السجن المركزي بأبين.. معوقات كثيرة ونقص في الآليات العسكرية والتأثيث

> التقاه / عصام علي محمد

> جهود متفانية تبذلها القوة العسكرية الخاصة بحماية السجن المركز بمحافظة أبين والواقع في مديرية زنجبار منذ 2017م.
وأكد أكرم ثابت جابر الردفاني، قائد حماية السجن، أن أفراده يؤدون مهامهم بكل تفانٍ على الرغم من المعوقات المتعددة التي تعترضهم والتي يأتي في مقدمتها نقص عدد الأفراد.

وأوضح الردفاني في حواره مع "الأيام" أن السجن المركزي بحاجة ماسة إلى التأثيث والآليات العسكرية وتجنيد العنصر النسائي.
وأضاف: "تعرضت وأفرادي خلال الأحداث الأخيرة إلى الأسر ومصادرة أسلحتنا واستُخدمنا كدروع بشرية"، كاشفاً في السياق عن محاولة منتسبين إلى الأمن إثارة الفتن عبر تسهيل فرار السجناء.
هذه المعلومات وغيرها تقرؤونها في الحوار الآتي:

بداية.. هل للأحداث التي شهدتها المحافظة تأثير على مهامكم؟
- نعم، الظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية التي مرت بها المحافظة كان لها أثرها علينا، وجميع تلك الأحداث والمواجهات العسكرية شكّلت ضغوطات كبيرة وكانت بمثابة الاختبار الحقيقي لنا ولجميع أفراد القوة التابعة لحماية السجن المركزي.

ما أبرز التحديات التي واجهتكم؟
- الصعوبات كثيرة ويأتي في مقدمتها أن عدد الأفراد غير كافٍ لحماية منشآه عامة وهامة مثل السجن المركزي.. ثم تأتي أمور التأثيث والآليات العسكرية وسيارة الإسعاف وتجنيد العنصر النسائي لأهميته في التفتيش أثناء الزيارات أو خلال توقيف نساء على ذمة قضايا جنائية.. وهناك العديد من التحديات ولكن بفضل الله تم تجاوزها وما زلنا نتعرض لها بصورة شبه يومية.

كيف ذلك؟
- يعلم الجميع بأنه تم تكليفنا بحماية هذا السجن في ظل ظروف صعبة أمنياً وفي ظل غياب أبسط المقومات الخاصة لهذا السجن.. فلا نوافذ به ولا أبواب داخلية، فضلاً عن تهدم سوره الخارجي من عدة جهات، في الوقت الذي يحوي نحو مائة سجين بينهم ما يقرب 20 سجيناً ينتمون إلى تنظيم القاعدة.. فيما لا يتجاوز عددنا 84 فرداً جميعنا من أبناء ردفان وتابعون للقوة التي دخلت المحافظة لتطهيرها من تنظيم القاعدة الذي سيطر عليها، وفيما بعد تم ضمنا إلى قوام قوة الحزام الأمني أبين وما زلنا تحت قيادة عبداللطيف السيد، قائد الحزام الأمني والتدخل السريع في المحافظة.
ومنذ اليوم الأول لوجودنا هنا استطعنا وبمشاركة كل أفرادنا الصامدين أن نوفر من قيمة وجباتنا الأساسية مبالغ مالية اشترينا من خلالها نوافذ وأقفالا وقمن بتلحيم الأبواب.. وحتى الآن ونحن نقوم بكل مهامنا بواسطة العلاقات الشخصية وبطلب شخصي من قيادة التحالف العربي وقيادات مختلفة في المجلس الانتقالي والإخوة في مصلحة السجون.

هل من ثمار لهذه التحركات؟
- بحمد الله ثم بتعاون الجميع وبتفهمهم لطبيعة عملنا تم دعمنا بطقمين عسكرين وتوفير وجبات غذائية منتظمة ووحدة صحية متكاملة ومختبر طبي، وقبل الأحداث والمواجهات الأخيرة تكرمت مصلحة السجون بدعمنا بماطور (مولد) كهربائي كبير، ولكننا مع الأسف خسرنا في الأحداث الأخيرة كل شيء وسنبدأ من الصفر، وسنتحرك بجهود فردية وسنطرق كل الأبواب، خدمة لأبناء هذه المحافظة الذين تربطنا بهم علاقات أخوية متجذرة مع الأشخاص والكيانات والمؤسسات كالنيابات العامة والمحاكم، وما يدل على هذا تكريمنا الذي تم مؤخراً من قبل النيابة العامة في المحافظة بشهادة تقدير وعرفان لدورنا في التعامل مع السجناء وزوارهم وحمايتهم والحفاظ عليهم.

هل من مواقف صعبة تعرضتم لها أثناء تأدية مهامكم؟
- نعم، كل يوم نتعرض لها وتصل بعضها إلى التهديد أو المواجهات.

كيف تتصرفون تجاه هذه المخاطر؟
- هناك شيء واحد نتذكره أمام كل هذه المخاطر وهو عملية ضبط النفس للحفاظ على الجميع عبر تغليب الحلول العقلانية ونحاول إيصال رسالة للجميع أن أي سجين هو أمانة في أعناقنا ولا يمكن أن نفرط بهذه الأمانة مهما كانت المخاطر التي تهددنا.. وعلى سبيل المثال -لا الحصر- تم مؤخراً محاصرة السجن بتسعة أطقم بعد تحويل قاتل ابنهم إلى السجن المركزي واستطعنا بعد حوارات طويلة استمرت قرابة ليلة كاملة من إقناعهم أننا جهة تتحفظ على المسجون فقط ولا علاقة لنا بالأمور الأخرى كونها متعلقة بالنيابة والمحكمة، ولهذا فمعظم الإشكالات تأتي من قضايا القتل بحكم الطابع القبلي في تركيبة أبين، وعلاوة على ما نتعرض له من مشكلات ومعوقات تعرضنا أيضاً للأسر أثناء المواجهات الأخيرة التي شهدتها المحافظة بين قوات الحزام وقوات الشرعية القادمة من مأرب تم خلالها مصادرة الطقم الخاص بنا وكل عتادنا من سلاح "دوشكا" وسبع قطع آلي، والمؤسف أنه تم استخدامنا أثناء الأسر كدروع بشرية من منقطة قرن الكلاسي إلى زنجبار قبل أن يتم إطلاق سراحنا بعد رفضنا للكثير من الإغراءات التي قدمت لنا للعمل مع قوات الشرعية حينها بواسطة أبو مشعل الكازمي الذي تفهم أيضاً بدوره وضعنا وأخلى سبيلنا، وقد عدنا لمزاولة مهامنا في السجن ولكن بتوقيت صعب، حيث حاول البعض مع الأسف ممّن ينتسبون إلى الأمن إثارة الفتن عبر تسهيل فرار السجناء، واضطررنا حينها أن نرمي الرصاص الحي بجانب من حاول الهرب، وتمت هذه العملية بعدما قمنا بتسليم جميع السجناء إلى إدارة الأمن باستلام الحامدي نائب مدير أمن زنجبار وبأمر من أبو مشعل الكازمي.

هل من كلمة أخيرة؟ ولِمن تحب أن توجهها؟
- نتمنى من قيادة الحزام الأمني في المحافظة والسلطة المحلية والسلطات القضائية ومصلحة السجون العمل وعلى وجه السرعة بتوفير أساسيات عملنا وإضافة أفراد، ونطالبهم أيضاً بتعويض الأفراد الذين فقدوا أسلحتهم، وتلمس همومنا انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية المشتركة والواجب الوطني المقدس.. ومن خلال صحيفة "الأيام" الغراء أجدها فرصة لأتوجه بالشكر والعرفان لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وإلى قائد الحزام الأمني في المحافظة عبداللطيف السيد، والشكر موصول أيضاً للإخوة في مصلحة السجون ممثلة باللواء صالح عبد الحبيب والعقيد خالد يحيى الشعيبي واللذين نطالبهما بمزيد من الدعم لتأمين السجن.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى