معركة تحرير صنعاء.. الأولوية لمن؟

> د. باسم المذحجي

> مايكل ايزتشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن، خرج بكلام غاية في الخطورة؛ حيث قال:

- أفضل توقيت للحسم العسكري في اليمن هو ذلك التوقيت الذي فيه الأسطول الأمريكي الخامس، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تضع الحوثيين تحت المجهر رغم أن الحوثيين وفروا كتيبة كاملة لحماية السفارة الأمريكية بصنعاء، ما يعني أنهم يدركون الخط الأحمر الأمريكي؛ لكن غاب عن عقليتهم بأن تواجد الجنرال في الحرس الثوري الإيراني عبدالرضاء شهلائي في صنعاء خلط كل الأوراق وغير لعبة الخط الأحمر الأمريكية في اليمن، حيث رصدت واشنطن مكافأة مالية تقدر بـ 15 مليون دولار أمريكي، والتي قد ترتفع إلى 30 مليون دولار أمريكي، ولقد سرب ايزتشتات كلاما في غاية الدقة والخطورة بما يفيد بأن الصواريخ الباليستية في المسرح العسكري اليمني محايدة، وتحت الرصد والمراقبة من قِبل البنتاجون الأمريكي.

وقالها ايزتشتات صراحة: "قوات التحالف العربي في اليمن لابد لها وتستثمر الهالة العظمى للتقنية العسكرية الأمريكية التي تم تركيزها في اليمن، وذلك بعد تهديدات الحرس الثوري الإيراني بالانتقام عبر وكلائه الحوثيين في اليمن.
الخلاصة التي فهمتها من ايزتشتات، بأن حرب جمع المعلومات هي المحدد وذروة سنام التحرك العسكري الناجح من وجهة النظر الإستراتيجية للخبراء الأمريكيين.

- بالرجوع للحركة الحوثية في اليمن، فهي تعتمد على المقذوفات الصاروخية المطورة، وألف باء تحديد الأهداف بدقة، والحوثيون لديهم عناصر متخصصة في سلاح منصات الكاتيوشا المتنقلة، والتي ثبت بأنها المسئولة عن مختلف الإصابات والأهداف التي لحقت مختلف معسكرات القوات الحكومية في اليمن، وآخرها مسجد معسكر الميل في مأرب.

كذلك هناك الطيران المسير، وهذا النوع مهامه استطلاعية تجسسية في اليمن، وقد يقوم ببعض المهام الانتحارية في نوع ما كما حدث في قاعدة العند الجوية في آخر هجوم تعرضت عليه، حيث أفصح ايزتشات فيما يخص المسيرات بأن الهجوم على منشآت أرامكو كان مصدره إيران، وعبر صواريخ كروز مجنحه، بينما الطيران المسير الذي انطلق من اليمن كان فقط استطلاعيا وللتمويه، وهذا كلام في غاية الخطورة، بأن المسيرات الحوثية كانت للتمويه بينما فقط الفاعل هي صواريخ كروز إيرانية مجنحة ذكية، وليست عمياء التي استهدفت بها إيران القواعد الأمريكية في العراق، وأفضت إلى حالات ارتجاج في المخ لعدد 11 عسكريا أمريكيا.

يتبقى في جعبة الحوثيين مختصو الهندسة العسكرية وخبراء زراعة الألغام الذين يديرون الحرب الدفاعية بكل غوغائية.

حرب مفتوحة
الأولوية في حرب تحرير صنعاء هي الوصول إلى نقيل ابن غيلان، وهذا الوصول لن يتم إلا إذا تم تحقيق نجاح كبير في حرب جمع المعلومات عن مواقع تواجد خبراء الألغام، والطيران المسير، ومواقع منصات الكاتيوشا المتنقلة، وتم استهداف عناصرها في أي مكان، وعلى حد سواء في الجبهات والمواقع العسكرية، أو فرص الظفر بهم في التجمعات المدنية كضرورة عسكرية اضطرارية تهدف إلى حرق واختزال مراحل الهجمات الحوثية المتوقعة مستقبلا.

كل ما نريد إيصاله في ختام هذا العمل بأن الجنرال العسكري (آندريه بوفر) قال في أبرز مؤلفاته بأن "الأحداث العسكرية تصنف حسب أهميتها، والحق في اختيار الوسائل الفعالة الملائمة لمجابهتها هو الخيار الإجباري والمتوقع في المسرح العسكري".

خلاصة التفكير العسكري الذي أقدمه بصفتي باحثا إستراتيجيا يمنيا يقود إلى الاستنتاج التالي: إذا مزجنا تحليلات المدير مايكل ايزتشات والعجوز الجنرال آندريه بوفر، فالمواقع التي ركزت فيها حركة الحوثية هجماتها هي مواقع مصادر النيران، أي هي ذاتها نقاط الضعف لدى مليشيات الحوثية، وهي جبهة نهم، وصرواح في صنعاء، وجبهة إب المواجهة للضالع، وجبهة كرش في لحج باتجاه تعز مع لحج وعدن، ما يعني بأنها مواقع تفتقد الحركة الحوثية فيها لأي حاضنة شعبية، والتقدم في هذه المحاور العسكرية سيعني نشوب انتفاضات مسلحة في داخل صنعاء، وتعز وإب تسقط الحوثيون من الداخل تلقائيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى