الثقب الحوثي والمطبخ الإخواني

> بدر قاسم محمد

> لحوض غسيل الأطباق والمواعين المنزلية ثقب واحد تنسدل من خلاله مياه الغسيل إلى جوف حنيفة مجاري الصرف الصحي، ثقب ذو صفاية تحجز الشوائب العالقة ولا تسمح إلا بمرور مياه الغسيل العكرة!

- تخيل أحدهم يستحدث إلى جانب ثقب حوض الغسيل ثقبا آخر ذا حنفية أخرى خاصة به ليتشارك معك عملية الغسيل!

- ثم أسقط خيالك هذا عن حوض الغسيل، على حوض تحصيل المال اليمني إلى البنك المركزي عدن ومحاولة الحوثيين استحداث نظام مالي جديد "تمثل في سحب العملة النقدية الجديدة واستبدالها بالعملة النقدية القديمة" كي يُحدث ثقبا آخر إلى جانبك ثقبك القانوني في تحصيل الأموال، لا يجري عملية تحصيل للأموال فقط، بل يجري عملية تحصيل وغسيل غير قانونية!

- عملية ثقب الحوثيين لحوض تحصيل الأموال اليمنية بهكذا إجراء مالي، لم تأتِ مصادفة وهي تتزامن مع تنفيذ الشق الاقتصادي لبنود الاتفاق السياسي بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي الموقع في الرياض القاضية بتوريد جميع أموال التحصيل الحكومي إلى البنك المركزي عدن، فقد شكل السيد رئيس الوزراء لجنة للإشراف على سير تحصيل الأموال من جميع مصادر الدولة وتوريدها للبنك المركزي عدن!

- راح الحوثي ليثقب جسم المركب اليمني.. وراحت آلة جماعة الإخوان الإعلامية تفرد حلقات لبرامج حوارية تحاول رصد ما قيل عنها إنها عملية تعثر صرف مرتبات المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين (ومنها الحديدة على سبيل المثال) بسبب نقص السيولة المالية المسببة بالإجراء المالي للحوثيين، تناولت تغطية الإعلام الإخواني لمعاناة المواطنين في سياق إنساني يدفع الحكومة للقيام بدورها الأخلاقي تجاههم لتتخذ إجراءات تمكنها من إيصال مرتباتهم.

- على الرغم من ظهور الإعلام الإخواني، وهو يحاول تسليط الضوء على ضرر الإجراء الحوثي على مواطني المناطق الواقعة تحت سيطرته بشكل وهيئة الهجوم والنيل من الجماعة الحوثية إلا أنه وهو يحاول لفت نظر الجانب الحكومي إلى ضرورة إيصال الأموال إلى مناطق سيطرة الحوثيين.. كمن يساعد في عملية إدخال الأموال في ثقب الحوثيين الأسود ثقب تحصيل وغسيل المال اليمني، بل ويحاول إخراج وإفراغ بنك عدن المركزي من مخزونه المالي!

- هناك عملية تكاملية بين عمليات إفراغ المخزون المالي لبنك عدن المركزي تارة عبر المحاولات المتكررة لتهريب الأموال من بنك عدن، وتارة أخرى عبر محاولات الامتناع وتعطيل عملية توريد الأموال إلى بنك عدن، وبين استحداث جماعة الحوثيين لثقب تحصيل الأموال الأسود بإجراء سحب العملة الجديدة واستبدالها بالعملة القديمة!
- تكشف هذه الحبكة الذكية بين جماعتي الإسلام السياسي الحوثية والإخوانية عن حقيقة أنها خارجية الصنع وليست محلية، فهي امتداد واضح لخبرة تنظيم دولي عتيق في المنطقة في جانب غسيل الأموال

لقد أصبح اليمن ميدانا لحرب أجندة خارجية ضد التحالف العربي، أدواتها جماعتي الإسلام السياسي الحوثية، والإخوانية، أصابت هذه الأجندة الخارجية في طريقها أجندة الجماعتين المحلية ضد الجنوب!
ما لم أفهمه حتى اللحظة كيف انساقت بعض القيادات الحكومية غير المحسوبة على جماعتي الإسلام السياسي إلى مربع تنفيذ أجندة هذه الشبكة من التنظيم الدولي؟!

فشخص مثل وزير الداخلية أحمد الميسري لماذا نراه يقدم نفسه كأداة في تعطيل عملية التحصيل المالي لبنك عدن المركزي بتعيينه لأحد الأشخاص المشكوك بهم في مركز تحصيل الأموال لمنفذ شحن الدولي.. وقبل هذا ثبتت مسئوليته عن عملية تهريب لبعض الأموال التي كانت في طريقها من عدن إلى المهرة بحجة أنها مرتبات القطاع الأمني في المهرة؟!

بصراحة لقد فقد الوزير الميسري بوصلته السياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى