طبيب الغلابى: أتاجر مع الله وحزين لكشف ما أقدمه للناس طيلة 30 عاما

> لم أتقدم لمسابقة "صناع الأمل" وفوجئت بفريق المؤتمر أمام منزلي

> هاني فتحي
قرابة الخمسين كيلو متر أقصى جنوب غرب محافظة بني سويف داخل إحدى القرى البعيدة عن أضواء المدينة يقطن طبيب الغلابة وأسرته داخل منزله بقرية طلا التابعة لمركز الفشن أقصى جنوب محافظة بني سويف، ورغم الظلام الدامس طوال الطريق من سمسطا إلى القرية، إلا أن الوضع تغير أمام منزل الدكتور مجاهد مصطفى مختلف، فأعمال الخير تضيء منزل الطبيب الذي تم اختياره ضمن 5 أشخاص في مبادرة "صناع الأمل" العالمية بدولة الإمارات بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ حمدان بن راشد ولي عهد دبي، و12 ألف شخص من المدعوين.

باب المنزل المفتوح على جانبيه لاستقبال أهالي القرية والقرى المجاورة لتقديم التهنئة للطبيب، ولم يتوقف عن استقبال المهنئين طيلة حوار اليوم السابع معه.
وروى الدكتور مجاهد مصطفى كواليس قصته التي أصبحت حديث العالم قائلا: "أنا متزوج وأنجبت كلا من مروة مدرس مساعد بالمستشفى الجامعي، منار وهاجر صيدلانيتين، ومنى معيدة بقسم الباطنة بالمستشفى الجامعي، خديجة رابعة طب بشري، دعاء ثالثة طب بشري، محمد بالصف الثاني الثانوي العام".

وأبدى طبيب الغلابة حزنة الشديد لكشف ما كان يفعله طيلة ثلاثين عاما من علاج المرضى بأجر رمزي وتقديم المساعدات للفقراء والأيتام من أهالي القرية والقرى المجاورة قائلا: "تجارتي مع الله ولا أبغي من الدنيا شيئا ولا أنتظر التكريم سوى من المولى عز وجل".
وعن تقدمه للمسابقة قال الدكتور مجاهد مصطفى: فوجئت بالقائمين على مبادرة صناع الأمل بالاتصال بي وإخباري بقيام أحد الأشخاص بترشيحي للمسابقة، كما فوجئت بالمنظمين داخل منزلي للتسجيل معي وطلبت منهم الانتظار وحصلت على فتاوى من الأزهر الشريف بجواز إظهار ما قمت به لأكون قدوة للآخرين".

وأضاف الدكتور مجاهد: "عندما ذهبت للتكريم جلست بجوار الدكتور مجدي يعقوب، ودار بيننا حوار قدمت خلاله الشكر له على ما قدمه ويقدمه، وتفاجأت بمعرفة الدكتور مجدى يعقوب بقصتي".
وعن حديثة مع الشيخ محمد بن راشد، قال طبيب الغلابة، إن الشيخ محمد بن راشد قال لي إن المصريين أهل خير على مدار العمر.

وتحدث الدكتور مجاهد مصطفى على استحياء عن قصته قائلا "بدايتي كانت من وصية والدي الذي أوصاني على الفقراء وطالبني بمساعدتهم ولا أنسى مقولته الشهيرة (وأنت طالع من بيتك لعيادتك لا تكذب ولا تسرق حد عشان أنت دكتور، المريض بيعطيك نفسه وماله فلابد أن تكون على قدر المسؤولية)".
وأضاف طبيب الغلابة: "تركت التعيين في مستشفى سمسطا وتفرغت لعلاج الغلابة لمدة 30 عاما، بأجر رمزي بدأ من 3 جنيهات حتى وصل إلى 10 جنيهات، قبل أن يفكر مرة أخرى في إعادته إلى 5 جنيهات عقب تكريمه".

وأكد طبيب الغلابة أنه يجري الكشف يوميا من السادسة صباحا وحتى الخامسة مساء، مشيرا إلى أنه يجري الكشف يوميا على ما يقرب من 250 مريضا.
وتابع طبيب الغلابة: "لدي 7 أبناء 6 منهم من الإناث وذكر، 6 منهم بين أطباء وصيادلة، وأساتذة جامعات، ووصلوا لمكانة مرموقة في المجال الطبي، لكن كشفهم غالٍ إلا أنهم يشاركونني في عملي الخيري".

وقال طبيب الغلابة المكرم من الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى في مؤتمر صناع الأمل 2020، إن الأموال الخاصة لتجهيز المستشفى الخيري الذي سوف يقيمها جاهزة ولا ينقصه سوى إنهاء الإجراءات الإدارية.
وأضاف الدكتور مجاهد أنه سوف يلتقي الدكتور محمد هاني محافظ بني سويف، وسوف يتحدث معه في إجراءات الحصول على الترخيص الخاص بالمستشفى الخيري داخل قريته.

وتحدثت لـ "اليوم السابع" زوجة الدكتور مجاهد مصطفى التي يعتبرها أيقونة حياته، أن زوجها يقوم بأعمال خير كثيرة منها مساعدة الفقراء واليتيمات وجلب الملابس والأدوات المدرسية للأطفال الأيتام والفقراء في بداية كل عام دراسي جديد.
وكان محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي قد كرم صنّاع الأمل في الوطن العربي، وكان من بين صناع الأمل الخمسة الدكتور المصري مجاهد مصطفى علي الطلاوي، الذي يقدم الرعاية الصحية منذ عقود برسم رمزي أو دون مقابل، ويدعم الفقراء والمحتاجين والأيتام في قريته.

ومجاهد مصطفى الذي تكرمه الإمارات قد اشتهر بـ "طبيب المساكين" في قرية طلا ببني سويف، واعتذر عن التعيين بالقصر العيني لينفذ وصية والده، وعالج 2 مليون حالة خلال 30 عاما بمعدل 60 ألف حالة سنوياً.
وأجرى مجاهد آلاف العمليات الجراحية بمبلغ رمزي "10 جنيهات" ويجري الكشف يوميا على 250 حالة من قرى الصعيد، ويساعد الأيتام ويساند المحتاجين ويدعم الفقراء، وشارك في دعم 1500 طالب من الأيتام لتوفير مستلزمات الدراسة.

واختارته الإمارات كواحد من صنّاع الأمل في الوطن العربي، وكرمه حاكم دبي أمام 12 شخصية، وكان طلبه الوحيد هو أن يرى حلم افتتاح المستشفى الذي يشيده في قريته لعلاج الفقراء.

"اليوم السابع"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى