الوطنية، وتكاد تقوض أركان شعبنا اليمني في شماله وجنوبه..؟ وما بالنا وكأننا فقدنا الثقة بأنفسنا وبعضنا البعض، وصارت الريبة وسوء الظن والشكوك هي التي تسيرنا وتسيطر على أسلوب تعاطينا في مختلف قضايانا وأمورنا وشؤوننا الصغيرة منها والكبيرة، ونتيجة لهذه الخلافات تناسينا أو نسينا تقدم واستقرار بلادنا وحقها علينا في العمل والعطاء والإخلاص والتضحية والبذل والفداء فتركنا، أو كدنا، رياح الخلافات ومآسي الحروب تعصف بمركبنا بين العواصف الهوجاء منذ فترة ليست بالقصيرة ولاتزال، ولا عرفنا إلى أي تيه سوف توصلنا، وما يجري الآن في وطننا على امتداد الأزمة منذ فترة طويلة نكرر ونقول لمن يعنيه كلامنا اتقوا الله في وطنكم ولتكن الثقة المتبادلة معيار العاطي بين المواطنين بعيداً جداً عن المناطقية وأخواتها، ولنعمل معاً بيد واحدة لخير بلادنا في حاضرها ومستقبلها ولنرتقِ فوق الصغائر وليكن ضميرنا الوطني الحَكم والمعيار في كل أمر وقضية.

لعن الله الفتنة ومن يوقظها، لأنها أول شرخ في المنظومة الوطنية الجامعة، ولا ننكر أن التركة كبيرة وجسيمة ومعظم المشاكل جذورها عتيقة وأحداثها ما يدور اليوم في بلادنا من كوارث وفوضى عرضت البلاد لانفلات أمني وحروب وفساد في كل شيء، وعسى بالسلام، إن شاء الله.

للأسف إن هناك حالات كثيرة أصابت نفوش شعبنا الطيب المسالم المؤمن لما يدور حوله الآن من أحداث منها الحروب والفوضى والفساد وعدم الشعور بالأمان والخوف مما يحدث الآن ومن بكرة، والقلق النفسي والتوتر حتى وصل بنا الأمر إلى عدم تصديق بعضنا البعض، حتى أصبحنا نكذب الصادق وسادت في المجتمع فئات لم نكن نسمع عنها.. كل هذه الرواسب الاجتماعية طغت على وجه البراءة الإنسانية التي كنا نعيشها ويرجع كما يبدو أن تلك الحالات التي كدرت صفو الحياة الهادئة عديدة، ولا ندري من أين نبدأ لإصلاحها اقتصادياً وأمنياً ودينياً وتعليمياً واجتماعياً حتى أصاب المرض الضمائر نفسها فلا يمر علينا يوم إلا ونسمع عن حادثة غريبة تهز المجتمع من بشاعتها ترجع أسبابها لعنصر من العناصر السالفة حوادث، قطع الطرق خطف وسرقة سيارات وقتل متعمد وتحرش وانتهاكات واغتصاب أعراض، وأصبح الكل يخاف على نفسة من المجتمع وأفراده.

فمن عنده الآن المقدرة، سوى العناية الإلهية وحدها، على إلقاء السكينة والهدوء والأمان والاطمئنان كما كنا بالماضي البعيد، إلا إذا أصلحنا نفوسنا وتطهرنا لعل الله يصلح ذات بيننا، وننزع العادات المناطقية والقبلية جانباً بعيداً عن أفكارنا ونرجع إلى ما قالة الله عز وجل "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

وإليه أولاً نلجأ، ومن عنده الحلول.

قصارى القول.. نريد عقول تساهم في بناء البلاد المخربة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى