الجريمة التي اهتزت لها عدن

> وفقا لحادثة تحرش أحد رجال أمن عدن لفتاة قاصرة في المنصورة، والتي اعتبرت أسوأ كابوس لكل أسرة عدنية والمدينة عدن، ليست حادثة عادية نتيجة طيش وزلة لشاب، بل هي فعلا كابوس رجل الأمن الذي يجب أن يتحلى بالمسؤولية والقدوة، رجل الأمن الذي اختير بعناية ليكن ضابطا لإيقاع الحياة والعلاقات بين الناس، ليكن حامي أمنهم وأمانهم وعرضهم وكرامتهم وشرفهم، ويكون مؤهلاً لتلك المسئولية وإذا به يخل بكل مقاييس ومعايير تلك المسؤولية الملقاة عليه ليعكر حياة الناس وصفو السلم الاجتماعي في مدينتهم ليتحول لمجرم إثم خارج عن النظم والقوانين التي وجد ليحميها.

في هكذا جريمة تهم إدارة الأمن كان مسيئا للأمن مسيئا لوزارة الداخلية مسيئا للحكومة، هكذا جريمة تهتز لها الدولة المحترمة وتحدث فيها استقالات وإقالات فسنرى مدى احترام هذه الدولة واحترام المسؤولين عن الأمن في عدن، وهل سيعاقب الآثم عقابا شديدا أم سيدلع بعدد من المبررات السخيفة؟

في مثل هكذا حادثة ينقسم المجتمع لخيرين وشرفاء يرفضون ما حدث ويدينون الحادثة ويطالبون بأقصى العقوبة وتطهير الأمن من مثل ذلك المتحرش المسيء للأمن والدولة التي يمثلها، ومن منطق من تعشش في عقلياتهم المناطقية، فمثل هذا يسيء للمنطقة التي ينتمي إليها.

وآخرون سيئون يدافعون عن الحادثة، والمتحرش لهم مبرراتهم في العقلية التي تدير اختياراتهم لا زالت عقليتهم تختار المواقف بمناطقية هو يدافع عن المجرم لأنه من منطقته، بينما يمكن أن يذم أي مسؤول كبير بحجم وزير لمجرد إشاعة وسلوكه، هذا لا يعتبر تحريضا بينما إدانة حادثة أساءت للمدينة عدن وسكانها المسالمين اعتبرها تحريضا.

يبرز السؤال هنا هل لرجل الأمن معايير ومؤهل، أم أن المحسوبية والقرابة والمنطقة هي كل مؤهلاته ومعاييره؟ ومن المخزي أن يشهد شاهد من أهله ليقدم له صك غفران ويصنع منه مناضلا وتاريخا ويطالبنا أن نكافئه بالتغاضي عن زلاته تقديرا لنضاله، وكأنه ركل كرة بالخطأ دون إدراك بحجم جريمة خدش القيم والأعراف والتقاليد ليتحرش بالنساء والفتيات وهن يفتخرن بهذا التحرش، هذا قول لقائل منحط يقبل على عرضه وشرفه ذلك، وعدن وأبناؤها ليسوا من هذا النوع، فيها أناس يكرمون الكريم ويعزون العزيز ويشرفون الشريف ويذلون اللئيم عدن كبحرها لا تقبل العفن وترفضه.

عليكم أن تحذروا غضب عدن واسألوا عن بأسهم الحوثيين وعدن لم يحررها غير أبنائها هذا تاريخ لا يقبل التزوير بالبندقية والسيطرة تاريخ مدون بأحداثه وحقائقه.

هذا الطائش والآثم الذي تحرش بالفتاة يجب أن يحاسب ويجب أن يقال ويقال معه كل المسئولين عنه وكل من يبرر له، هي مسألة أخلاقية ووطنية بالدرجة الأولى تتعلق بالمستقبل المنشود والحلم الموعود ومصير أمة لا مصير قرية أو منطقة أو أسرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى