سخط شعبي إثر إغلاق مطار الريان وناشطون يلوحون بمقاضاة الحكومة

> تقرير/ خاص

> يُعد مطار الريان الدولي بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، الشريان الجوي والرئة التي يتنفس بها أبناء حضرموت والمحافظات المجاورة إلى جانب مطار سيئون، وكانا يشكلان مورداً رئيسياً للاقتصاد الوطني وبوابة رئيسية لحضرموت مع العالم الخارجي.

مطار الريان أُغلق أبّان سيطرة القاعدة على المكلا، وتم إعادة تشغيله في 27 نوفمبر العام الماضي لرحلة مدنية واحدة فقط قادمة من القاهرة، ليتم إغلاقه مرة أخرى، الأمر الذي شكّل عبئاً على مطار سيئون، وأصبح المواطنون وخصوصاً أبناء حضرموت الساحل يعانون من صعوبة التنقل والوصول إلى سيئون بكل سهولة ويسر لاسيما المرضى منهم.

إغلاق تسبب مؤخراً بخلق حالة غضب عارمة في أوساط أبناء المحافظة، كما باتت مواقع "السوشيال ميديا" الحضرمية حالياً، مشتعلة بالمنشورات والمقالات والتعليقات المختلفة الموجهة ضد السلطة المحلية والحكومة الشرعية والتحالف، نتيجة إعادة إغلاق المطار الدولي دون أي مبرر، كما يقولون.
ويتداول الناشطون الحضارم هاشتاج (مطار_الريان_الدولي فكوا_الغلق)، لإبداء غضبهم، وتشكيل رأي عام ضاغط تجاه الشرعية والتحالف للتسريع بإعادة فتح المطار، وتهيئة الشارع الحضرمي للثورة ضد هذه التصرفات المهينة وغير المسئولة والمتعمدة.

مقاضاة الحكومة
من جهته، أكد المحلل السياسي عبدالحكيم الجابري، أن تسيير أولى الرحلات إلى مطار الريان الدولي في 27 نوفمبر 2019م أسقطت كل الادعاءات التي كانت تمنع تشغيله وأطاحت بآخر حجة كان يدعيها من أغلقوه لنحو خمس سنوات.

وأضاف في تغريدة له: "بتنا جميعاً نُدرك أن لا صحة لكل ما يُقال عن وجود مبررات لاستمرار تعطيل مطار الريان، إلا أن كان هناك من يهدف إلى استمرار تعذيب مواطنينا، أو الإيحاء للعالم أن حضرموت منطقة غير آمنة، فإن كان الأمر كذلك فإن مردود ذلك سيكون سلبياً أولاً على التحالف العربي الذي جاء لمساعدة الحكومة على تحقيق السلام واستتباب الأمن في ربوع البلاد، كما أنه سيكون عنوان فشل للشرعية، بأنها لم تستطع تأمين وتطبيع الحياة في منطقة لم تشهد حرباً، وظلت بعيدةً تماماً عن النيران المباشرة للمتصارعين"، مؤكداً أن مطار الريان لم يُغلق إلا في وجوه الحضارمة، كما أن طائرات الأمم المتحدة تهبط وتقلع منه كل سبت، في برنامج أسبوعي ثابت أُضيف إليه يوم الثلاثاء للطائرة القادمة من محافظة سقطرى للتزود بالوقود.

وتابع بالقول: "كانوا يبررون إغلاق المطار برفض التحالف العربي إعادة تشغيله، فانكشف كذبهم وزيفهم، وتأكد لنا أن قيادة التحالف أكثر حماساً ورغبة في تشغيله، بل إنهم (أي قادة التحالف) يستغربون عدم تشغيله، رغم الإعلان عن إعادة فتحه وتسيير أولى الرحلات إليه منذ أكثر من شهرين؛ بل لم تُعد هناك أية مبررات أمام الحكومة وهيئة طيرانها الاستمرار في تعطيل هذا المطار، ومنع الرحلات منه وإليه، فتلك وصمة عار في وجوههم، أن يتم تشغيل مطار صنعاء وتسير منه رحلات مباشرة إلى الخارج، وهو الذي يقع في منطقة حرب وصراع مسلح، وأن يظل مطار الريان مغلقاً، وهو الذي يقع في أكثر المناطق أمناً وأماناً على مستوى اليمن".

وناشد الجابري، الأمم المتحدة وجميع منظمات حقوق الإنسان، إجبار الحكومة اليمنية وهيئة طيرانها، على إعادة تشغيل مطار الريان، وتسيير الرحلات الداخلية والخارجية منه وإليه، كحق من حقوقنا بصفتنا مواطنين، فحق التنقل تكفله الشرائع السماوية وقوانين الأرض. وأضاف متسائلاً: "لماذا يُحرم شعبنا من حقه من السفر عبر هذا المنفذ الحيوي؟ ولماذا تحرم بلادنا من حق الاستفادة منه اقتصادياً؟". داعياً المنظمات الحقوقية المحلية، وكل الناشطين في مجالات حقوق الإنسان "إلى التحرك باتجاه مقاضاة الحكومة اليمنية وهيئة الطيران، ورفع الدعاوى عليهما في مختلف المحافل القضائية المحلية والدولية، باعتبارهما ينتهكان حقوق شعبنا في السفر والتنقل بحرية، ويعرضان الاقتصاد الوطني لمزيد من الخسائر، بالإبقاء على مطار الريان مغلقاً وعدم تسيير الرحلات عبره رغم جهوزيته.. ولهذا إن اكتفينا بالتشكي فقط دون التحرك ستستمر الحكومة وهيئة طيرانها في تجاهل ومصادرة حقنا في تشغيل المطار، وستستمر معاناتنا ومعاناة مرضانا والمواطنين الذين يحتاجون للسفر إلى الخارج".

مطالبات بتحرك شعبي
وأكد ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي أن الغضب بـ "الكتابة" لا يكفي؛ بل إن المطلوب هو تحرك شعبي وجماهيري على الأرض لإجبار الحكومة ووزرائها بسرعة تشغيل المطار وتسيير الرحلات منه وإليه.
وعلّق الناشط الحضرمي، سمير الكثيري، على تقديم وزير خارجية بريطانيا شكره لكافة الأطراف المشاركة في تسيير الجسر الطبي الجوي للمرضى من صنعاء قائلاً: "مرضى الحضارمة لا بواكي لهم"، مضيفاً "الخزي والعار من نصيب حكومة الشرعية المتعمدين لاستمرار إغلاق مطار الريان".

وأضاف: "تعمدت الحكومة الشرعية ووزراؤها، على رأسهم وزير النقل، صالح الجبواني، على إغلاق مطار الريان الدولي، تحت ذرائع عدة منها اتهام للتحالف بالعرقلة، غير أن ذلك التحالف أثبت عدم صحته ذلك حينما سمح للإعلاميين بالدخول إلى المطار وتأكيده أن المطار جاهز لكافة الرحلات، وهنا تبيّن أن المعرقل الوحيدة من طرف (حكومة هادي)".

مناشدة
من جهته، طالب د. خالد باوزير، أستاذ التاريخ في جامعة حضرموت، في منشور له تحت عنوان "مناشدة الجهات المعنية في المحافظة بالاضطلاع بدورها".

وجاء في نصه: "إلى كل المنظمات الحقوقية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني في حضرموت، عليكم مسئولية وطنية وإنسانية تجاه حضرموت وأهلها، لمواجهة تعنت الحكومة وهيئة الطيران المدني، واستمرارهما في منع تسيير رحلات الطيران من وإلى مطار الريان الدولي، رغم جهوزيته وإعادة تأهيله بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات، ورغم ما تنعم به حضرموت الساحل من أمن واستقرار، بينما باقي المطارات وفي أماكن خطرة تعمل، وهناك استعدادات لتشغيل مطار صنعاء وهي منطقة حرب وصراع مسلح".

ومن المفارقات في هذا السياق باتت وسائل الإعلام التابعة للحوثي تتداول خبراً، مفاده أن رئيس ما يسمى المجلس السياسي يناقش مع رئيس وزراء حكومتهم ومع محافظ حضرموت المعين من قبل جماعته السبل والإجراءات لفتح مطار الريان الواقع في حضرموت التابعة لحكومة الشرعية والمؤيد للتحالف العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى