حيد ردفان.. مناطق محرومة من الخدمات ووعود بتنفيذ مشاريع لم تر النور بعد

> «الأيام» تقرير/ وضاح الحالمي

> تقع منطقة حيد ردفان على مرتفع جبلي يطل على مدينة الحبيلين ويمتد على طول سلسلة جبلية، يتبع جزء منها مدينة الحبيلين في حين الجزء الآخر تابع لمديرية الملاح. وتتكون من 15 عزلة تتقاسم جميعها المعاناة.

وتدرج حيد ردفان الجبلية ضمن المناطق المحرومة من الخدمات الأساسية في بلادنا، حيث يواجه الأهالي صعوبات كثيرة أثناء ممارستهم لأنشطة حياتهم اليومية ورغم هذه المعاناة التي يعيشها سكان حيد ردفان والواقع الأليم الذي يجعل البقاء مستحيلاً، إلا أن أبناء المنطقة لم يغادروا للعيش في المدينة بسبب الأوضاع المادية السيئة عموماً على الأهالي هناك، غير أن بعضهم يعتمد على تربية المواشي كمصدر للدخل، ما يجعلهم مرتبطين بمناطقهم أكثر.

مشروع الطريق الذي لم ينفذ هو المشروع الخدمي الأهم بالنسبة لأهالي المنطقة، فهم يعانون من صعوبة الوصول إلى مناطقهم بسبب وعورة الطريق، ومع أن هناك عدة طرق مؤدية إلى مناطق حيد ردفان أبرزها طريق عقبة شيئة الذي اعتمد الصندوق الدولي مشروع رصفه، وكذلك طريق العقلة الثمري وطريق آخر من اتجاه مديرية الملاح، إلا أن جميعها لم يتم تنفيذ المشاريع فيها حتى اللحظة.

المياه والصحة والتعليم خدمات يحتاجها سكان حيد ردفان كأساسيات لاستمرار الحياة، لكنهم لا يزالون يبحثون عن منظمات أو جهات داعمة تقوم باعتماد مشاريع لتوفير هذه الخدمات لمناطقهم المنسية.

مشاريع خدمية أخرى تحتاجها مناطق حيد ردفان، مثل المياه، والصحة، والتعليم ويبحث أهاليها عن منظمات أو جهات داعمة تقوم بتنفيذها.

الشيخ صالح سعد بارجيلة، عضو في المجلس الانتقالي بردفان، وصف حيد ردفان بأنها من المناطق النائية في مديرية ردفان ومناطقها مترامية الأطراف، كما أنها قدمت كوكبة من الشهداء وكانت منطقة انطلاق الثوار فلأبنائها دور عظيم وتاريخ مشرق في النضال وتلبية نداء الوطن، لكن هذا لم يشفع لها لدى السلطات فلم يكن لها نصيب من الخدمات التي تقسم.


وأوضح بارجيلة أن الوصول إلى هذه المنطقة الجبلية ذات التضاريس الوعرة التي اعتمدت مركزاً من مراكز مديرية ردفان الثمانية عشر، يتطلب رحلة سفر شاقة ورغم تعدد الطرق إليها إلا أن لكل منها حكاية في الصعوبة والوعورة، ففي مواسم الأمطار تقطع السيول الطرقات لفترات طويلة وذلك لأن جميع الطرقات تمر في بدايتها بوديان تعبر فيها السيول، كما أن الطرقات تمر بمنحدرات جبلية تتعرض للهدم في كل مرة تهطل فيها الأمطار، مؤكداً أن هناك جهات داعمة اعتمدت بعضاً من تلك الطرقات تلك المناطق التي يتمنى الأهالي الإسراع في تنفيذها لكي تسهم في التقليل من معاناتهم.

وفيما يخص الكهرباء قال: "إن الضغط العالي قد وصل إلى المنطقة ولم يتبقَ إلا ربط الشبكة الداخلية"، لافتاً إلى أن بعض من هذه الشبكة موجود في المنطقة والبعض الآخر لا يوجد، وهذا سبب رئيسي في تأخير ربط التيار الكهربائي كباقي المناطق، فمشروع كهرباء حيد ردفان كباقي المشاريع فيها لايزال قيد الانتظار والاعتمادات لا تنفذ.

وعرّج بارجيلة على واقع التعليم في المنطقة قائلاً: "يوجد في المنطقة عدة مدارس بعضها معرض للسقوط لقدمها والبعض الآخر على وشك أن تغلق، والسبب وراء ذلك هو النقص الشديد في أعداد المعلمين والمعلمات، وهذه معضلة يجب الوقوف لحلها".

أما بالنسبة للجانب الصحي فإن المنطقة تعاني احتياجاً في كل الأدوات والمستلزمات الصحية، ابتداءً من لوازم الإسعاف الأولي، في حين أن حيد ردفان بحاجة ماسة لهذه الإسعافات التي من شأنها أن تنقذ أرواح الأهالي كونها بعيدة عن مركز المدينة.


وأشار بارجيلة إلى أن هناك آبار سطحية تتغذى على هطول الأمطار إلا أن المنطقة بحاجة ماسة إلى آبار لتوفير المياه الجوفية، بالإضافة إلى ألواح شمسية لشفط الماء من الآبار، موضحاً بأنه في غير موسم هطول الأمطار يضطر الأهالي إلى استخدام الحمير لجلب الماء من مسافات بعيدة، أو تحمل نساء المنطقة احتياجهن من الماء على ظهورهن.

كما طالب بارجيلة الجهات الحكومية والمنظمات والصناديق الدولية بمساعدة أبناء هذه المنطقة والوصول إليها لتحسين ظروف ساكنيها المعيشية أسوة ببقية المناطق، بالإشارة إلى توفير آلات ومعدات لتعليم النساء الخياطة وبعض المهارات الأخرى لمساعدة الأسر على النهوض في مناطق عدة باستثناء حيد ردفان.

في حين قال فضل محمود فاضل القطن: في الجزء الآخر من حيد ردفان القريب لمديرية الملاح بأنه لا يوجد أي اهتمام من جانب المسئولين لشق طريق يناف، الرابط بين حيد ردفان ومديرية الملاح، والذي سعى الأهالي إلى شقها بجهود ذاتية لكنهم لم يجدوا الجهة المساعدة الداعمة، مشيراً إلى أنه تم اعتماد شبكة مياه لتلك المنطقة ولكن كغيرها من الاعتمادات لم تنجز إلى اللحظة ولم تعرف العراقيل التي حالت دون ذلك.

ودعا فاضل المسؤولين، وخصوصاً في مديرية الملاح، إلى مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم لشق الطريق الذي يوصلهم إلى المنطقة بأقل تكلفة ووقت وجهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى