أبين.. أرض زراعية غاب عنها اهتمام المعنيين

> تقرير/ عبدالله الظبي

> بيع الفواكه مصدر دخل الكثير من الأسر فيها
تشتهر بجودة منتجاتها الزراعية ومذاقها المتميز
تشتهر محافظة أبين بزراعة الفواكه بجميع أنواعها وتصديرها إلى العديد من محافظات البلاد وبعض دول الجوار، وذلك لِما تتمتع به من مذاق وجودة عالية.


وبات القادم إلى هذه المحافظة من العاصمة عدن يشاهد منذ الوهلة الأولى لدخوله مدينة زنجبار وتحديداً عند مروره بـ "النفق الأخضر" الكثير من باعة الفواكه خصوصاً فاكهة الباباي "العنباء" وهم يعرضون بضاعتهم على جانبي الطريق للزبائن والمسافرين بشكل يومي.
مصدر دخل
وتزايد أعداد المشتغلين ببيع الفواكه والخضروات مؤخراً في أبين بعد أن أصبحت مصدر دخل للكثيرين.

ويتفق الباعة المشتغلون في بيع الباباي وتسويقه بأن الظروف المعيشية الصعبة هي من دفعتهم إلى العمل اليومي على بيع هذه الفاكهة المتوفرة هذه الأيام من أجل توفير لقمة عيش كريمة لهم لأفراد أسرهم، على الرغم من الدخل الضئيل الذي يتحصلون عليه من عملية بيعها.

أبين.. أرض زراعية غاب عنها اهتمام المعنيين
أبين.. أرض زراعية غاب عنها اهتمام المعنيين

ويبدأ العديد من السكان المحليين في مديريتي زنجبار وخنفر، وخاصة المزارعين كدحهم وعملهم اليومي منذ شروق الشمس حتى الغروب في بيع الفواكه.

وقال مروان عمر راجح، وهو أحد الذين يعملون في هذه المهنة ويعتمدون على مردود بيع الباباي (العنباء) كدخل أساسي: "مناطق دلتا أبين تشتهر بزراعة أفضل أنواع العنباء، ونحن نقوم بشرائه من المزارعين، بعد أن أصبح مصدر دخل أساسي لنا ولأسرنا في ظل الظروف المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار".

وأضاف لـ«الأيام» قائلاً: "أنا متزوج وأعيل أسرة بحاجة للرعاية والاهتمام، ومهنة بيع الباباي مهنة شريفة، لم نجد غيرها ما يمكننا الوفاء بمتطلبات حياتنا وأسرنا في ظل عدم توفير العمل لنا من قِبل الدولة.. ونحن كأي مواطن يعمل للحصول على لقمة العيش ونعمل على مدار الساعة بالتناوب لتحسين وضعنا المعيشي".


العمل منذ 14 عاما
فيما قال محمد صغير عبد الله: "نعمل في هذه المهنة على مدار الساعة أنا وإخواني بالتناوب فيما بيننا، أي كل شخص يتولى مهمة البيع لعدد من الساعات على المفرش، ولا يوجد لدينا أي بديل عنها".

ويعمل عبد الله في هذه المهنة منذ فترة طويلة، وتعد مصدر دخله الوحيد الذي يعتمد عليه في إعالة أفراد أسرته المكونة من زوجته وخمسة أطفال، كما يقول.

ويضيف في حديثه لـ«الأيام»: "الحمد لله على كل حال، أنا أعمل في هذه المهنة لكسب لقمة العيش الحلال".


وقال المواطن حسين إبراهيم بينما كان يشير إلى المكان المخصص له للبيع في النفق الأخضر بمدخل مدينة زنجبار: "آتي كل صباح من المنزل إلى هنا لبيع هذه الفاكهة على الزبائن من أبناء المديرية أو من المارة في هذا الخط العام والذي يربط المحافظة بعدن".

وتابع بالقول: "أعمل في هذه المهنة لأكثر من 14 عاماً، باعتبارها مصدر دخل رئيسي لي ولأسرتي، وعلى الرغم من دخلها القليل إلا أنني أتمكن من مجابهة جزء من الغلاء الذي طال الحياة المعيشية في جميع نواحيها".

ويشير إبراهيمـ والذي يعيل أسرة مكونة من 15 فرداً، إلى أنه يُعاني كأي مواطن من غلاء الأسعار قائلاً: "نشتري الفواكه من المزارعين بسعر مرتفع، وما نتحصل عليها من الفوائد بسيطة جداً لا تتجاوز الألف الريال في السلة الواحدة"، لافتاً إلى أنه يتحمل الكثير من المتاعب والمعاناة في سبيل توفير لقمة كريمة لأسرته الكبيرة، مناشداً المنظمات الدولية والمحلية ذات العلاقة بسرعة تقديم الدعم الخاصة بهذه المشاريع الصغيرة وتوسعتها لتصبح مشاريع كبيرة تدر على أصحابها دخلاً كبيراً وتمكنهم من الاستمرار فيها.
محطة تزود
وأضحى مدخل مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، أو ما بات يعرف بـ "النفق الأخضر" أشبه بنقطة أو محطة توقف للمسافرين القادمين من محافظات شبوة وحضرموت والمهرة إلى العاصمة عدن وغيرها من المحافظات، لتزود منه بالعديد من الفواكه ذات الجودة العالية التي تتميز بها محافظة أبين الزراعية.

ويؤكد المواطن صالح، وهو أحد المسافرين القادمين من محافظة حضرموت، لـ«الأيام» أنه يتزود في كل مرة يقدم فيها من محافظته إلى عدن بالعديد من الفواكه المعروضة في النفق الأخضر من قبل الباعة، لسعرها المناسب مقارنة بسعرها في أسواق مدينة عدن.


وأكد الكثير من المواطنين في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» أن تردي الأوضاع المعيشية وعدم انتظام صرف المرتبات، لا سيما في القطاعين العسكري والأمني، هي من دفعت بهم إلى بيع الفواكه والعمل في أشغال أخرى تساعدهم في مجابهة الغلاء الفاحش الذي طال المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها من متطلبات الحياة.

وتشتهر محافظة أبين بخصوبة تربتها الخصبة وزراعة الكثير من الخضروات الفواكه وكذا الفول السوداني والقطن وغيرها من المنتوجات الزراعية التي تصدر إلى محافظات البلاد وحتى دول الجوار، إلا أن الكثير من أراضيها تعرضت للخراب والجرف جراء السيول في ظل صمت من قبل الجهات ذات العلاقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى