2020 عام جديد.. ويا رب سعيد

> طوى عام صفحاته وأصبح مجرد ذكرى لملم أحزانه وهمومه ورحل؛ ليفسح الطريق أمام عام جديد يخطو إلينا حاملا بين طياته الأمل والتفاؤل، مخبئاً بين ثناياه الابتهال والتضرع بأن تأتي أيامه مملوءة بالبهجة والخير والسعادة.

كل عام وأنتم بخير، أمنية نتمناها بكل صدق لكل أبناء بلادنا وكل البشر مع بدايات العام الجديد 2020م الذي دخلنا من بابه الواسع، وبدأنا مع العالم كله نخطو خطواتنا الأولى فيه، آملين أن يكون أكثر خيرا وأمناً واستقراراً وسلاماً لبلادنا ولكل الناس، وكل ما نملكه لأنفسنا ولغيرنا هو التمني بأن يكون هذا العام 2020م أخف وطأة وأقل معاناة واختطافات وفوضى واغتيالات من العام الماضي لبلادنا ولكل الشعوب في كل بقاع الأرض ولليمنيين في الشمال والجنوب والعرب على وجه الخصوص.

يبدأ عام جديد تجدد فيه آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا أفضل ونحو أمن واستقرار وسلام طال انتظاره بلا جدوى لا تزال الحرب مشتعلة والمعمعة والاختلالات الأمنية والفوضى سارية المفعول، ومع كل عام جديد يأتي نخدع أنفسنا بأنه سيكون أفضل ولكن غالبا ما يكون أسوأ مما قبله، وهكذا الحال منذ قيام الخطوة التصحيحية؛ بل التخريبية في 22 يونيو 1969 الشيوعية/ الماركسية التي قلبت موازين البلاد إلى فوضى، ومنذ ذلك التاريخ لم ترَ البلاد خيرا، ولا أمانا وسكينة، بل بعد كل 4 سنوات أزمة حتى يومنا هذا، ومع كل عام جديد يأتي نخدع أنفسنا بأنه سيكون أفضل، ولكن غالبا ما يكون أسوأ مما قبله، فبلادنا وبعض من الدول العربية أصبحت تعيش تحت رحمة الحروب الدائرة من قِبل أبنائها والتدخل الخارجي، أدى ذلك إلى أن تصبح مغلوبة على أمرها لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا، ومع ذلك يظل الأمل باقياً.

مر عام وأقبل عام جديد ونحن على هذا الحال لأكثر من خمسين عاما نردد أغنية (لا تشلوني ولا تطرحوني)، والعمر يمضي وكل منا يحمل في أعماقه ذكريات طيبة وأخرى مؤلمة، لكن عجلة الزمن تدور وليس لأحد قوة أن يوقفها؛ لكن هل وقفنا مع أنفسنا لنعرف أين نحن من علاقاتنا مع أصدقائنا وإخوتنا وجيراننا وزملائنا ومع أنفسنا؟

والأهم أين نحن مما يجري في بلادنا من مصائب الحروب التي جشمت على صدورنا منذ فترة طويلة ونحن ندرك أن العمر يجري؟ كل عام وأبناء الوطن الطيبون بخير، وأن كل ما يجري في بلادنا (شر لا بد منه) وعلى كل من له علاقة بشؤون الوطن والمواطن أن يتقوا الله في بلادهم أن لا تكون خلافاتهم على تحقيق المكاسب الشخصية، ونحن في تطلعنا لما هو قادم وما يحمله لنا هذا العام في طياته من أحداث ووقائع نسأل الله العلي القدير أن يشمل بلادنا برعايته، وأن يكون عاما تنتهي فيه الحرب والمشاكل والفوضى، وأن يكون عاما للسلام والأمن والأمان والخير والتنمية والسكينة والطمأنينة يسود فيه الاستقرار وتتخلص فيه بلادنا من ويلات الحروب ويتخلص فيه شعبنا من معاناته الأمنية والمعيشية في صراعه اليومي مع الحياة.

ونتمنى أن يشهد هذا العام انتصارا لبلادنا على توقيف الحرب ودحر قوى الشر والمخربين والمتلونين والفتن والدسائس والمكائد والتطرف التي تعبث في الأرض فسادا، وندعو الله عز وجل أن يرعى بلادنا ويجنبها المؤامرات والمناكفات، وأن يساند أهلها في سعيهم الجاد والمخلص لتحقيق طموحاتهم المشروعة: الأمن والأمان والحياة الكريمة ودولة ديمقراطية مدنية حديث نظيفة نزيهة قائمة على المواطنة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

نأمل أن يكون عامنا الجديد الذي بدأ عاماً يشهد انطلاقة قوية في كل المجالات وجميع نواحي العمل الجاد والمخلص.

اللهم إنا نستودعك بلادنا أمنها وأمانها ليلها ونهارها، أرضها وسماءها، اللهم إنا نستودعك أهل اليمن في الشمال والجنوب شعبه، جيشه، رجاله، نساءه، شبابه، أطفاله. يا من لا تضيع عنده الودائع أحفظ البلاد من كل مكروه، في الأخير عام جديد وسعيد كل عام وأنتم بألف خير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى