أبرز ردود الفعل على خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط

> باريس «الأيام» أ ف ب

> عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء خطته للسلام في الشرق الأوسط التي سارع الفلسطينيون إلى إعلان رفضهم القاطع لها كونها تصبّ بقوة في صالح إسرائيل، في حين تباينت ردود الفعل الإقليمية والدوليّة بين مؤيّد ورافض وداع إلى درس الخطة بتأنّ قبل الحكم عليها.

وما إن أعلن ترامب الخطوط العريضة لخطّته التي طال انتظارها حتى سارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تأكيد رفض الفلسطينيين لها، مؤكّداً أن هذه الخطة "لن تمر وستذهب الى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة".

وقال عباس عقب اجتماع للقيادة الفلسطينية "يكفي أنّ الخطة اعتبرت القدس عاصمة لإسرائيل، أما الباقي فهو جديد ومهمّ، لكن أول القصيدة كُفر"، مؤكداً أنّه "إذا كانت القدس ليست عاصمة للدولة الفلسطينية فكيف سنقبل بذلك؟ مستحيل أي طفل عربي مسلم أو مسيحي أن يقبل بذلك".

ويتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، في حين تعتبر اسرائيل ان القدس بشطريها الغربي والشرقي عاصمة موحدة لها. وقد أكد ترامب أنّ خطته تنصّ على أن القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل.

بدورها أعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة رفضها خطة ترامب. وقال خليل الحية نائب رئيس حماس لوكالة فرانس برس "نرفض هذه الصفقة ولن نقبل بديلاً عن القدس عاصمة لدولة فلسطين ولن نقبل بديلاً عن فلسطين لتكون دولتنا ولن نقبل المساس بحق العودة وعودة اللاجئين".

"تكرّس الاحتلال"

وفي الداخل الإسرائيلي أعلنت القائمة المشتركة التي تمثّل الاحزاب والتيارات العربية في الدولة العبرية رفض خطة ترامب لأنها "تكرّس الاحتلال والاستيطان"، مشيرة إلى أنّ "هذه الصفقة ليست خطّةً للسلام، بل مخطط لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني ومنع السلام العادل".

أما الأردن فاعتبر على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي أنّ "حلّ الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً حقّه في الحرية والدولة على خطوط 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل (...) هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم".

وأكّد الصفدي أن "الاردن يدعم كل جهد حقيقي يستهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب، ويؤكد ضرورة إطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي".

من ناحيته وصف حزب الله اللبناني المدعوم من إيران الخطة الأميركية بأنّها "صفقة العار" ومحاولة للقضاء على حقوق الفلسطينيين "التاريخية والشرعية"، معتبراً أنّ هذه الخطة "لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عددٍ من الأنظمة العربية الشريكة سراً وعلانيةً في هذه المؤامرة".

بدورها قالت الخارجية الإيرانية إنّ "خطة العار التي فرضها الأميركيون على الفلسطينيين هي خيانة العصر ومحكومة بالفشل".

بالمقابل دعت مصر الفلسطينين وإسرائيل إلى "الدراسة المتأنية للرؤية الأميركية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية، لطرح رؤية الطرفين إزاءها".

بدورها اعتبرت الإمارات أنّ خطة السلام التي كشفها ترامب تشكل "نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى طاولة المفاوضات"، مؤكّدةً ترحيبها بهذه "المبادرة الجادّة".

وقال السفير لدى واشنطن يوسف العتيبة في بيان على تويتر "تقدّر الإمارات العربية المتحدة الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي".

وكان الدبلوماسي الإماراتي، إلى جانب نظيريه العماني والبحريني، أحد ممثلي الدول العربية الحاضرة لدى إعلان خطة ترامب في البيت الأبيض.

وتعقد الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية السبت في القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني لمناقشة خطة ترامب.

"ولدت ميتة"

أما تركيا فرأت أن خطة ترامب "ولدت ميتة"، واصفة إياها بأنها "خطة ضمّ (للأراضي) تهدف إلى نسف حل إقامة الدولتين وإلى سلب الأراضي الفلسطينية".

دولياً، دعت روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع في "مفاوضات مباشرة" لإيجاد "تسوية مقبولة للطرفين". وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف "يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية"، مشيراً إلى أنّ موسكو "ستدرس" الخطة الأميركية.

بدوره قال وزير الخارجية الالماني هايكو ماس إن الحلّ "المقبول من الطرفين" وحده يُمكن أن "يؤدّي الى سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين"، واعداً بدرس المقترح الأميركي.

وأكّد الاتحاد الأوروبي التزامه "الثابت" بـ"حلّ الدولتين عن طريق التفاوض". وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل في بيان باسم دول التكتل إن الاتحاد "سيدرس المقترحات المقدّمة ويقيّمها"، داعياً إلى "إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل" بهدف تحقيق حلّ تفاوضي.

وشدّد بوريل على "ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية ذات الصلة".

أما بريطانيا فرحّبت على لسان رئيس وزرائها بوريس جونسون بخطة ترامب، في حين قال وزير خارجيتها دومينيك راب إن الخطة هي "بكلّ وضوح اقتراح جدّي"، مناشداً الاسرائيليين والفلسطيين "درس الخطة بطريقة صادقة ومنصفة، وبحث ما إذا يمكن أن تشكل خطوة أولى للعودة إلى مسار التفاوض".

وفي نيويورك أكّدت الأمم المتحدة تمسّكها بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين "تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود عام 1967".

وأضافت على لسان المتحدث باسم أمينها العام أنّ "الامم المتحدة تظل ملتزمة مساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين على حل النزاع على اساس قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى