أعمدة إنارة الشوارع خطر يتربص بأهالي زنجبار

> تقرير/ عبد الله الظبي

> - مواطنون: سُرقت كابلات الإنارة في حرب 2011م ثم أُعيد جزء منها بطريقة عشوائية
- مدير الأشغال العامة بأبين: ما يتم الآن من إنارة فهو خارج إطارنا أو التنسيق معنا
تشكل أعمدة الإنارة المفتوحة في الشوارع مدينة زنجبار العاصمة محافظة أبين خطراً على حياة المواطنين، خصوصاً الأطفال، ويزداد قلق المواطنين ومخاوفهم على أطفالهم أثناء هطول الأمطار مع لا مبالاة المسئولين في مؤسسة الكهرباء والسلطة المحلية الذين لم يكلفوا أنفسهم إعادة صيانتها أو الالتفات إليها.
وناشد مواطنون، التقتهم «الأيام»، قيادة المحافظة ممثلة بمحافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم ومدير عام المؤسسة العامة للكهرباء والسلطة المحلية في المديرية إيجاد حلول عاجلة وإعادة تغطية فتحات الإنارات، تجنباً لوقوع ضحايا.
المواطن عدني باهادي انتقد في حديثه لـ«الأيام» تقصير الجهات الحكومية، وقال: "تمت عملية سرقة للأسلاك الكهربائية الخاصة بأعمدة الإنارة مع نزوح المواطنين في حرب 2011م، وبعد عودة المواطنين إلى زنجبار تم إعادة جزء من الإنارة بطريقة عشوائية لغرض إضاءة الشوارع، وهو عمل تطوعي نفذته مبادرات شبابية في زنجبار".

دور سلبي للسلطة المحلية
وأضاف: "في عام 2019م جرت صيانة الإضاءة من قِبل السلطة في المديرية وفاعل خير، حسب ما عرفنا من الشباب الذين نفذوا العمل، لكن الشيء المحزن أنهم لم يعملوا حماية على الأسلاك في الأعمدة، وهي بشكل ظاهر، حيث تشكل خطورة على الأطفال، وكذالك المارين بجانب الأعمدة".
وتابع قائلا: "دور السلطة المحلية في المديرية سلبي وكل اهتمامها ينصب حول المشاريع التي تأتي من المنظمات، لكن يغيب دورهم في مسائل الصيانة والتي تنطوي عنها مخاطر على حياة الناس، وعبر «الأيام» أناشد السلطة المحلية في المديرية أن تكلف فريقاً مختصاً من الكهرباء بتركيب أغطية لأعمدة الإنارة حرصاً على أرواح الأطفال والمارة". 

من جهته، قال المواطن محمد شريهد: "نحن في محافظة أبين نعاني من كثير من المشاكل التي هي تضاعف من معاناة المواطن، ومشكلة أعمدة الإنارة المفتوحة واحدة من مشاكل الإهمال التي تتربص بحياة المواطن في أبين نتيجة لغياب الدولة وقيام ضعاف النفوس بالاعتداء على البنى التحتية والممتلكات الخاصة".
وأضاف شريهد: "خطر هذه المشكلة على الأطفال أكبر من كبار السن، فالشوارع والحواري أماكن يتواجد فيها الأطفال ويلعبون، وقد يتجهون إلى أعمدة الإنارة ويفقدون حياتهم صعقاً بالكهرباء بسبب جهلهم".

واستعرض شريهد لقصة حدثت مع أحد المواطنين من كبار السن تُوفي صعقاً بكهرباء أحد أعمدة الإنارة عندما حاول الاتكاء عليه ففارق الحياة، مطالباً الجهات المختصة بإغلاق فتحات أعمدة الإنارة في شوارع المدينة.

حملات لتوعية الأطفال بالخطر
عبدالعزيز باداس
عبدالعزيز باداس
وذكر الإعلامي عبد العزيز باداس أن "أعمدة الإنارة المفتوحة دائماً ما يحدث فيها شرر كهربائي عقب هطول الأمطار"، مشيراً إلى أنها "أصبحت تشكل خطر على حياة المواطنين".
ودعا إلى تنفيذ حملة توعية من مخاطر هذه الإنارات المفتوحة، حتى تستيقظ الجهات الحكومية وتقوم بصيانتها.

غياب مؤسسة الكهرباء
وأشار باداس إلى غياب دور مؤسسة العامة للكهرباء في إجراء صيانة لفتحات أعمدة الإنارة، مطالباً المجتمع المدني بالمدينة والمحافظة القيام بعمل حملات توعية للمواطنين وخاصة الأطفال من أجل تجنب خطر هذه الإنارات المفتوحة.
من جهته، قال المواطن حافظ القعود: "الإنارات المفتوحة في شوارع مدينة زنجبار عاصمة المحافظة كانت في السابق خارج الجاهزية وتعطلت خلال الحرب التي شهدتها المحافظة العام 2011م، واليوم بعد إعادة تشغيلها لم تجرَ لها صيانة كافية وتحولت إلى خطر على حياة المواطنين وخاصة الأطفال الذين يمرون من جانبها".
وأضاف: "للأسف الشديد الجهات المختصة في المحافظة والمديرية غائبة وليس من اهتماماتها مثل هكذا أخطار، نسأل الله أن يوفقهم لرؤية الصواب وحماية أرواح الناس من هذا الخطر".
من جانبه، قال محفوظ صالح فرج: "إعادة تشغيل أعمدة الإنارة عمل جيد لإضاءة شوارع مدينة زنجبار، وكان على القائمين على إعادة تشغيل الإنارة أن يراعوا أثناء عملية تركيب الإنارات المفاتيح على مستوى مرتفع بشكل لا يوصل لها الأطفال الذين يلعبون في الشوارع في حالة هطول الأمطار".
وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "قد يأتي أحد الأطفال ويدخل حديد في أحد المفاتيح الكهربائية في عمود مفتوح وتصعقه الكهرباء، فالأطفال هنا لا يجدون حدائق عامة أو متنفسات ويتخذون من الشوارع مكاناً للعب".. مطالباً الجهات الحكومية ومؤسسة الكهرباء بإيجاد حلول تتمثل في رفع مستوى مفاتيح الإنارات من الأرض حتى لا تصل إليها أيادي الأطفال.

أسباب متعددة وعمل عشوائي
من جهته قال مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرقات بمحافظة أبين، م. خالد الحميقاني، في رده عن سؤال الصحيفة عن تأخر الجهات الحكومية في إعادة صيانة مفاتيح أعمدة الإنارة: "نحن مسئولون عن أعمدة إنارة الشوارع، وإن إمداد وتغذية الأعمدة وقطع التيار من مسئولية المؤسسة العامة الكهرباء، ولكن ما يتم الآن من إنارة لبعض الشوارع يتم خارج عن إطارنا أو حتى التنسيق معنا أو حتى استشارتنا عن الأعمال المطلوبة، ليس العمل أن تنير الشارع، ولكن أيضا أن ترفق كلفة العمل والأعمال التي تحمي الناس وبخاصة في الشوارع والأسواق".

تأخير اعتماد مخصصات الصيانة
وأضاف الحميقاني: "ديوان الوزارة يتكفل بدفع قيمة فواتير الكهرباء الشهرية الخاصة بإنارة الشوارع بناء على فاتورة ترفع من مؤسسة الكهرباء، وأغلب الكابلات والأسلاك تعرضت للنهب، وكذا تم قلع عدد كبير من أعمدة الإنارة أثناء الحرب، وبالذات خط العلم، وبدعم من المحافظ تم نقل معظم الأعمدة الساقطة من خط العلم إلى ساحة ملعب خليجي 20، وحاولنا أن ندخل إنارة الشوارع ضمن أحد المشاريع ولكن تأجل النظر في اعتمادها لمرحلة لاحقة بمبرر أن كهرباء زنجبار غير قادرة على تغطية احتياجات المساكن حاليا".

واختتم في حديثه مع «الأيام» قائلا: "لا توجد حتى الآن أي مخصصات أو موازنات خاصة ببند صيانة أعمدة الإنارة، وكانت الأمور من سابق ومشاريع الكهرباء تقتصر على  ديوان الوزارة بصنعاء، وحتى الآن لم يتم تفعيل إدارة الإنارة في ديوان الوزارة بعدن".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى