بسبب الإضراب عن العملية التعليمية.. طلاب مدارس عدن يتوجهون إلى سوق العمل مرغمين

> تقرير/ فردوس العلمي

> أولياء أمور: للمعلمين حقوق ولكن ليس على حساب مستقبل أبنائنا
في الوقت الذي يتوجه فيه الطلاب إلى مدارسهم كل صباح للتعليم، باتت الأسواق قبلة تلاميذ وطلاب مدارس العاصمة عدن ومدن المحافظات الجنوبية، نتيجة الإضراب عن أداء العملية التعليمية الذي ينفذه المعلمون للمطالبة بالحصول مستحقات كتسوية الرواتب وصرف التسويات وغيرها من الأمور التي يقول المعلمون بأن الجهات ذات العلاقة وعدت بصرفها لأكثر من مرة دون أن تفي بوعدها.

ما بين بيع ولعب في السوق
طلاب يفترشون أسواق وأرصفة شوارع المدينة ما بين بائع للسمك أو الخضروات وكذا الرغيف، فيما آخرون باتوا يقضون معظم أوقاتهم في لعب "البلياردو" أو على مقاعد مقاهي النت، الأمر الذي يقود جيل المستقبل إلى الضياع.
"الأيام" نزلت إلى عدد من أسواق المدينة وأعدّت مادة صحفية استطلعت من خلالها رأي تلاميذ وطلاب المدارس، لكونهم الضحية الوحيدة من الإضراب عن العملية التعليمية.

سلمان أحمد
سلمان أحمد
التلميذ سلمان أحمد سالم (الصف التاسع) اعتبر الإضراب خطأ كبيراً على طلاب المدارس ومستقبلهم، مشيراً إلى أنهم بات يقضي وقته في قراءة القرآن والجلوس في المكتبة والبحث عن عمل.
فيما أوجد الطفل خلدون مهيوب، (11 عاماً)، لنفسه فرصة عمل أمام سوق البلدية في مدينة كريتر، إذ خصص له بسطة صغيرة لبيع أقراص الرغيف.
الطالب خلدون مهيوب في بسطته يبيع الرغيف
الطالب خلدون مهيوب في بسطته يبيع الرغيف

مهيوب طالب في الصف السادس من مرحلة التعليم الأساسي، أحد ضحايا عملية الإضراب، أضاف معلقاً على إيقاف العملية التعليمية: "حينما يأتي المعلمون إليّ لشراء الرغيف أسألهم عن وقت افتتاح المدارس، فيجيبوني بالقول: لما نستلم الراتب"، يتمنى مهيوب العودة إلى المدرسة بدلاً من الجلوس تحت أشعة الشمس لبيع الرغيف في كل يوم، كما يقول.

فيما يؤكد وجيه محمد، طالب في الصف السابع بإحدى مدارس عدن، بأن إضراب المعلمين هو من دفع به لبيع "الأسماك".
ويضيف في حديثه لـ "الأيام": "فضلت أن أبيع السمك هنا مع أخي بدلاً من أن أضيع وقتي بالعلب في الشارع".
الطالب وجيه يبيع السمك مع أخيه
الطالب وجيه يبيع السمك مع أخيه

مطالبات برفع الإضراب
الطالب سليمان في صف ثلاث ثانوي، هو الآخر توجه مرغماً لبيع الأسماك نتيجة للإضراب حتى لا يضيع وقته في الأسواق وغيرها، كما يقول.
وأوضح لـ "الأيام" الطالب تامر أحمد علي، (أولى ثانوي) أن هناك من المعلمين من هم مضربون، وآخرون يؤدون مهامهم ولكن بشكل غير مكتمل، مؤكداً بأن الوكلاء هم الوحيدون المنضبطون والمؤدون لمهامهم التعليمية على أكل وجه.
الطالب سليمان يبيع الأسماك
الطالب سليمان يبيع الأسماك

وأضاف معلقاً على الإضراب بالقول: "لهم الحق في ذلك؛ ولكن ليس لدرجة إيقاف الدراسة وأن يحرموا تلاميذهم وطلابهم من العملية التعليمية".
مريم مجيد
مريم مجيد
فيما تساءلت التلميذة مريم مجيد، (ثالث ابتدائي) بالقول: "ليش المدارس الخاصة يتعلمون يومياً ونحن مدارسنا مقفلة؟".

ميار مجيد
ميار مجيد
وطالبت أختها ميار مجيد، التلميذة في الصف الخامس معلميها برفع الإضراب لتتمكن من مواصلة تعليمها.
زهرة وحيد
زهرة وحيد
زهرة وحيد هي الأخرى طالبت بإنهاء الإضراب، معتبرة بأن إيقاف العملية التعليمية ليس في مصلحة الطلاب ومستقبلهم.

وأكدت زهرة بأن قلة الراتب الذي يتقاضاه المعلمون ليس مبرراً لما أقدموا عليه من حرمان الطلاب من التعليم.

"المعلمون تخلو عنا"
آمال وحيد
آمال وحيد
الطالبة آمال وحيد الصف الخامس ابتدائي تقول: "معلمونا مضربون، وإضرابهم أضر بنا كثيراً نحن الطلاب، حيث أصبحنا بلا تعليم لإغلاق المدارس الحكومية".
وتضيف في حديثها لـ "الأيام": "نحن مشتركون في مكتبة مسواط، وهي حالياً البديل أمام الكثير من الطلاب والتلاميذ؛ ليمارسوا هوايتهم ويتعلموا، ويستغلوا هذا الوقت في القراءة والاطلاع وتعليم الأشياء الجديدة وكل ما هو مفيد".

عبدالله حسين
عبدالله حسين
الطالب عبدالله حسين (الصف الرابع) كان هو الآخر متواجداً في المكتبة، وأضاف: "نحن هنا في مكتبة مسواط نقرأ ونتعلم ونكتب فالمدرسون قفلوا المدارس وتخلوا عنا، ولكن الحمد لله أن هذه المكتبة أصبحت تجمع الأطفال ولولا وجود هذه المكتبة لكنا في الشوارع أو نائمين في البيت"، مطالباً في السياق بضرورة رفع الإضراب الذي عاد عليهم بضرر كبير.

عدم استجابة
عبدالرحمن فاروق
عبدالرحمن فاروق
عبدالرحمن فاروق، أنهى الثانوية العام قبل أربع سنوات يقول: "المدرسون يطالبون بحقوق وزيادة المرتبات ونقاش كثير؛ ولكن للأسف الشديد لم يستجب لمطالبهم أحد، والحمد لله في أيامنا لم نعانِ من الإضراب؛ لأن كل شيء حينها كان رخيصاً، غير ما هو في الوقت الحالي والذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وكل متطلبات الحياة الأساسية، بل أضحت أمامها الراتب لا يفي بالغرض".

"لهم حقوق وعليهم واجبات"
عباس الصائغ
عباس الصائغ
بدوره، قال عباس الصائغ، وهو موظف في البنك المركزي: "المعلمون لهم حقوق وعليهم واجبات"، وحسب رأيه، فإن الإضراب في هذا التوقيت خطأ، لكون الزمن لا يساعد في ذلك لاسيما أن المتبقي من الفصل الدراسي شهرين اثنين فقط، كما أن رمضان على الأبواب.

ويضيف في حديثه لـ "الأيام": "الشعب والدوائر الحكومية يعانون من الغلاء، ونحن مع مطالب التربية والتعليم وكل الدوائر الحكومية المطالبة بحقوقها نحن مع مطالب التربية وبنفس الوقت ضد تدهور العملية التعليمية خاصة في عدن والجنوب عامة، وهناك وجود أيادٍ تعمل على إفساد العملية التعليمية في عدن بتعمد، ولا نحمل المعلم ولا الوزارة، وهناك استحقاق للمعلم ويجب أن يكون هناك تواصل مع الوزارة لحل الإشكال وإنهاء الإضراب"، مضيفاً "نحن مع مطالب المعلمين ولكن ليس على حساب أولادنا".

ولي أمر تحدث لـ "الأيام" عن معاناته من توقف العملية التعليمية بالقول: "أنا ولي أمر لدي أربعة أبناء كلهم متوقفون عن الدراسة، وأصبح مستقبلهم في مهب الريح، فعن أي تعليم نتحدث والوزير وفريق طويل عريض يشارك في جيبوتي عن تطوير التعليم وكل المدارس مغلقة والطلاب في الشوارع، هؤلاء ناس تخلوا عن مهامهم التربوية والتعليمية ولا يفكرون إلا بمصالحهم؛ بل إنهم ضربوا بمصالح الطلاب بعرض الحائض".

وما بين إيقاف التعليمية من قِبل المعلمين والمشروط رفعه بالحصول على مطالبهم وحقوقهم والتعامل غير الجاد من قِبل الجهات المعنية بالأمر، سقط التلاميذ والطلاب ضحايا بدون أي ذنب يقترفونه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى