سجال ساخن حول الحرب والجندر في آخر مناظرة للمرشحين للرئاسة الأميركية

> دي موين (الولايات المتحدة) «الأيام» أ ف ب

>

شن اليساري بيرني ساندرز أمس الثلاثاء هجوما على جو بايدن الأوفر حظا بين المرشحين الديموقراطيين للرئاسة الأميركية في الاستطلاعات حول السياسة الخارجية، لكنه وجد نفسه في موقع الرد على اتهامات بالتمييز على أساس الجنس، وذلك في المناظرة الأخيرة الثلاثاء للديموقراطيين قبل اختيار المرشح الذي سيواجه الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة.

ومع عدم بروز أي من المرشحين بفارق كبير قبل أقل من ثلاثة أسابيع على بدء التصويت في معركة الانتخابات التمهيدية، فإن الرهانات كانت عالية للطامحين الستة الذين تواجهوا في أيوا.

والمناظرة التي جرت في أجواء من اللياقة، جاءت على عكس توقعات سابقة بأجواء متوترة، وشهدت انضباطا خلال النقاش الذي استمر ساعتين.

لكن خلافا بين ساندرز وزميلته السناتور اليزابيث وارن اتسع على ما يبدو بعد أن رفضت وارن مصافحة صديقها القديم وزميلها التقدمي.

واشتبك المرشحون حول كل المسائل من نشر الجنود والسياسات الخارجية إلى الرعاية الصحية والتجارة الدولية وصولا إلى التغيير المناخي وفرصة المرأة في الوصول إلى البيت الأبيض.

وهاجم ساندرز (78 عاما) نائب الرئيس السابق جو بايدن (77 عاما) على خلفية تصويته الداعم للحرب على العراق عام 2003، فيما هيمنت التوترات الحالية في الشرق الأوسط على النقاشات.

لكن على خلفية النزاع بين واشنطن وإيران، قال ساندرز المؤيد لمبدأ عدم التدخل إنه فيما عارض حربا على العراق "قائمة على الأكاذيب" إلا أن نائب الرئيس السابق بايد أيدها بقوة.

وفي إشارة إلى تبرير إدارة الرئيس جورج بوش للحرب في 2002 قال "فكرت أنهم يكذبون... لم أصدقهم ولا للحظة. جو رأى ذلك بشكل مختلف".

وقال بايدن إنه لطالما أقر بأن الحرب كانت "خطأ" لكنه امتنع عن خوض مواجهة مع ساندرز بسبب العراق.

وبدلا عن ذلك دعا بايدن إلى الوحدة لمنع ترامب من الفوز بولاية ثانية.

وقال بايدن إن "الاقتراع هو على الصفات الأميركية ... ليس على ما يتلفظه دونالد ترامب -- الكراهية وكره الأجانب والعنصرية. هذا ليس ما نحن عليه كأمة".

وبحث كل مرشح عن لحظة حاسمة تمكنه من الحصول على الزخم الضروري للتقدم في السباق الديموقراطي الذي ينطلق في 3 فبراير.

والمرشحون الأربعة في مقدمة السباق -- بايدن وساندرز ووارن ورئيس بلدية ساوث بند بولاية أيوا بيت بوتيدجدج -- متقاربون في الاستطلاعات. أما السناتور ايمي كلوبوشار والناشط الملياردير توم ستاير فقد أظهرت الاستطلاعات تراجع التأييد لهما.

ولأشهر تواجه ساندرز ووارن بشكل سلمي حول أحقية رفع الراية التقدمية للحملة. لكن حلفهما انهار على ما يبدو في الأيام القليلة الماضية بعد تأكيد وارن تقريرا ذكر أن ساندرز قال لها في مجالس مغلقة إنه يعتقد أن ليس باستطاعة امرأة أن تهزم دونالد ترامب.

وأصر ساندرز في المناظرة قائلا "لم أقل ذلك" مشددا على أنه من السخف أن يظن أي شخص أن ليس بإمكان امرأة الفوز بمقعد البيت الأبيض.

وردت وارن بأنه قال ذلك قبل أن تشدد قائلة "لست هنا لمحاربة بيرني".

ثم مضت إلى التأكيد على احتمالات فوز النساء في الانتخابات مشيرة إلى أن الرجال الذين يخوضون المناظرة خسروا فيما بينهم عشرة انتخابات ما أثار ضحك الحضور.

لكن عند انتهاء المناظرة بدت المؤشرات على استمرار الخصومة. فقد أظهر فيديو تم تشاركه بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي أن وارن رفضت مصافحة يد ساندرز الممدودة، واختارت بدلا من ذلك التحدث بشكل مقتضب مع السناتور.

نزاع تقدمي

وفيما خلت المناظرة من حماسة المناظرات السابقة، أبدى المرشحون مواقفهم بشأن التجارة (ساندرز قال إنه يعارض الاتفاق الأميركي المكسيكي الكندي الجديد) والتغير المناخي (ستاير وعد في حال انتخابه بأن يعلن عن حالة طوارئ مناخية) وفرض ضرائب على الأثرياء (وارن دفعت بفكرة فرض ضريبة على الثراء).

وساندرز الذي تعرض لأزمة قلبية في تشرين الثاني/نوفمبر وشهدت نسبة التأييد له ارتفاعا قليلا في الاستطلاعات في الأسابيع الماضي، جعل بايدن هدفه الأول.

ونشر ساندرز على تويتر فيديو مدته ثلاث دقائق ينتقد بايدن قبل المناظرة قائلا "لا أعتقد أن سجل بايدن سيحشد الطاقة التي نحتاج لها لهزم ترامب".

أما الرئيس فقد سعى إلى اقحام نفسه في الأضواء فاتهم ساندرز بأنه "شرير" وسخر من بايدن لذاكرته الضعيفة أحيانا، خلال تجمع لأنصاره في ويسكونسن.

وقال ترامب "علي أن أقول لكم إنهم لا يقومون بعمل رائع في المناظرات".

وقد ترخي أزمة سياسية تاريخية على النقاشات: محاكمة مرتقبة لعزل ترامب في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل من المرجح أن تجبر أربعة مرشحين على البقاء في واشنطن للقيام بمهام محلفين في إجراءات المحاكمة، بدلا من كسب اصوات الناخبين المترددين في أيوا.

ولا تختلف آراء الديموقراطيين بشأن المضي في محاكمة العزل في مجلس الشيوخ، وقالت وارن "من مسؤولياتي" أن أشارك كمحلف.

وتظهر استطلاعات الرأي في أيوا تأييدا بنسبة 20,7 بالمئة لبايدن وساندرز، يليهما بوتيدجدج ووارن بفارق خمس نقاط مئوية، وفق مركز ريل كلير بوليتكس للاستطلاعات.

وكلوبوشار التي أظهرت أداء جيدا في المناظرة السابقة، تراجعت نسبة التأييد لها إلى 7 بالمئة. وبلغت نسبة التأييد لستاير 2,7 بالمئة.

لكن السباق لا يزال ضبابيا إذ اظهر استطلاع في دي موين إن ستة من عشرة ناخبين لا يزال بالإمكان إقناعهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى