واقعنا من أحاديث نبيّنا

> إن الناظر اليوم لحال مجتمعنا اليمني بشكل خاص والأمة الإسلامية بشكل عام، يجد حالة من عدم الاستقرار، وانتشار الحروب والنزاعات، وتدني القيم، وضنك العيش، وغيرها من المشاكل. ولو تمعنّا في كتاب الله وأحاديث نبينا الكريم لوجدنا الكثير منها تنطبق على واقعنا اليوم، وفي مقالي هذا سوف أسرد بعض الأحاديث الصحيحة التي تحاكي بعض أحوال مجتمعنا اليوم، والتي استوقفتني حينما كنت اتصفح أحد الكتب.

* روى ابن كثير في تفسيره أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل، هل يسرق المؤمن؟ فأجاب بأنه ربما وقع منه ذلك ولكنه يتوب ويندم، فسألوه: هل يزني المؤمن؟ فأجاب بمثل ذلك، فقالوا: هل يكذب المؤمن؟ قال: لا.

فانظروا إلى مجتمعنا اليوم، هل يوجد فيه من يكذب؟

* وفي الحديث الصحيح أن علامات النفاق ثلاث: منها إخلاف الوعد، والذي يخلف الوعد هو في رأي الإسلام ثلث منافق! فهل في مجتمعنا من يخلف وعداً؟، هل فيهم من يعدك الساعة الثامنة ويأتي في الساعة التاسعة؟، وهل تدعى إلى وليمة ثم يؤخرون تقديمها لانتظار الذي تأخر ولم يأتي الموعد، فيعاقبون من أتى في الموعد المحدد بذنب من تأخر؟.. ابحثوا وأخبروني.

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "من غشنا" وفي رواية (من غش) فليس منا".

وهذ الحديث، بلسان أهل العصر، مرسوم شرعي بطرد من يغش المسلمين، أو يغش اطلاقاً، من الجنسية الإسلامية وحرمانه من حقوقها.

فهل في مجتمعنا من يغش؟ هل ينقص بعض المقاولين الإسمنت أو يأتي بمواد رديئة ليستخدمها في البناء وغيره، ويغش الدولة، أو من اتفق معه؟ هل طلبت جهاز إلكترونياً، أو قطعة من القماش، حسب مواصفات معينة من أحد المتاجر الإلكترونية، وتم إرسال طلبك بمواصفات غير التي طلبت؟ هل يشتغل عندك العامل، أو عند الدولة ست ساعات ويتكاسل عن ساعتين، ويأخذ أجرة يوم كامل؟ هل وهل في مجتمعنا أثر للغش؟. إن وجدتم هذا الأثر عند أحد المسلمين فأبلغوه أن رسولنا الكريم قد طرده من الجنسية الإسلامية.

* وفي الحديث الصحيح أن أعرابياً كان له دين على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فجأ يطالبه بشدة وغلظه، فنهره الصحابة وقالوا: ويحك أتدري من تخاطب؟ قال: إني أطلب حقي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل فاستدان مالاً فوفى الإعرابي دينه، وزاده شيئاً كثيراً. فقال الإعرابي: أوفيت أوفى الله لك. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف حقه فيها، فهل يأخذ الضعيف حقه فينا كاملاً؟ وإذا دخل مجمعاً حكومياً أو مرفق من المرافق لإنجاز معاملة ما، هل يعامل معاملة القوي الغني، أو صاحب النفوذ والواسطة؟ وإذا طلبك من هو أضعف منك بحق له، هل تسرع إلى أدائه حقه مثلما تسرع إلى أداء من هو أقوى منك؟!

علينا أن نفكر في الجواب الصحيح، فإذا كان "نعم" فنحن مجتمع مقدس، وإن كان غير ذلك فعلينا مراجعة أنفسنا.

* وفي الحديث الصحيح: "لم تظهر الفاحشة (أي الزنا واللواط ومقدماتهما) في قوم إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع، ولم ينقصوا الكيل والميزان إلا أُخذوا بالسنين والشدة وجور السلطان".

من صفات المجتمع الإسلامي أن الفاحشة لا تظهر فيه ولا يجد الداخل عورات بادية، ولا فجوراً معلناً، وأن الصدق والأمانة منتشرة، فهل مجتمعنا خالٍ من هاتين الرذيلتين؟

* وفي الحديث الصحيح: "من احتكر طعاماَ فهو خاطئ"، أي مذنب.

فهل في مجتمعنا تجار يحتكرون المواد الغذائية أو غيرها من المواد؟، هل هناك أطراف أو جماعات تآمروا على الشعب، فأغرقوه في الحروب والنزاعات، فخربوا البلاد وتشتت العباد من أجل مصالحهم الشخصية، بعيداً عن الوطنية التي يدعونها زيفاً وبهتاناً.

* وفي الحديث الصحيح: "من باع بضاعة فيها عيب ولم ينبه إليه، لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه".

فهل فينا من يرتضي لنفسه أن يكون في مقت الله مقابل ريالات يربحها من حرام؟

ابحث عزيزي القارئ في أحوال مجتمعنا، وانظروا أين نحن اليوم من الإسلام!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى